بغداد / هدى العزاوي
اكتشفت المعاون الطبي ابتسام حسن فرج اصابتها بالتهاب الكبد الفايروسي نوع (C) نتيجة لغياب الضمان الصحي للملاكات الطبية، واسهمت عوامل اخرى وبشكل كبير في انتقال المرض بدءا من اهمال المستشفيات في تدريب موظفي الخدمة واخضاعهم للفحوصات الكاملة وانتهاء بتستر المرضى على اصابتهم بالعدوى.وتقول فرج بصوت مليء بالحزن:” ارتأت ادارة المستشفى الذي اعمل فيه اجراء الفحوصات الطبية اللازمة على ملاكاته التي لها اتصال مباشر مع المرضى، وما ان امثلنا الى الاوامر حتى اثبتت النتائج اصابة ثمانية من الملاك الطبي بالتهاب الكبد الفايروسي نوع (C)، منوهة بان اغلب اسباب انتقال الفايروس اليها الوخزات التي تتعرض لها اثناء سحب الدم من المرضى الذين يتسترون عن اصابتهم بالتهاب الكبد الفيروسي وبالتالي نقع ضحية للامراض الانتقالية”.
وعن الاجراءات التي تم اتخاذها بحق الملاك الطبي الذي تعرض للاصابة، اوضحت فرج وعلى وجهها علامات الألم:” تم نقلنا الى اقسام ادارية داخل المستشفى لحين امتثالنا للشفاء”.
ومن جانبه قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور سيف البدر في تصريح خاص لـ”الصباح”:” يوجد قرار من اللجان الفنية يتعلق بالملاكات الطبية التي تتعرض الى مرض انتقالي سواء ان كان التهاب الكبد الفايروسي او غيره من الامراض الانتقالية الاخرى يتم نقلهم الى عمل اداري ليس على تماس مباشر مع المرضى الى حين الشفاء الذي يقرر بناء على تقرير مجموعة من الاطباء وليس بناء على قولهم”،لافتا الى انه “في حالة الشفاء التام تتم اعادتهم الى اقسامهم ليمارسوا عملهم وباتصال مع المرضى، كما ان هناك فحصا دوريا ولقاحات دورية سواء ان كان للملاك الطبي او الخدمي فالكل خاضع الى تلك الاحكام والاجراءات”.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن التهاب الكبد من النوع “C” ينتقل عن طريق الدم أو الاتصال الجنسي بينما تتسبب عمليات نقل الدم أو الوخز بالابر الصينية أو الوشم أو شفرات الحلاقة أو معدات الأسنان والغسيل الكلوي واستعمال المناظير الداخلية والحقن غير الملوثة بانتقال النوع “B”، أما النوع “A” فهو الأقل خطورة وينتقل بشكل رئيس من خلال تناول الأطعمة والمشروبات غير النظيفة.
وفي حالة المعاون الطبي “ابتسام فرج” المصابة بالفيروس “C” ، فيقول الاطباء ممكن معالجتها الا انها تمر بحالة نفسية صعبة نتيجة لرفض الاقسام الادارية تطبيق التعليمات التي فرضتها اللجان الفنية بنقلهم اداريا لحين امتثالهم للشفاء.
إجراءات احترازية
وقال احد موظفي الخدمة «رافضا الاشارة الى أسمه» اعمل باجور يومية ولم اخضع الى اية فحوصات او تدريب بكيفية التعامل مع حمل النفايات التي تتكدس بالابر والانبولات المستخدمة للمرضى، علما ان اغلبنا يتعرض يوميا الى وخزات الابر اثناء حمل النفايات الخاصة بردهة المصابين بامراض الدم والمختبرات».
بينما تهرب احد العاملين من الاجابة بصراحة عن حقيقة اصابته بمرض الكبد الفيروسي معربا عن تخوفه من الاعلام والتصريح لاسباب تتعلق بانهاء خدماته بالمستشفى لتستمر سلسلة التكتم على وجود حالات كثيرة للمصابين بالتهاب الكبد الفايروسي من العاملين في مستشفيات العراق التي اصبحت مترعا للامراض الانتقالية بمختلف انواعها «.
واشار احد الاطباء «رافضا الاشارة الى اسمه» الى أن احد اهم اسباب انتشار الفيروسات في مستشفيات البلاد التعاقد مع موظفي خدمة من (مسطر العمال) مقابل اجر يومي قدره 10 الاف دينار، موضحا أن اغلب العاملين يعانون من قلة الوعي الثقافي في كيفية التعامل مع بقايا المرضى العلاجية اضافة الى الادوات الملوثة التي هي احد اسباب انتقال الفايروس لهم والذي يبقى تحت خانة الشكوك من 3 اشهر الى 10 سنوات اذ يصعب اكتشاف هذا المرض، منبها على ان من الاجراءات التي تحتسب لوزارة الصحة فرض اجراء فحوصات كاملة تتعلق بالتهاب الكبد الفايروسي قبل اجراء اية عملية للمرضى، وعليه تم اكتشاف الكثير من المصابين بهذه الطريقة، مؤكدا ان الاجراءات التي تتعلق بالملاك الطبي فاعتقد بأن الاجراء واضح بان المصاب سيكون بتماس مع الموظف بعيدا عن المواطنين!».
توصيات طبية
وأوصى مدير استشارية مستشفى الطفل المركزي الدكتور حسن الجنابي في تصريح خاص لـ «الصباح» «بان على جميع المستشفيات والمستوصفات الصحية اخضاع جميع موظفيها الى دورات تأهيلية وتدريبية لحمايتهم من الاصابة بامراض الكبد الفايروسي كونهم اكثر الفئات عرضة له وذلك نتيجة للاهمال وقلة الوعي في استخدام الادوات الوقائية لحمايتهم من العدوى».
واكد الجنابي « ان قطرة الدم التي تسقط كفيلة لتلوث المكان لمدة شهر ونصف الشهر بالتالي فان هذه المدة يمكن ان تعرض عمال الخدمة الى العدوى كونهم على تماس مباشر مع الملوثات والفيروسات اثناء عملية التنظيف ورفع النفايات، لذا على وزارة الصحة مراعاة منتسبيها المصابين بالتهاب الكبد الفايروسي بالدعم المالي والمعنوي كون اغلبهم من خيرة الملاكات العاملة في المستشفيات وتعرضهم للاصابة كان جراء عملهم
فيها «.
من جانبها أكدت طبيبة اسنان الاطفال اسيل محيي الدين خلال حديثها لـ»الصباح»»أن الملاك الطبي الذي يتعرض الى الاصابة بمرض التهاب الكبد الفيروسي والذي ينتقل اليهم من المرضى هم العاملون في المختبرات كونهم على تماس مباشر مع المرضى، اضافة الى الاطباء الجراحين في اختصاصات الاسنان والنسائية ولا يمكن ان ننسى عامل النظافة الذي يقع ضحية الاهمال»، مبينة « لذا ارتأينا اقامة دورة توعوية نوضح من خلالها علاقة التهاب الكبد الفيروسي بالملاكات الصحية والطبية التي تعود اسبابها الى الحوادث العرضية التي يتعرض لها الطبيب اثناء ممارسة عمله وليس نتيجة للاهمال،
فضلا عن خداع الاطباء من قبل المرضى وعدم اعلانهم عن الاصابة، وأحد الاسباب التي يكون سببها ايضا انتقال الدم بسبب الزخم الحاصل في المستشفيات الذي يسبب ارباكا واخفاقا في اخذ الاحتياطات اللازمة للابتعاد عن
الاصابة».