كاظم الطائي
في الوقت الذي انهت فيه الاندية المحلية التزاماتها بدوري الكرة الممتاز والدرجة الاولى والدوري التأهيلي وكأس العراق الذي اسدل الستار عليه يوم امس بلقاء الزوراء والكهرباء ستدور عجلة المباريات مجددا ولكن هذه المرة لفرق الفئات العمرية المتنافسة على حصد افضل المراتب وتقديم مواهب تسعى للنجومية وارتداء قمصان المنتخبات في القريب العاجل .
ليست مهمة اقامة مسابقة لاعمار تتراوح بين السادسة عشرة لغاية التاسعة عشرة باليسيرة لانها ترتبط بتجربة كثر اللغط حولها في العقود المنصرمة وشكل انحسار مواهبها شرخا في جسد اللعبة بعد ان تعذر احتضانها في سنوات منصرمة لاسباب شتى وانقطع حبل وصلها جراء غياب الكشافين والاستعانة بلاعبين جاهزين تزيد اعمارهم عن المطلوب .
كان من الممكن اختيار الافضل وضمهم للتشكيلات الشبابية والناشئين والاشبال عبر مسابقات المدارس في بطولات التربيات وعبر دوري الفئات العمرية وغيرها من اجراءات كانت متاحة امام المعنيين لدعوة من يستحق لتمثيل الفرق الوطنية بمختلف التسميات الا ان غياب الدوري لهؤلاء وتضاؤل فرص الكثيرين لتقديم اوراقهم امام الجمهور واهل الخبرة أبقى ملاعبنا تعاني من ولادة المواهب الا في حالات ليست مشابهة لطوابير الامس من المبدعين .
تجربة الصغار تتطلب عناية اكثر ومتابعة افضل وارشادا اعلى لأنهم عماد المستقبل واللبنة الاولى في دروب رياضتنا ومن هنا تترسخ مفاهيم واعراف وتقاليد ورؤى ومهارات ستتطور مع مرور الزمن ويجب ان يكون البناء صحيحا منذ القاعدة لتشمل ابجديات اللعبة وكيفية التعامل مع الكرة والتحرك بدونها في ارجاء الملعب والتفاهم المشترك مع زميل او اكثر داخل المستطيل الاخضر واجادة التسديد من مختلف الجوانب والمراوغة والتمرير الدقيق والدفاع المنضبط واستغلال المساحات والسرعة والمهارة وغير ذلك من تفاصيل لابد من ان تحضر مبكرا وتترسخ تباعا بالتدريب المتواصل .
مقترحات نضعها للمعنيين في الاندية والاتحاد المركزي وفروعه في المحافظات لانجاح مسعاهم في احتضان المواهب تشمل اخضاع لاعبي الفئات العمرية لفحوصات مبكرة وعمل بيانات كاملة عنهم توضع في سجلات ثابتة تتجدد معلوماتها مع كل متغير وتتعاون العديد من المؤسسات في تهيئة قاعدة بيانات مبكرة من وثائق رسمية وموقف صحي ومتابعة مدرسية وكل المتغيرات التي يمر بها اللاعب وتكون تحت اشراف مركزي يصل الى مراحل متقدمة من حياته تعين المدربين واهل الشأن في نواح كثيرة.
مشاكل وارباكات حدثت في السنوات الاخيرة لفرق الفئات العمرية والمتقدمين ايضا سببها اختلاف المعلومات في جوازات سفر بعض اللاعبين كادت ان تعصف برحلة هؤلاء في الملاعب الدولية ومنعت التحاق اخرين في التشكيلات الوطنية في مشاركات خارجية ونأمل ان يصار الى عمل بطاقة شاملة للاعبي
المستقبل.