الى فترة قريبة كان الاعتقاد سائدا بين الاوساط الفنية، أنّ اللهجة العراقية صعبة الفهم وثقيلة على أذن المستمع العربي، لذلك يعمد المطربون الذين يبحثون عن النجومية العربية، الى استخدام اللغة البيضاء السهلة الفهم بالنسبة للجمهور العربي، وهذا ما فعله الفنان ناظم الغزالي والفنان كاظم الساهر وآخرون.
لكن المطربين الشباب الجدد عكسوا هذه النظرية ووصلت الاغنية العراقية الى كل قارات العالم بلهجتها العراقية الدارجة من دون رتوش.
عن ظاهرة انتشار الاغنية العراقية بلهجتها المحليّة كان لنا حديث مع اصحاب الاختصاص : فأكّد النجم العراقي والعربي محمد الفارس أنّ اللهجة العراقية صارت محبّبة لدى جميع المستمعين العرب، واخذ المستمع يحب اللهجة العراقية من خلال حبهم للغناء العراقي، وبدؤوا يفهمون معناها ويعجبون بها كثيرا، وفي كل حفلة أقيمها يقولون لي ان اللهجة العراقية جميلة وفيها موسيقى
وحنيَّة.
ويرى الموسيقي فيصل محمد أنّ الأغاني العراقية حققت نسبة مشاهدة عالية جدا عبرت حدود المئة مليون مشاهدة، وكانت باللهجة العراقية مثل “حبك يدك بالراس” للمطرب نور الزين، واغنية “قلب قلب” للمطرب محمد السالم، وأغنية “تعال يا ابن الحلال” وأغنية “خالي” هذه الاغاني كانت باللهجة العراقية واحبها الجمهور العربي، فاقت نسبة مشاهدتها على الاغاني التي يقدمها كاظم الساهر باللغة الفصحى أو الاغاني التي يقدمها ماجد المهندس باللهجة الخليجية، وهذا يعني ان اللهجة العراقية مطلوبة عربيا، وهي سبب انتشارها وليست عائقا مثلما يتوهم البعض.
الباحث الموسيقي محمود موسى ربط بين انتشار الاغنية العراقية ووجود “السوشل ميديا” ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب اصبحت الاغنية متاحة الى جميع المستمعين في كل انحاء العالم وبفضل التواصل وصلت الاغنية العراقية الى
العالم.
مؤكدا أنّ الاغنية العراقية اصبحت منتشرة عالميا وليس عربيا فحسب، ولاول مرة تدخل الساحة العربية والعالمية بهذه القوة وتحقق نسب مشاهدة تصل الى ( 400) مليون مشاهدة، الامر الذي جعل الكثير من النجوم العرب يتجه الى الغناء باللهجة العراقية مثل المطرب حسين الجسمي وعاصي الحلاني وصابر الرباعي وبلقيس وديانا حداد وملحم زين ومحمد عساف وغيرهم.