شارك ثلاثة وستون فناناً ، بستة وستين عملاً نحتياً، تنوعت أساليبها ومضامينها، في معرض النحت السنوي، الذي اقيم امس الاول الاثنين، على قاعة عشتار بمبنى وزارة الثقافة، وسيستمر لمدة أربعة أيام.
وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الامير الحمداني قال خلال افتتاح المعرض:" تعد المدرسة العراقية من أهم المدارس الفنية في العالم، فلا غرابة أن تكون هناك منحوتات متعددة الأنواع والأهداف والرسائل، كما إن اغلب المعروضات حملت اللمسة السومرية الأصيلة، فالفنان لا يستطيع الخروج من البيئة التي ينتمي لها وهذا واضح في تأثير الحضارة الرافدينية في الأعمال المعروضة، داعياً الجمهور لزيارة المعرض واقتناء الأعمال مؤكداً انه سيقتني بعضا
ً منها".
واضاف الحمداني: الوزارة جادة في تسهيل خروج هذه الأعمال للمشاركة في معارض خارج العراق بهدف إخراج الثقافة العراقية من الإطار المحلي إلى الإطار الدولي، فضلاً عن وجود مشاركات خارجية في العديد من دول الجوار، إضافة إلى الأسابيع الثقافية العراقية في كوريا والصين والكويت، مشيراً الى أن هذه الأعمال سترسل للمشاركة في هذه النشاطات.
"انا عندي من الاسى جبلٌ يتمشى معي وينتقل" بيت شعري للشاعر الجواهري نقشته الفنانة رجاء بهاء الدين على عملها النحتي الذي تضمن رجلاً يحمل على اكتافه صخرة وهي رمز المعاناة والصعوبات، بالرغم من الضغوطات يبقى للإنسان مجال لحمل ثقافته والخروج بها الى العالم.
اما الفنان يحيى عبد القهار فقد عالج المواضيع والاعمال الفنية التي يجب ان يلتزم الفنان بها،لا سيما التي تعبر عن الذائقة الجمالية للجمهور من خلال عمله الذي حمل عنوان" طبيب العراق" وهو مناشدة فنية تقدم بشكل عمل يحاكي الاوساط الثقافية والفنانين بان يقدموا افضل ما لديهم، مستخدماً اسلوب حداثوية "النحت المسطح" ليعكس للمتلقي ان الفن متجدد ولا يزال بخير، لا سيما ونحن نتعامل مع مادة صعبة الطرح والانتاج.
من جهته رمز الفنان علي الهاشمي في منحوتته وهي "خلود الانسان وهو يتلاشى تحت الارض" بالعدد "8" من مادة الخشب، وقال لـ" الصباح" ان "الابدية التي طالما يسعى لها الانسان ما هي الا مغامرات مرهقة تعود به الى الفناء وان الخلود يبقى لله تعالى، متمنياً عودة الحركة التشكيلية والجمهور المتذوق الى قاعات العرض، ليرى المنجز العراقي على حقيقته والعطاء المتجدد بخامات بسيطة".