دعا الفنان جلال كامل، الجهات المعنية بصناعة الثقافة العراقية، الى توفير ارضية صحيحة، لتحريك الدراما العراقية المتوقفة: “والارتقاء بها، الى ما يليق
بالمجتمع” قائلاً: “وتتواصل مع منجزات الفن والثقافة في العالم”.
وأكد الفنان كامل: “كانت الفضائيات تشتغل دراما، الآن تعيش قطيعة خلفت أثرا تسبب بتوقف ميدان ثقافي واجتماعي مهم” مضيفاً: “ما استخدم قبل خمس سنوات، الان لم يعد صالحاً لمواكبة الفضائيات المتقدمة؛ لذا من اجل التواصل مع الآخرين، يجب ان نتعاطى مع مستجدات التكنولوجيا.. اولاً بأول، وعندما نجيء الى منطقة الاستكتاب والتمثيل والاخراج، نجد ذاكرة تسعى الى عمل فعلي وإبداعي متواصل، ممكن ان يلوح فيه صدى وعي الانسان العراقي”.
وتابع الفنان كامل: “تلك بمجموعها تراكمات، أفقدت الفنان حماسه، وجعلته ينشد أي عمل يعتاش منه، حتى لو لم يلب تطلعاته للإبداع؛ فالعضو الجسدي الذي لا يستخدمه الانسان، يضمر، فنحن كفنانين.. ما زلنا نريد نص سيناريو حقيقياً ورؤية إخراجية متألقة؛ كي نقدم تمثيلاً يتماهى مع تناغمات موسيقى السيمفونية الداخلية في الدراما.. بل حتى الذائقة تجف، يجب ان يديم الانسان العمل؛ كي يبقى متوثباً باستمرار” مشيراً الى ان: “خمس سنوات من عمر الفنان ليست قليلة”.
وبين: “خمس سنوات والفنان عاطل في مجاله، ماذا يجيد كي يشتغله، يعني يشتت خبرة عمر وموهبة ربانية ودراسة أكاديمية وخبرة متراكمة؛ كي يبدأ ثانية.. من الصفر، في ميدان عمل جديد؛ لأن بضاعة الثقافة كسدت” موضحاً: “الفنان يبني قاعدة كبيرة.. في نفسه وجمهوره وموقفه الفلسفي من الفن، ينسف كل هذا ويبحث عن مصدر رزق آخر”.
يرى جلال كامل، ان: “العراق منذ 2003 الى زمننا هذا عاش ازمات كبيرة، اضطرت البعض الى السفر او التواري، وهما خياران صعبان؛ وبالتالي الظرف السياسي حينها صعب، يتعذر معه تحقيق عمل فني مسترخ؛ إنما حتى الاعمال التي انتجت حينها، لم تستقص كامل طاقة المؤلف والممثل والمخرج، بل وحتى الفنيين والمساعدين، كانوا يعملون تحت هاجس القلق، الذي لم يتح فرصة التألق والاضافة، بالتالي.. شحت الاعمال وتوقفت وخبا وهج اللهفة الابداعية في عروق الفنانين وهبطت معنوياتهم.. لم يعد الواحد منهم قلقاً في كيفية إيصال الشخصية واستيفاء الدور، إنما كيف يحصل على فرصة استرزاق تفي بمتطلبات عائلته، ولو على حساب مستوى تاريخه ونظرة النقاد والجمهور إليه” مواصلاً “نظرة الدولة العراقية للفن والثقافة مائعة، فالسوق لها قوانينها؛ يفترض بالدولة ان تراعي ذلك.. بمعنى: تعودنا ان الاعمال الكبرى.. ذات الميزانيات الثقيلة، تتكفل بتكاليفها المؤسسة الام.. الدولة، بغياب الرؤى الحقيقية من الدولة للثقافة.. توقف الفن”. وبدوره يرى جلال ان: “كل الحلول تفشل، ما لم تضع الدولة ثقلها في انتشال الدراما من العطالة” لافتاً: “الفن صناعة، يجب ان تؤطرها الدولة بقوانين كافلة لحقوق الاطراف كافة، ومحركة لاستمرارية تقدم هذا الميدان الجمالي.. الربحي، معا”. طالب الفنان جلال كامل، مجلس النواب، بتشريع قوانين تحمي وجود الفن وتديم ارتقاءه تصاعداً في مجد الثقافة العراقية.