شهدت مباريات المجموعة الثانية مستويات جيدة وتنافساً قوياً في الأداء بين منتخبات السعودية والكويت والبحرين والأردن وقد عكس بوضوح استعدادات تلك الفرق لهذا التجمع القاري وقد استعانت بعض المنتخبات منها بمدربين جدد وجدوا من خلال بطولة غرب اسيا خير فرصة للتجريب والوقوف على إمكانات اللاعبين واتباع مختلف أنظمة اللعب وبالتالي ستؤثر إيجابا في الجانب الفني فضلا عن حافز التنافس بين منتخبات كلا المجموعتين إذ ستشهد الجولات المقبلة مواجهات مثيرة ابرزها لقاء يوم غد الذي سيجمع بين الجارين الأحمر البحريني والاخضر السعودي وكذلك مباراة الأزرق ضد النشامى.
اختبار ناجح لسوزا
في المباراة الاولى انتظرنا طويلا الظهور الاول لمدرب البحرين الجديد البرتغالي هيليو سوزا الذي حسم اللقاء لصالحه امام نظيره الأردني بهدف نظيف بإمضاء الهداف المخضرم اسماعيل عبد اللطيف ، إذ تسيد الفريق البحريني مجريات معظم اللقاء ولعب بنظام 3 - 3 - 4 وقد استعان بعناصره المعروفة التي مثلت الفريق في البطولات السابقة وبرز في قيادة خط الوسط كل من علي مدن ومحمد حردان وسيد ضياء وجاسم الشيخ وقد اعتمد هذا الرباعي على الكرات القصيرة والتمريرات البينية والتحركات في الفراغ والانتشار الجيد والتموضع بين خطوط اللعب فضلا عن رغبة اللاعبين في التسديد والمرونة العالية لحظة التحول الى الخلف عبر الانضباط الخططي في تنفيذ المهام وقدم المهاجمان إسماعيل عبد اللطيف وسامي الحسيني خدمات كبيرة في الامام من حيث التحركات وفتح مسارات التمرير او الفراغات وهذا ما منح الفريق الأحمر ارجحية واضحة.
أوراق بوركيلمانز
اما المنتخب الأردني بقيادة مدربه البلجيكي فيتال بوركيلمانز فقد حاول في الشوط الثاني ترتيب اوراقه واستطاع ان يجاري منافسه عندما طلب من الظهيرين فراس شلباية وسالم العجالين التحرر وتسلم الكرات في طرفي الملعب البحريني وظهرت خطورة الأردن بالثلاثي يوسف الرواشدة واحمد العرسان وعبد الله العطار ولاسيما الاخير الذي عاد اليه الاسناد بعد ان كان وحيدا في الشوط الاول بفضل تقارب المسافات بين الخطوط الثلاثة والاعتماد على التحضير في طرفي الملعب ونقل الكرات الى العمق ولكن التعزيزات الدفاعية لسوزا بقيادة لاعب الارتكاز محمد الحردان الذي تكفل في معالجة الكثير من التحديات الثنائية وتأمين عمق دفاعي للثنائي الخلف سيد مهدي باقر وعبد الله الهزاع، فوتت الفرصة على النشامى في ادراك التعادل وكانت مباراة جيدة في المستوى من حيث الندية واللعب على المتغيرات التكتيكية.
الأزرق يعبر الأخضر
في المباراة الثانية التي جمعت المنتخب الكويتي بشقيقه السعودي تمكن مدرب الأزرق روميو يوزاك من تحقيق الفوز بهدفين مقابل هدف واحد احرزهما حسين الموسوي وفيصل عجب بينما سجل هدف المنتخب الأخضر اللاعب ربيع سفياني ، ابرز ما ميز كتيبة المدرب السعودي نايف عنبر - الذي سيترك منصبه بعد انتهاء بطولة غرب اسيا للفرنسي ايرفي رينارد الذي سيقود المنتخب في تصفيات كأس العالم – هي العناصر الشبابية واللعب السريع بإيقاع عال والتحضير السلس للهجمات والانتقال من الخلف الى الوسط الى الامام بمرونة عالية ، بل ان تحركات لاعبي الوسط حاتم بلال وعلي النمر ونايف هزازي ومنصر حمزي ، احدثت مشاكل في التنظيم الدفاعي للمنتخب الكويتي بسبب الأدوار الهجومية المتعددة لربيع سفياني وزميله عبدالفتاح ادم ،وعلى الرغم من الكثافة العددية للفريق المنافس بدأ المدرب الكويتي كوزاك بنظام لعب 3-4-3 وتألق شريدة الشريدة واحمد الظفيري وعامر معتوق في بناء اللعب والتحضير وقيادة الهجمات المرتدة لكن خطورة المهاجمين البديل فيصل زايد وعبد الله ماوي الذي حل بديلا لبدر المطوع في الامام كانت العلامة البارزة في تهديد مرمى الحارس السعودي مصطفى ملائكة بالإضافة الى مشاركة البديل فيصل عجب الذي سجل الهدف الثاني وكانت ادواره واضحة في الضغط على المدافعين السعوديين ومنعهم من التقدم وقد اهدر هذا الثنائي فرصا عديدة للتسجيل .
زبدة الكلام
على الرغم من مشاركة العديد من المنتخبات بالصف الثاني او بلاعبين بدلاء الا ان المستوى الفني للبطولة بدأ بالتصاعد في كلا المجموعتين ، منتخبنا الوطني لا يزال يقدم مستويات مقنعة وبأداء متجدد ونأمل منه الوصول الى الجاهزية المثالية رغم ايماننا بأن جل اللاعبين الحاليين سوف يكونون خارج حسابات المدرب كاتانيتش في التصفيات وذات الكلام يقال عن المنتخب اللبناني الذي تطور في المباراتين الاولى والثانية ، في حين ان سوريا مطالبة بإثبات كينونتها الكروية امام منتخبنا في اللقاء المقبل وسنتابع ونرصد عن كثب مستويات المجموعة الاولى التي يبدو انها جاءت للبطولة من اجل تقديم صورة مخالفة عن السابق وشاهدنا أساليب لعب حديثة وتغييرات في طرق الأداء التي من شأنها الارتقاء بالجانبين الخططي والفني للبطولة الحالية .