سالم الشدهان في «الإذاعيين والتلفزيونيين»

الصفحة الاخيرة 2019/08/06
...

بغداد / هيفاء القره غولي 
خلال اصبوحة حملت عنوان “المخرج والنص” احتفى اتحاد الاذاعيين والتلفزيونين بالمخرج د. سالم الشدهان، مطلع هذا الاسبوع.. حضرها فنانون وأدباء وأكاديميون وإعلاميون،على قاعة مقر الإتحاد في الصالحية، تضمنت الاصبوحة شرحاً تفصيلياً عن فيلميه “الطائر” و”حياة شائكة”.
وقال المخرج الشدهان لـ”الصباح”: “النص غير محدود.. لايوجد نص يكتبه المخرج ويبقى كما هو؛ لان الرسالة لاتصل كما هي؛ كونها عملية تواصلية مشتركة، تختلف من متلقٍ الى آخر، مضيفاً: النص المكتوب شيء والنص المطروح على شكل صورة تلفزيونية شيء آخر،النص يختمر في ذهن المخرج وقابل للتغيرومتطور؛ فانا عندما عملت هذا الفيلم في2013 كان الحوار يدور في مكان معين، اما الان فتوسع المكان والدليل تجول الفنان فلاح ابراهيم في فيلم “حياة شائكة” مع الصور الفوتوغرافية والاماكن التراثية، ومنه لاحظنا ملوية سامراء”.
مستطرداً: الفن يتنبأ بالمستقبل، مبيناً: الظروف هي من تجبرنا على التنازل عن مانطمح إليه؛ وفي المستقبل لن يكون هناك نص ثابت.
واكد الشدهان: حاولت ان اكون مخرجاً في الفيلمين، فالنص انا كتبته ولكن عندما خرجت الى موقع التصوير؛ تركت النص جانباً وتعمقت بالاخراج، متابعاً: خلال فيلم “الطائر” اخذت الثيمة البسيطة لمصطفى العذاري، كشخصية حقيقية لكني لم اسأل اهله كيف كان؟ فقط اخذت الرسالة الحقيقية التي ارسلها لذويه بانه اسر، اما بالاخراج فاضفت بطلاً اخر وشخصاً لايعلم ولايعرف الطائفية.. مجرد انسان تعاطف مع قضية.
من جانبه قال د. صالح الموسوي: هذان الفيلمان هما خير إنموذجين للحديث عن علاقة المخرج بالنص، موضحاً: من المعروف اشتغال المخرج على ثلاثة مستويات.. النص والممثل والكاميرا، واهم هذه المستويات هو مستوى النص؛ فهم النص يعني استشفاف واستنتاج المشاعر والعواطف والاحاسيس التي تنبثق من هذه المعاني، والتي يستجيب لها المتلقي،موضحاً: قراءة النص تعني ان نرى ونتخيل التمثل الصوري للافكار المطروحة والتي يعبر خلالها المخرج عن رؤيته الاخراجية والمخرج يجب ان يمتلك صفة الحرفة وصفة الابداع.
واشار الى ان: المخرج التلفزيوني يختلف عن المخرج المسرحي؛ لان الاخير يقدم عرضاً لكن التلفزيوني يخلق عالماًوهذا ماجسده الفيلمان،ويجب ان نتبنى مثل هذه الفكرة الاخراجية في المستقبل، مواصلاً: هذان الفيلمان بادرتان لولادة مخرج حقيقي.
وخلال مداخلته قال الدكتور صالح الصحن: قراءتي للفيلم الاول قراءة مرئية لحدث تاريخي او جريمة معينة عملها الدواعش وحاول المخرج قدر الامكان ان يوثق هذه الجريمة ويعتبر المخرج هنا مؤرخاً وثق الحادثة وتعتبر مصدراً نعود اليه في المستقبل،مؤكداً ان: المخرج ركز على الفعل الكبير لما في ذلك،كانت البطولة واضحة من خلال شخصيته وشخصية الممثل بشير الماجد.. بشكل عام الفيلم بعيد عن التركيب البصري والاخراجي، اعتقد ان خطابه وصل للمشاهد وان كان بسيطاً والمعنى الوطني للفيلم قد تحقق،اما الفيلم الثاني فاخذنا الى اجواء من الخيال والتخيل.. حصل على قراءة مرئية فتحت مجالاً للمتلقي بان يفهمها كيفما يشاء.
من جانبه قال الناقد كاظم السلوم: الفيلم كنص متكامل هو النص ولايوجد فرق بين النص المكتوب والنص الفيلمي، لافتاً: في فيلم “الطائر” كتب الشدهان بشكل موسع ودقيق الملاحظة، اي اقتنص الحدث.. المخرج دائماً يقف خلف النص او امامه،مستعرضاً كل ادواته، تاركاً النص خلفه ليستفيد منه في ما يمليه من امكانيات اخراجية، وكتب النص الادبي معتمداً على حادثة يعرفها الجميع واخذت بعداً عربياً وعالمياً وهي قضية الاستعراض بالشهيد مصطفى العذاري، مفيداً: ركز المخرج على موضوع الادانة والتأخير من الجانب الامني لاسعاف العذاري  وتجرأ بتسليط الضوء عليها،اما الفيلم الثاني فيأخذك الى مدارس اخرى وتأويل نص مرئي متكامل ومكتوب بجمالية عالية.
وفي الشأن ذاته قال الكاتب فالح حسين العبد الله: الفيلم غيّر رأيي وانا اشاهده؛ لاعتقادي انني سارى شيئاًلايعجبني، لكن الفيلم حرك داخلي مشاعر من خلال الصور والاضافات والخيالات مثبتاً باننا كعراقيين مستمرون في الحياة برغم الظروف.