الإذاعة والتلفزيون بمواجهة المخدرات الرقميَّة

الصفحة الاخيرة 2019/08/19
...

بيروت /غفران المشهداني 
تركِّز المؤسسات الأمنية نشاطاتها في مكافحة تعاطي المخدرات التقليدية فقط، بينما تغيب المخدرات الرقمية تماماً عن تلك الجهود،والمخدرات الرقمية نوع مستحدث من المخدرات، يمثل تحدياً حقيقياً في مجال الإدمان.
وتعرف المخدرات الرقمية بإنها ذبذبات تنساب إلى المخ عبر الأذن على شكل نغمات تؤثر في الذبذبات الطبيعية للمخ مدخلة المتلقي إلى عالم آخر من الاسترخاء إلى حد يصل لتأثير المهدئات الكيميائية. 
ويروج لبيع ذلك النوع من المخدرات عن طريق شبكة الانترنت على شكل ملفات صوتية.
وقالت المحامية اللبنانية أنديرا الزهيري.. عضو مؤسس وامينة سر سابقة للمركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقيةICIP مركز فِكِر: “ان المخدرات الرقمية عبارة عن ترددات صوتية مماثلة تقريباً (اي ان الترددات التي يتم الاستماع إليها على شكل موجات التردد - الهيرتز) يستمع إليها من خلال سماعات الاذن أو مكبرات الصوت، وتؤثر في الدماغ بطريقة ينتج عنها الاحساس بصوت ثالث يدعى  binaural beat، ويحدث تغييرات في نشاط الموجات الدماغية، يؤثر في النشاط العصبي؛ بحيث تتفاعل مع مسارات الدماغ السمعية المركزية، وتؤدي الى خلق أوهام لدى المستمع لهذه الموسيقى؛  ويصبح متعطشاً للمزيد من الاستماع الى هذا النوع ويدخل في هستيريا واهتزاز قد يؤدي الى الموت أحياناً”مشيرةً الى خطورتها، التي توجب اتباع آلية الردع والوقاية: “هنا يدخل التنسيق بين الدور الأمني.. مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، ومناهج الاذاعة والتلفزيون التوعوية والتثقيفية، من خلال البرامج التربوية وتنظيم حلقات  تعرض يومياً بمعدل 3 دقائق”.
وتبيّن فاتن الجابري.. مراسلة شبكة الاعلام العراقي في المانيا ان: “المخدرات الرقمية لا تقل خطورتها عن المخدرات التقليدية التي يدمنها الشباب وينبغي توخي الحذر ودق جرس الخطر والانتباه من قبل الجهات المسؤولة وذلك بحجب المواقع التي تروُّج لبيع المخدرات الرقمية، وتوظيف الاذاعة والتلفزيون في التوعية بخطورتها، من خلال برامج صحية يشرف عليها أطباء مختصون حفاظاً على مستقبل وحياة شبابنا،لا سيما ان المجتمعات العربية اليوم تعاني من آفات اثرت بليغاًفي حركة تقدمه وتطوره”.
وأكدت أماني أبو عيسى.. صحفية مصرية في جريدة الموجز: “على الاذاعة والتلفزيون الحد من آفة المخدرات الرقمية؛ فهي أخطر من نظيرتها التقليدية؛ بحكم إتاحتها لمن يستطيع استخدام الانترنت” مضيفة: “تأتي التوعية من خلال التلفزيون عن طريق إعداد البرامج التوعوية التي تتحدث عن خطورة هذه المخدرات في حياة مدمنيها، ومن خلال الإذاعة عن طريق المناظرات بين المتخصصين والمدمنين، وأيضاً الاسكتشات الإذاعية والتلفزيونية، إلى جانب التغطية الإخبارية المستمرة للأحداث والمخاطر المتعلقة بالمخدرات الرقمية، وتوضيح السلوكيات الخاطئة الناتجة عن الإدمان، والاهتمام بنشر التقارير والتحقيقات التلفزيونية والاذاعية، بحيث يمكن لهذه الأشكال الإعلامية التعمق أكثر في ظاهرة المخدرات الرقمية والحد منها، والحث على أهمية إنتاج مسلسلات درامية تتحدث عن هذه القضية”.
وتشير زهراء محمد.. مذيعة أخبار في فضائية الراصد: “أولا يجب ان تكون رقابة أبوية على مستخدمي الانترنت من الشباب وأن تقوم الإذاعة والتلفزيون بحملات لتوعية الأهل ثم الأبناء عن طريق انشاء افلام قصيرة تتحدث عن اضرار هذا النوع من المخدرات وحتى ادخال الإعلام في المدارس وتنبيه التلاميذ الى خطورة الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا،و يستطيع الاعلام ايصال التحذير بواسطة مقاطع صغيرة لفنانين ورجال دين تنبه من هذا الخطر الجديد”.