سلام على الأرض ولها

العراق 2019/08/20
...

 وجدان عبدالعزيز
الحقيقة لو اردنا تعريف السلام العالمي أو السلام على الأرض، لوجدناه يمثل مفهوم الحالة المثالية للسعادة والحرية.. كون السلام داخل بين جميع الشعوب والأمم على الأرض، وفكرة متمثلة بعدم وجود عنف في العالم، هذا الامر مثل أحد الدوافع التي تحفز الشعوب والأمم على التعاون طوعًا، وبمحض ارادتها أو بحكم نظام الحكم الذي يعترض على حلها بالمحبة والسلام، فالثقافات والديانات والفلسفات والمنظمات لكل منها مفهومه الخاص عن كيفية إحلال السلام في العالم، والهدف المعلن لمختلف المنظمات الدينية والعلمانية، هو تحقيق السلام العالمي من خلال حقوق الإنسان، والتكنولوجيا والتعليم والهندسة والطب والدبلوماسية المستخدمة لإنهاء جميع اشكال القتال، حيث سعت الامم المتحدة ومنذ عام 1945، والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع لها (أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) بهدف حل الصراعات من دون حرب، ومع ذلك، دخلت الدول في العديد من الصراعات العسكرية ..إذاً السلام حالة أرضية غير ممكنة، وكذلك التسامح، لأنهما لا يصلحان كوسيلة، أو مبدأ للبقاء والتواصل، فالأرض تفرض قوانينها وإرادة التراب تتفوق والصراع ما بين أقطاب الوجود متواصلة، وبها يبقى ويتجدد ومن دونها ينتفي ويغيب تماما، كون قانون الصيرورة الكونية والديمومة الحية محكوم بالصراع ومعطياته، وبقوانين الغاب ودستوره، الذي يتسلط على سلوك الأحياء بأسرها ومنها البشر، لكن يجب التركيز على التفاعل المفيد بين البشر، لخلق لغة السلام والتسامح، بمعنى توفير الظروف الموضوعية اللازمة لتنمية القدرات الإيجابية ذات المصلحة المشتركة، ونبتكر قوانين التعاون المعاصرة، التي  ستمنحنا فرصة لتحقيق الأفضل والاقتراب من بعضنا، ورعاية مفردات الاطمئنان والأخوة الإنسانية، التي ربما تؤثر في تغيير مواقفنا وخرائط سلوكنا، التي نراها غير مجدية، ثم وضع نصب اعيننا المعوقات، التي تحول من دون تحقيق الأمن والسلام في العالم المعاصر، ومنها الصراعات الناشئة بين أقطاب العالم، حيث تملك القوى الكُبرى حقّ النقض في مجلس الأمن، فهذه الدول تقدم مصالحها على مصالح أمن العالم واستقراره، ثم التعصب الديني والعرقي، الذي ينتج عنه الكثير من الاضطرابات وأعمال العنف، التي تولد الكراهية والتطرف والإرهاب، ولا ننسى أطماع الدول الكبرى، تلك الأطماع والصراعات للسيطرة على المصادر الطبيعية والاقتصادية للدول النامية، ولا يغرب عن اذهاننا اختلال النظام الاقتصادي العالمي، مما ينتج عنه وجود مجتمعات فقيرة جداً بجانب وجود مجتمعات غنية، وهذا يؤدي إلى حالة من الحقد والتذمر.