النتاج الدرامي العراقي لاينافس نظيره العربي

الصفحة الاخيرة 2019/08/23
...

بغداد/هيفاء القره غولي 
يظل عرض النتاجات الدرامية العراقية عربياً حلماً يراود الفنان المحلي، المتطلع للانتشار الواسع. ولهذا  يرى د. صالح الصحن ان: “النتاج الدرامي المحلي يختلف كثيراً عن نظيره العربي الان، لكن في الفترة السابقة وبفعل عناصر بناء الدراما،كانت تتوفر ارضية كاملة لصناعة الدراما،ازدهرت في الثمانينيات والتسعينيات” قائلاً: “حينذاك الاستوديوهات كانت متوفرة والامكانيات والدعم الحكومي وهناك رغبة للمنتجين في انتاج العمل ووعي ثقافي لدى كل الوسط واختيار مواضيع متعلقة بقصص يحتاجها المشاهد”.
أكد: “الصورة ايضا كانت تخضع للرقابة من اجل المحافظة على تقنيتها وجودتها” موضحاً: “اما الان فالدعم منكمش بسبب الضائقة المالية على حد قول الاوساط المختصة،ونتساءل لماذا لانمتلك مدينة فنية مثل مصر، التي لاتمتلك اقتصادا غنيا كالعراق، الا تدرك الادارة في الثقافة والفنون، الضرورة الملحة لصناعة وانشاء مدينة اعلامية فنية متكاملة توفر فيها استوديوهات وبيئات متنوعة كالاهوار والجبال والصحارى... الى اخره، وتوضع فيها معامل للمونتاج والمؤثرات”.
واضاف د.الصحن:”لطالما طالبت وكتبت عن الموضوع ولكن لم احصل على جواب،اضافة الى اننا بحاجة الى اعادة النظر بالدراما، ونحتاج قانوناً في الدراما.. لانريد الاستجداء مسرفين في الشرح والاقناع وقد يستجاب لنا” مبيناً: “الدراما يجب ان تعامل على انها واحدة من ضرورات الحياة لانها ثقافة وطن ومجتمع وترتبط بالترفيه والمعلومة”.
واشار الى اننا: “لانمتلك ابسط مقومات الانتاج،واهمها قناة عراقية مخصصة للاطفال.. هذه الشريحة التي تؤطر أبعاد المستقبل وتحدد ملامحه؛ ما يضطر الطفل العراقي الى اللجوء نحو القنوات الموجهة التي تبث الصالح والطالح، لذلك يجب تصدير قرار لجهة معينة، تكون مسؤولة بالدرجة الاساس عن الدراما ودعمها القانوني تحت خطة كباقي مؤسسات الدولة” لافتا الى: “اننا لانمتلك رابطة كتاب ولطالما طالبنا بتأسيس رابطة للكتاب واستثمارهم بالشكل الصحيح للنهوض بواقع الدراما وتتم مناقشته وبيان اماكن الضعف والقوة فيها؛ لكي نخرج بنتيجة ناجحة، بدل الاعمال الـ... “وصف لا تتحمل الصباح مسؤوليته” كما حدث في رمضان الماضي”.
واقترح د. صالح الصحن: “يجب زج المخرجين والمصورين والماكيراتومصممي الازياء والكوافيرات في دورات خارج البلد لكي تكون لهم رؤى جديدة وغير تقليدية؛ فهذا ايضا واحد من اسباب تراجع 
الدراما”.
من جانبه قال مدير الانتاج سمير ذنون: “الدراما كانتتصل الى القمة في السابق، وتحديدا فترة ماقبل الحصار؛ لاننا كنا ننتج اعمالاً كثيرة.. بواقع 13 مسلسلاً و52 ساعة تلفزيونية ومسلسل اطفال وافلام كارتون وديني ومدبلجات وانيميشن، كنا ننجزه في استراليا، لكن أثناء الحصار وبعد 2003 النتاج العراقي وصل الى ادنى المستويات” مبيناً: “لكي ترتقي الدراما تقع على عاتقنا مهام عدة، منها وسائل انتاجية وملاكات بشرية وتدريبية” موضحا: “الدراما تعيش غيبوبة طوال الـ16 سنة المنصرمة،ولكي نصل الى مستوى جيد؛ يجب ان نقدم اعمالاً ذات جمالية ترتقي الى ذائقة المشاهد العراقي، وان يتوفر الاخلاص بالعمل.. هناك اناس يتبنون مشروع شركة انتاج تكون خاصة بالدراما العراقية فقط.. سواء تلفزيونية ام سينمائية ونحتاج رأس مال يكفي لذلك”.
وتابع ذنون:”كي نصل الى مستوى الدراما العربية، يجب على الحكومة العراقية ان توفر مليار دولار، لمدة 10 سنوات،كافية للنهوض بواقع الدراما العراقية من جديد، وتشكيل هيئة للعمل الدرامي او هيئة انتاج عليا برئاسة د صالح الصحن، وبقية الاعضاء يتم اختيارهم من قبله، على شرط الايكونوا مخرجين او كتاباً وترتبط بها لجنة الكتاب والمخرجين، ويكلف كل كاتب ومخرج سنويا بتقديم ما لايقل عن عمل او عملين والذهاب الى بناء مدينة انتاج اعلامي.. سينمائي وتلفزيوني، والمخطط موجود لدينا ونسعى لتقديم اكثر من 30 عملاً، وتلزم الفضائيات بشرائها، مقابل اعلانات تدر عليهم الربح الوفير وعندما تعود المبالغ المصروفة الى قطاع الانتاج نكون قد حققنا الانتاج واعادة رأس المال، وبهذا المبلغ نستطيع ان نبني مدينة الانتاج، ونذهب الى ابعد من هذا.. انتاج اعمال مشتركة عربية 
وعالمية”.