المدربون بين مطرقة الجماهير وسندان الانجازات

الرياضة 2019/08/24
...

الحلة / محمد عجيل 
لعل الكثير من الاندية ومنها الجماهيرية قد أنهت  تعاقداتها بما يؤمن لها فرصة مقبولة على اقل تقدير من اجل خوض الدوري الممتاز المؤمل له ان ينطلق في العشرين من الشهر المقبل  بنجاح ويبدو ان هناك اسماء بعينها فرضت بشكل او باخر بسبب أيادٍ خفية من الجماهير  تسهم في صناعة القرار تارة او تحاول عرقلته تارة اخرى مستندة الى اعتبارها اللاعب الثاني عشر في الملعب وكلنا نتذكر كيف تدخلت مجاميع جماهيرية من تغيير المدرب الفلاني وابعاد اللاعب الفلاني وهو اُسلوب يكاد يكون سلبيا في نظر الكثير من المدربين.
ويرى المدرب علي وهاب الذي ترك العمل مع فريق القاسم نتيجة تدخل جماهيره ان المدرب من دون دعم الادارة لا يشكل شيئا، اذ يبقى مصيره معلقا على ارضاء هذا ودغدغة عواطف ذاك دون التركيز على الجوانب العملية في عمله ومدى إمكانية نجاحه مع الفريق وقال: إن عمل بعض المدربين يعتمد على العلاقات الشخصية مع الجماهير حتى لو سادت تجربته الأخطاء وانه في احيان كثيرة لا يحتاج الى قرارات ادارية تدعم تواجده مع الفريق سواء في رحلة الاعداد او اثناء الدوري.
واكد ان الكثير من جماهير الاندية تنظر الى التقارب مع المدربين الى سلوكياتهم ومدى قبولهم للمقترحات والمطالب التي يقدمونها لان المهم لديهم الاستماع الى صوتهم وليس الى صوت المنطق في كرة القدم الذي يشير الى ضرورة اعطاء استقلالية بالقرارات سواء للمدرب او الادارة، ويشير علي وهاب الى ان كل التدخلات سلبية مهما كان مصدرها لانها تؤثر نفسيا في اللاعبين والملاكات التدريبية.
وطالب المحاضر الاسيوي حميد مخيف الجماهير ألا تتدخل في ما لا يعنيها وان يكون وجودها مقتصرا على الدعم والتشجيع واوضح ان ابرز سمات الجماهير الحيادية الابتعاد عن التاثير في قرارات ترى فيها من اختصاص الادارة حصرا ولهذا نرى سمة التطور على الاداء الاوروبي في الاندية والمنتخبات واعتقد ان جماهير الاندية العراقية تريد انجازا مهما كلّف ذلك من ثمن ورغم ذلك هي لا تعترف ان تدخلاتها توصد الباب امام اي فرصة تنهض بواقع الاندية.
 من جهته انتقد المدرب جمال علي الدور السلبي الذي يحمله تدخل الجماهير بخصوص عمل المدربين وقال: ان بعض الاندية الجماهيرية دفعت ثمن ذلك، واعتقد ان السبب الأساسي هو الافتقاد الى الثقافة الرياضية التي كانت سائدة في العقدين السبعيني والثمانيني وهي ربما تكون مرتبطة بواقع البلاد الأمني والسياسي وطالب جمال الاندية بغلق الأبواب امام جميع التدخلات مهما كان شكلها ودعم عمل المدربين بالشكل الذي يسمح لهم بالنجاح.
وعد المدرب خليل محمد علاوي التاثير في عمل الاندية والمدربين تاكيدا على الضعف الذي يدب في المنظومة الكروية حتى ان ذلك التاثير ظهر جليا في تسمية مدربين للمنتخبات الوطنية وهي حالة سلبية ستكون لها نتائج وخيمة في حال عدم تداركها لانها تسببت في الفترة الاخيرة بوصول اسماء ما انزل الله بها من سلطان.