الزوراء بدد الاستحقاق العربي بذريعة الاستعداد والتجريب

الرياضة 2019/08/25
...

قراءة / علي النعيمي
استوقفنا كثيراً تصريح مدرب الزوراء الكابتن حكيم شاكر لأكثر من وسيلة إعلامية محلية الذي قال فيه ان « بطولة كأس محمد السادس للأندية الأبطال، ستكون محطة تحضيرية لكتيبة النوارس قبل الدخول في معترك الدوري المحلي والاستحقاقات الأخرى ما جعل الكثير من النقاد والمحللين يتساءلون عن الفرق بين الاستحقاق الذي يعود على النادي بالمكاسب المادية والمعنوية والفنية و المباريات التنشيطية والمعسكرات التحضيرية اذا ما علمنا ان اللجنة المنظمة لهذه البطولة التي خطف لقبها النجم الساحلي التونسي في العام الماضي تحت مسمى كأس زايد للأندية الأبطال قد رفعت جوائزها الى ستة ملايين دولار للفائز بالمركز الاول ومليونين ونصف المليون للفريق الذي يحظى بالمركز الثاني ونصف مليون دولار للمركزين الثالث والرابع وربع مليون دولار للمركزين الخامس والسادس وأخيرا مئة وخمسين الف دولار لصاحبي المركزين السابع والثامن على ان يحصل كل فريق مشارك على مبلغ خمسة وعشرين الف دولار بعد كل مباراة.
 بمعنى آخر ان جوائز هذه المسابقة  تفوقت على قيمة ما يحصله الفائز بدوري أبطال اسيا وكاس الاتحاد الاسيوي كما تتيح الفرصة امام الكفاءات العراقية التدريبية لمواجهة مدربين عالميين مميزين لهم باع طويل في عالم المستديرة البعض منهم يشرف على اندية خليجية و اخرى عربية. 
 
هفوات دفاعية
لقد وضعت اللجنة المنظمة للبطولة العربية للاندية  ثمانية فرق من ضمنها الزوراء في مجموعتين لحساب الدور الأول ، كي تتنافس على المقعدين الشاغرين في دور الـ32، الاول والثاني  بخلاف القوة الجوية الذي سيواجه السالمية الكويتي وكذلك الشرطة الذي يتأهب لملاقاة الكويت الكويتي ، لقد توسمنا خيراً في ان يتأهل الزوراء عن المجموعة الاولى التي ضمته الى جانب بطل الصومال واتحاد طنجة المغربي والرفاع البحريني لكن ممثل الكرة العراقية الاول ودع البطولة سريعاً ومن بابها الخلفي بعد خسارته الثانية امام الرفاع البحريني بهدف نظيف و كانت المباراة متكافئة من حيث المستوى الفني الا ان الأخطاء الدفاعية اوضحت مواجهة قلبي الدفاع مصطفى ناظم وعلي عبد الأمير صعوبة كبيرة في التعامل مع الكرات البينية وهذه معضلة أخرى تضاف الى المشاكل الدفاعية للمنتخبات والأندية العراقية وقد عانى منها أيضا يوم امس الاول منتخبنا الشبابي الذي انهزم برباعية امام نظيره الاماراتي لحساب بطولة غرب اسيا للشباب المقامة منافساتها في فلسطين .
 
استحقاق ام تجريب
علينا ان نعترف بكل صراحة من دون أي مواربة او رتوش منمقة ان رؤية الجهاز الفني المشرف على فريق مدرسة الكرة العراقية لم تكن بمستوى طموح عشاق الفريق والشارع الكروي في العراق وتنافت بوضوح مع ذلك الالحاح الكبير والرغبة العارمة بغية المشاركة من قبل إدارة البطولة قبل شهرين التي طالبت اتحاد العراقي بضرورة التواجد في البطولة العربية ولو كان اتحاد اللعبة قد اختار نادياً اخر لديه الرغبة في التنافس والتواجد ولا يمتلك عددا كبيرا من لاعبيه في المنتخب على غرار الزوراء على سبيل المثال لحدثت ازمة كبيرة في المشهد الرياضي!! ، بيد ان ذلك الإلحاح و الطلب المتكرر والمداومة عليه بوجوب المشاركة لم يتفق ابدا مع رؤية وتفكير المدرب «الحكيم»  حكيم شاكر الذي رمى باللائمة  على طول مسابقة الدوري والارهاق الذي رافق أداء اللاعبين اذ لم يأخذوا القسط الكافي من الراحة وتعامل مع الاستحقاق العربي الذي ينتظره الجميع على انه مباريات استعدادية لبطولة الدوري التي لا تتعدى جوائزها بأشهرها الطوال مبلغ 100 مليون دينار وبتنا نخشى أيضا من ان تنتقل هذه النظرة الخاطئة الى مدربي القوة الجوية والشرطة من حيث المبدأ وان لا يتم التعامل مع البطولة العربية على انها مشاركة كبيرة يجب اعداد العدة لها جيداً ووضع ستراتيجية لعب معينة من اجل التأهل والذهاب بعيداً الى ابعد نقطة.
 
ازدواجية المسوغات
نسجل هنا استغرابنا  للكثير من الأقلام الصحفية والبرامج الرياضية التي تعاملت بازدواجية عالية وبمطاطية واضحة بحسب الاهواء في التعاطي  مع اخفاق مدرب منتخبنا كاتانيتش في بطولة غرب اسيا وبين خروج الزوراء المرير من هذه البطولة ، فمع كاتانيتش تناسوا ارهاصات دوري الفصول الأربعة والارهاق الذي بدا على اللاعبين لاسيما في المباراتين الأخيرتين الذين لم ينالوا قسطا من الراحة ولو لمدة أسبوع واحد وعدّ البعض منهم  استمرارية الدوري الممل الذي انتهى قبل  أسابيع على انها فترة مثالية للاعبي المنتخب « المحليين»  بل قيمة فنية كبيرة وفرصة لم تسنح لأي مدرب من قبل بغية الحفاظ على مخزونهم البدني وان السلوفيني اخفق كثيرا في استثمار هذه المزايا الفنية والخصائص البدنية المثالية بالإضافة الى عاملي الأرض والجمهور، عندما اخفق الزوراء ذهب البعض الاخر في سوق المسوغات وصبوا جام غضبهم على لجنة المسابقات وليس على الجهاز التدريبي للنوارس و اكدوا بقوة ان استمرار الدوري وتأخره كان السبب الرئيس وراء خروج النوارس  وقد حذروا بان هذا السيناريو ربما سيتكرر مع الصقور والقيثارة لاسمح الله وبقدرة قادر تحولت الأدوار الأخيرة من الدوري المحلي والقيمة الفنية المثالية للمخزون البدني لحظة الحديث عن اسود الرافدين الى ارهاق وجحيم ولعنة مسلطة على لاعبي الزوراء وقد أكلت من جرف لياقتهم في البطولة العربية !!.