الصباح} تتجول في الشريط الحدودي بين لبنان وفلسطين المحتلة

الرياضة 2019/08/28
...

بيروت / جبار عودة الخطاط
 
في اطار مواكبتها للحدث، توجهت جريدة «الصباح» أمس الاول الثلاثاء الى الشريط الحدودي اللبناني - الفلسطيني لاستطلاع الأمر  والوقوف على طبيعة الاوضاع في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة حيث سمع فجر امس الاول الثلاثاء عدة انفجارات في منطقة مزارع شبعا جنوب شرقي لبنان و قامت القوات الاسرائيلية المتمركزة في موقع رويسات العلم داخل مزارع شبعا، بإطلاق قنابل مضيئة عدة في أجواء تلة سدانة وبركة النقار ومحلة البيادر، خارج بلدة شبعا نجم عن ذلك دوي عدة انفجارات سمع داخل المزارع. وقد تسببت القنابل المضيئة فوق مزارع شبعا،  باندلاع حريق في منطقة الشحل غربي شبعا، وقد بادر الدفاع المدني  بشكل سريع  الى إطفاء النيران.. هذه الانفجارات جاءت وسط حالة الهدوء والترقب التي تعيشها الحدود الشمالية لإسرائيل خشية رد محتمل يستهدف قواتها هناك، بينما شهدت منطقة البقاع اللبناني وجود طائرة استطلاع إسرائيلية تحلق مساء الاثنين في أجواء بعلبك على علو منخفض.
 

اختفاء الحركة! 
اذن اختفت تحركات آليات إسرائيل  العسكرية على الحدود مع لبنان واختفت مشاهد جنودها هناك، بعد وقت حافل من التطورات سقطت خلاله طائرتان إسرائيليتان مسيرتان في الضاحية الجنوبية ببيروت، فضلا عن ضربات صاروخية جنوب العاصمة السورية وغارات على منطقة البقاع.. توجهنا للشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة ولاحظنا غيابا كاملا لوجود العسكريين الاسرائيلين في المنطقة بعد التهديدات التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالرد.
 
قائد ميداني
«الصباح» التقت مع قائد ميداني من حزب الله في الجنوب اذ قال (أبو جعفر) وهو يشير بسبابته الى الجانب الاسرائيلي بعد أن أطلق دخان سيجارته وبعد أن رحب بجريدة «الصباح» ومحيياً العراق قال: «انظروا اليهم.. إنهم يختبئون مثل الجرذان خشية من ردنا الذي أشار اليه السيد نصر الله وهم يدركون ان نصر الله اذا قال فعل ويعلمون ان فعلتهم الرعناء باستهداف الضاحية الجنوبية هو خطأ جسيم وسيدفعون ثمنه».. يضيف أبو جعفر: « بعد أن كانت الدوريات الإسرائيلية مكثفة على الخط العسكري الموازي لما يسمى بالخط الأزرق الفاصل بيننا وبين الارض المحتلة على طول المحور الممتد من مرتفعات الوزاني وحتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا بدا أن الجيش الإسرائيلي مذعوراً ودخل في حالة تأهب شديد على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، في أعقاب هجماته  ليل السبت الأحد». 
 
حياة طبيعية
اللبنانيون في الجانب اللبناني في الجنوب بدوا يتعاطون مع شؤون حياتهم بشكل طبيعي هادئ بل أن قسما منهم قال لـ»الصباح»: إننا ننتظر رد الحزب على اسرائيل» لتأديب هذا العدو» على أحر من الجمر.. في مرجعيون مثلاً من جنوب لبنان  حيث تواجدت «الصباح»  لمسنا السكون والترقب المشوب بالهلع من الجانب الاسرائيلي  في منطقة الوزاني وكفر كلا وصولا الى بلدة عديسة، هذا السكون الذي جاء بعد تأكيد نصر الله على توجيه ضربة لاسرائيل انطلاقاً من لبنان.
فقد غابت حركة دوريات العدو الراجلة والمؤللة عن الحدود قبالة قرى منطقة مرجعيون، واختفت نهائياً، وتمركز جنود العدو داخل مواقعهم المحصنة على طول الخط الأزرق، بينما يقوم الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» بدورياتهما المشتركة كالعادة وسط توافد المواطنين لتقديم الضيافة والمشروبات للجيش اللبناني. 
 
تغيرت المسألة
النائب من جنوب لبنان حسن فضل الله عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» أكد أن «​الوضع تغير الآن وصار لزاما على إسرائيل أن (تنضب) كما عبر السيد نصر الله وعلى إسرائيل ان تعي ان لبنان لم يعد كما كان في السابق مسرحاً للعدو الاسرائيلي، وساحة مفتوحة يدخل إليها متى يشاء، العدو بات يخشى من أن يدخل مقاتلو حزب الله إلى الجليل، ولذلك يقيم جداراً ليمنع ​المقاومة​ من الدخول إليه، فإسرائيل تخشى اليوم من شن حروب في المنطقة، لأنها تعرف أن قوة المقاومة في لبنان، ستكون قوة حاسمة في أي معركة مقبلة”
 
فاتورة العدوان
الأمين العام  ​لرابطة الشغيلة​، ​زاهر الخطيب​ قال:” سيأتي الرد الحاسم على إسرائيل كما جاء في خطاب أمين عام “​حزب الله​” ​السيد حسن نصرالله​  وستدفع تل ابيب فاتورة “عدوانها الصهيوني الغادر على ​الضاحية الجنوبية​ في ​بيروت​، وجنوب دمشق”، مؤكداً أن “خطاب السيد نصرالله جسد الموقف الثوري المقاوم في التصدي للعدوانية الصهيونية، ومنع كيان العدو من تغيير قواعد الاشتباك، بتأكيده على عدم السماح للعدو بإعادة عقارب الزمن إلى ما قبل انتصار ​المقاومة​ عام 2000 وأن المقاومة ستنقل العدوان من ​لبنان​ الى ساحات ​فلسطين المحتلة”
 
ارتباك إسرائيلي
الأجواء السياسية والإعلامية في إسرائيل بدت في حالة أقرب للارتباك والحذر فقد قال المعلق العسكري لــ “القناة 13 الإسرائيلية” “الون بن دافيد:” ان حزب الله سيرد، هكذا علمتنا التجربة، لكن من دون ان يجر لبنان لمعركة مفتوحة.
في حين كتب المعلق السياسي لصحيفة هآرتس الاسرائيلية:
“إسرائيل” كسرت قواعد اللعبة مع حزب الله ، والآن الكرة في ملعب “نصر الله”(الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله)
أما الخبير “الإسرائيلي عاموس هرئيل فقال: “سلسلة الأحداث خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، تعكس تصعيدا كبيرا في الصراع الإسرائيلي ضد إيران والمواجهة بين الجانبين التي يجري معظمها بصورة سرية، تمتد الآن على مساحة ثلاث دول أخرى هي؛ سوريا ولبنان والعراق”.
أما رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي” الاسبق “غيورا ايلند”  فقال لــ “إذاعة إسرائيل”: حزب الله منضبط ومقيد في رده، لأنه جزء من حياة سياسية ودولة مزدهرة في لبنان، فهو حساس للرأي العام اللبناني ولديه ما يخسره، أما في غزة فلا يشعر الفلسطينيون بالفرق بين ثمار الهدوء والحرب فالمعاناة مستمرة وليس لديهم ما يخسرونه. 
وعلينا ان ننظر لتهديدات “قاسم سليماني” أكثر جدية لأنه ليس مقيدا بالرد، أما نصر الله فهو مقيد وسيكون حذرا جداً في الرد.
كما اننا نشكك في مدى جدوى الهجمات الاسرائيلية في العراق، وتوسيع مدى النار يزيد تعقيد المصالح الاسرائيلية”
القناة العاشرة الاسرائيلية من جانبها فقد قالت ان: “الجيش الإسرائيلي” نشر حواجز طرق على طول طرق السفر بالقرب من الحدود اللبنانية المعرضة لإطلاق النار ومنع المركبات العسكرية من السير عليها، لان “الجيش” لا يريد ان يمنح حزب الله فرصة اصابة اهداف بشكل سهل.
بينما افادت مصادر الجيش الإسرائيلي بأنه بدأ” يعزز نشر القبة الحديدية في جميع أنحاء “البلاد” من الشمال إلى الجنوب، مع التنبيه على سلاح الجو في جميع القواعد بالبقاء على أهبة الاستعداد.
 
تفكيك الطائرة
هذا وقد كشف حزب الله عن تفكيكه وتحليله للطائرة المسيرة الأولى التي استهدفت معقله في الضاحية الجنوبية  لدراستها تقنياً وجاء في بيان للحزب” 
بعد قيام الخبراء المختصين في المقاومة الإسلامية بتفكيك الطائرة المسيرة الأولى التي سقطت في الضاحية الجنوبية تبين أنها تحتوي على عبوة مغلفة ومعزولة بطريقة فنية شديدة الإحكام وأن المواد المتفجرة الموجودة بداخلها هي من نوع “C4” وزنة العبوة تبلغ 5.5 كيلوغرامات. 
وبناء على هذه المعطيات الجديدة التي توفرت بعد تفكيك الطائرة وتحليل محتوياتها فإننا نؤكد أن هدف الطائرة المسيرة الأولى لم يكن الاستطلاع وإنما كان تنفيذ عملية تفجير تماماً كما حصل مع الطائرة المسيرة الثانية. 
وبالتالي فإننا نؤكد أن الضاحية كانت قد تعرضت ليل السبت - الأحد الماضي لهجوم من طائرتين مسيرتين مفخختين، تعطلت الأولى بينما انفجرت الثانية. 
انطلاق الطائرتين
وفي جديد ردود الأفعال على العدوان الإسرائيلي رأى عضو كتلة حزب القوات اللبنانية النائب ​وهبة قاطيشة​ أن “ما حصل في الضاحية بالطبع يؤدي  الى ارتفاع منسوب المواجهة وهو خرق ​للقرار 1701​” لافتا إلى ان “أغلب الظن أن تكون الطائرتان انطلقتا من الارض اللبنانية من قبل العملاء”.
بينما  استبعد  النائب وليد سكرية - عن حزب الله- هذه الفرضية مؤكداً ان  “ لدى اسرائيل طائرات مسيرة حديثة ومتطورة ونستبعد أن يكون هناك عملاء داخليين اسرائيليين أطلقوا الطائرات من الداخل”.يذكر أن  قناة “RT” قد اشارت ليل الاثنين الى ان ​الجيش الإسرائيلي​ فرض قيودا على حركة المركبات غير العسكرية على الحدود مع ​لبنان​.
وأعلن الأحد، إغلاق المجال الجوي فوق هضبة الجولان السورية المحتلة، فضلا عن تكثيف حالة التأهب القصوى على الحدود مع لبنان.