كشفت مديرية آثار بابل عن تخصيص 250 مليار ضمن الخطة الخمسية لتطوير وتأهيل المدينة الاثرية، وفي وقت اكد فيه مجلس المحافظة تخصيص 120 مليار خلال عامي 2019 و2020 للاعمال ذاتها، لفت خبراء اثار إلى وجود خطط خمسية لخمسة مواقع اثرية منتشرة في جنوب العراق.وقال مدير عام المديرية، حسين العماري، في حديث لـ"الصباح": ان المرحلة التي اعقبت التصويت على ادراج مدينة بابل الاثرية ستكون مرحلة اثبات ذات وهي اصعب من كتابة الملف، مبيناً ان مراقبين دوليين من المجلس الدولي للمواقع والمعالم "ايكوموس" ومنظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" يقومون بزيارات سنوية لتقييم التطوير الحاصل على الموقع بشرط عدم التاثير في مكانته الاثرية.
وأضاف العماري ان المديرية وبالتعاون مع مجلس المحافظة بصدد اعادة تأهيل البنى التحتية والمطاعم والاكشاك والقصر الرئاسي واكساء منطقة شط الحلة، فضلاً عن تثبيت كاميرات مراقبة، كاشفاً عن وضع خطة خمسية بقيمة 250 مليار دينار لاجراء اعمال صيانة متكاملة للمدينة وجعلها تضاهي المدن العالمية التي ادرجت في نفس اللائحة، فضلاً عن الدعم المقدم من منظمة النصب العالمية لتأهيل بعض المرافق الاثرية والمباني.
من جانبه، اكد رئيس لجنة السياحة والاثار في مجلس محافظة بابل، طالب عبيد نصار، أن المحافظة خصصت 120 مليار دينار خلال عامي 2019 و2020 لتطوير مدينة بابل الاثرية. وتوقع نصار، في حديث لـ "الصباح"، ان تشهد المردودات المالية لآثار بابل زيادة كبيرة يمكن الاستفادة منها لدعم موازنة المحافظة اذا ما استثمر هذا المعلم الآثاري المهم بشكل جيد.
ولفت نصار الى ان الملاحظات التي يمكن ان تنجز لادراج الملف بشكل تام في لائحة التراث العالمي بسيطة من بينها القصر الرئاسي الذي سيستثمر ليكون متحفا للمدينة، ومرقد الامام بكر بن علي عليهما السلام الذي يعد من الصروح الدينية والسياحية في المدينة، فضلاً عن الاتفاق مع وزارة النفط على تثبيت صمامات على مدخل ومخرج الانبوب الذي يمر وسط المدينة تمهيداً لنقله خارجها.
وأشار إلى ان المحافظة شكلت لجنة فنية ووضعت مشاريع قيمتها 120 مليار تنفذ خلال عامي 2019 و2020، مبيناً ان المشاريع ستظهر المدينة الاثرية بالشكل الذي يليق بها ويجعلها شبيهة بالمدن
العالمية.
في غضون ذلك، قال مدير متحف الناصرية الحضاري عامر عبد الرزاق ان وزارة الثقافة والسياحة والاثار وضعت خطة خمسية لخمسة مواقع اثرية في جنوب العراق.
وأوضح عبد الرزاق، في حديث لـ"الصباح"، ان ادراج ملف بابل في لائحة التراث العالمي كان اشبه بالمعجزة بعد التغييرات التي حصلت عليها ابان النظام السابق واتخاذ القوات الاميركية مواقع فيها بعد عام 2003، مؤكداً ان فريقاً مختصاً برئاسة وزير الثقافة الدكتور عبد الامير الحمداني استطاع اقناع الراي العام العالمي بضرورة ادراج هذه المدينة في لائحة
التراث. وأضاف عبد الرزاق ان الحمداني وضع خطة خمسية لكل من مدن بابل واور والوركاء ومتحف الناصرية والاهوار، وخصص للاخير 11 مليار دينار لبناء مدينة سياحية هي الاولى من نوعها في تاريخ العراق سيبدأ العمل فيها في تشرين الاول من العام الحالي.
وتابع ان الوزير استطاع اقناع الحكومة باهمية الثقافة وتطوير المواقع الاثرية والسياحية المهمة في البلد، مما حدا بالحكومة الى رصد مبالغ مالية لتنفيذ جميع الخطط المعدة من قبل الوزارة وتطوير المواقع الاثرية المضافة الى لائحة التراث العالمي.