منتخباتنا استقبلت أهدافا كثيرة بسبب المنطقة العمياء

الرياضة 2019/09/02
...

 علي النعيمي
 
 كثيراً ما تكلمنا عن مشكلات التغطية العكسية في المنتخبات الوطنية والأندية العراقية لدرجة ان البعض بدأ يتكلم عن اهداف تتكرر في نفس الجهة وقدم النقاد تفسيرات عديدة وكثيرة منها ما يتعلق بالتنظيم والواجبات الساندة وتحشيد اقصى حد ممكن من الاستجابات البدنية والذهنية لحظة التعامل مع الكرات الخطرة في منطقة الجزاء والتحولات السريعة، او حتى الى القصور في عملية التغطية الدفاعية المصاحبة لحالات قطع مسار الكرة او إيقاف مرور حامل الكرة من الفريق المنافس لكن هل اعطينا أهمية كبيرة لمفهوم « المنطقة العمياء « او الركض في المنطقة العمياء « خلف المدافع التي تعرف بـ  Blindside Runs  وهل اخذت حيزاً كبيراً من اجندة المدربين خلال تدريباتهم اليومية واعني بها طريقة تدريب المدافعين على ضرورة النظر معاً الى الكرة والى اقرب منافس ؟.
 من خلال دراستنا الاكاديمية في معهد ايسلوف السويدي مر علينا التعريف الاكاديمي «لتفعيل المساحات العمياء» هو كل حركة يؤديها المهاجم او لاعب بعيد عن جهة الكرة بحيث يستطيع الاستلام واخذ الكرة خلف اقرب مدافع من الفريق المنافس مستغلا عدم النظر اليه او الشعور بتحركاته المباغتة كون المدافع عادة ما ينشغل في مراقبة الكرة قبل المنافس بحكم بديهية النظر والتفسير العصبي للحالة على غرار ما يفعله كل من ميسي ورونالدو ونيمار وسواريز واخرين لأن بمقدور اي انسان النظر أفقيا من اقصى اليسار الى اقصى اليمين بزاوية تتراوح من 180 الى 200 درجة التي توصف بزاوية الخيال او الظل التحسسي لكن تبقى هذه المنطقة كابوسا مرعبا على المدافعين .
 من ابرز المدربين اهتماما بستراتيجية الإفادة من المنطقة العمياء خلف المدافعين هو المدرب الهولندي فان خال الذي كان يركز في تدريباته على ضرورة تحرك ثلاثة لاعبين من دون كرة امام حامل الكرة من فريقهم فيما يتحرك لاعبان بنفس الوقت في جهتي اليسار واليمين خلف المدافعين او ظهيري الفريق المنافس في الفراغ لحظة التمرير من اجل التشتيت الذهني للفريق المنافس .
 فيلسوف الكرة الايطالية ساري يحذر كثيراً خلال مسيرته التدريبية من التحركات التي تلي حالات اللعب والركض التداخلي التي تخلق الزيادة العددية والربط في الامام على غرار اللعب مع الجدار ( واحد - اثنين ) او الاوفر لاب ( صعود الظهير في الطرف ) او الاوندر لاب ( دخول الظهير في العمق) او اللاعب (المنطلق من الخلف الثالث او البعيد خارج اللعب)،لأن هذه الحالات التكتيكية تؤثر كثيرا في جودة التنظيم الدفاعي وتمنع المدافعين من التركيز والاهتمام برؤية اللاعب البعيد او المنطلق خلف المدافعين .
 في كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في روسيا من العام الماضي 2018، استعان مدرب المنتخب السويدي ياني اندرسون بمدربين اكاديميين يرفعون من حالات التركيز الذهني والصلابة العقلية للاعبين الثمانية الذين يشكلون الكتلة المتحركة لغرض تطبيق دفاع المنطقة المنخفض في مساحاتهم فضلا عن معالجة حالات المناطق العمياء وكان جميع اللاعبين يؤدون تمارين تعطى في مراحل التكوين وهي الالتفاتات المتعاقبة تارة الى اليسار وتارة الى اليمين كلما سمعوا صافرة ذات نغمة مميزة خلال التدريبات الروتينية من اجل زيادة التركيز والانتباه الى أي لاعب في الخلف بقربهم .. وقد اظهر الفريق الاصفر تماسكا دفاعيا في المونديال كونه كان يعطي الحيازة الى منافسه ويراهن على الهجمات المرتدة والانتقال السريع .
لقد تكلمنا كثيرا على غياب التغطية الدفاعية العكسية في منتخبنا وأيضا انتقد الجميع بان المدافعين يركزون فقط على الكرة ويهملون المنافس، وهي حالات شائعة في جميع المنتخبات العالمية لكن يجب ان نعطيها أهمية في المعالجة الميدانية والوحدات التدريبية كما نشاهد في بعض الفيديوات الأهداف التي دخلت شباكنا بسبب ما نعتقد ان معالجة تلك الأخطاء لم تكن بالصورة المطلوبة من حيث التكرار والتوجيه .