القاهرة / اسراء خليفة
انتقدت جامعة الدول العربية، انحياز الإدارة الأميركية للاحتلال الاسرائيلي ومحاولة تنفيذ مخططها بدءا من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والاعتراف بالسيادة الاسرائيلية علي الجولان السوري المحتل ووقف تمويل الاونروا في محاولة منها لإنهاء عملها.
مؤتمر المشرفين
وقال السفير سعيد أبو علي الأمين العام المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة خلال اعمال الاجتماع الطارئ لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة للاجئين: إن “الجمعية العامة للأمم المتحدة استمرت في تجديد تفويض الأونروا على مدار 71 عاما لعبت خلالها الوكالة دورا حيويا هاما في تقديم خدمات جليلة للاجئين الفلسطينيين على صعيد الاغاثة والتشغيل وخدمات التعليم والصحة لخمسة ونصف مليون لاجئ فلسطيني ، كما ساهمت في تحقيق الاستقرار في المنطقة الامر الذي ينبغي أن يتواصل الى ان يتم تنفيذ القرار 194 الخاص بحقوق اللاجئين الفلسطينيين.
واضاف، أن الإدارة الاميركية بالتنسيق مع إسرائيل تستهدف الوكالة كمنظمة دولية وتتهمها بأنها سبب في تمديد قضية اللاجئين الفلسطينيين والتشكيك فى إدارتها وكذلك التشكيك في صفة اللاجئ الفلسطيني وهي تقود الان حملة لمنع تجديد تفويض الأونروا او ادخال تغيير في الولاية
القانونية لها.
وأعرب عن الثقة في أن المجتمع الدولي لن يسمح بإنهاء تجديد تفويض الاونروا، مطالبا بان يخرج الاجتماع بتوصيات مناسبة للقيام بتحرك عربي فعال على مستويين الأول الحشد لتغطية العجز المالي الحالي في موازنة الاونروا والبالغ 151 مليون دولار والثاني التحرك لتأمين التصويت بأغلبية كبيرة لصالح قرار تجديد التفويض بدون أي مساس بالولاية القانونية للاونروا أو بصفة اللاجئين الفلسطينيين.
تحرك سياسي ودبلوماسي
من جانبه، أكد أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين بالمنظمة أهمية هذا الاجتماع في وقت تتعرض فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” لمحاولة لإلغاء تفويضها.
وطالب بخطة تحرك سياسية ودبلوماسية عربية لحشد الدعم السياسي للاونروا من قبل الدول الأعضاء في الامم المتحدة بما يضمن الأغلبية الكبيرة الساحقة من الأصوات في عملية التصويت لتجديد تفويضها في تشرين الثاني القادم .
وقال ابو هولي: إن الخطة المقترحة تقوم على تعرية الموقفين الاميركي الاسرائيلي المعادي للاونروا وقطع الطريق امام تمرير مخططهما في إلغاء التفويض او تغييره وتشكيل رأي عام عالمي ضاغط وداعم لتجديد التفويض الممنوح للاونروا عبر “حملة مناصرة ودعم للاونروا”.
ورفض استخدام الاتهامات بالفساد التي يحقق بها مكتب أخلاقيات الأمم المتحدة مبررا للمساس بتفويض الأونروا ، مؤكدا دعم أي جهود لمحاربة الفساد.
وقال: إن ترؤس مصر للاتحاد الإفريقي يمكنها من العمل على توسيع قاعدة الداعمين لوكالة الغوث ماليا وسياسيا وأن تعمل بكل ما أوتيت من قوة لتجديد هذا التفويض.
وأشار إلى أن الأردن تترأس اللجنة الاستشارية للدول المانحة للأونروا وتعمل ليلا ونهارا على تجديد هذا التفويض مشيرا إلى أن المملكة تعلم الآثار السلبية لعدم التجديد على الأردن والمنطقة كلها.
وقال إن فلسطين كذلك تترأس مجموعة الـ77 والرئيس الفلسطيني والسفراء الفلسطينيين في الدول المختلفة يعملون على إقناع الدول بتجديد هذا التفويض.
وأشار إلى أن فنزويلا تترأس مجموعة عدم الانحياز مما يعطي أملا بتوصيل رسالة الشعب الفلسطيني.
مساعدة اللاجئين
وأكد حسن نمينمة ممثل لبنان ثبات موقف بلاده الداعم لعمل الوكالة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا من ديارهم.
وأوضح أنه سبق ان قام رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري باتصالات عربية ودولية وألح خلالها على ضرورة دعم تفويض الوكالة، وممارسة مهامها المحددة،
وشدد على الإصرار اللبناني على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم ، وعلى ضرورة اتخاذ موقف عربي يتلاءم مع المواثيق والقرارات الدولية، داعيا إلى العمل على تحقيق موقف موحد لتجديد تفويض ولاية الأونروا.
فيما اوضح محمد سلامة ممثل منظمة التعاون الإسلامي بأن إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية شرط أساسي للسلام في المنطقة وقال: إن الأونروا شاهد دولي على مأساة اللاجئين الفلسطينيين وضمانة من المجتمع الدولي تجاه مسؤوليته ازاء اللاجئين وحقهم في العودة.
وأكد ضرورة تجديد التفويض لخدمة هذه الشريحة الكبيرة من الشعب الفلسطيني، مطالبا بدعم المنظمة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته التاريخية والسياسية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، لاسيما القرار 197. وأعرب عن الامتنان للدول التي تتحمل أعباء استضافة ملايين اللاجئين الفلسطينيين، مشيدا بمساهمات الدول المانحة التي تقدم للأونروا. وأهاب بالدول الأعضاء في التعاون الإسلامي تعزيز مساهمتها السخية لتلبية الاحتياحات المتزايدة للاجئين الفلسطينيين. وذكر بمتابعة منظمة التعاون الإسلامي لقرار وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة بإنشاء صندوق إنمائي لدعم اللاجئين الفلسطينيين كوسيلة لتعزيز الدعم من الدول الإسلامية للوكالة وللاجئين الفلسطينيين. ودعا إلى العمل على توفير رعاية متعددة الأطراف لعملية السلام بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه، قال محمد الرماحي ممثل المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقاقة “ الألكسو” أهمية هذا الاجتماع في هذا التوقيت الحرج بالنسبة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وأشار إلى حرص الألكسو على دعم الوكالة في توفير الخدمات الثقافية والتعليمية للاجئين
الفلسطينيين.