كربلاء/حامد عبد العباس
تحولت مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره البحريني ضمن التصفيات المزدوجة التي جرت في المنامة الى محور حديث المدربين الذين انتقدوا المدرب السلوفيني كاتانيتش لعدم تمكنه من فك الخطوط الدفاعية التي لجأ اليها الفريق البحريني من اجل الحفاظ على النتيجة التي آلت اليها المباراة وبهدف للاشيء يتحمل وزره الحارس محمد حميد ولولا الحظ الذي ابتسم للاعب مهند علي ولمرة واحدة فقط في المباراة بعد تمكنه من تسجيل هدف التعديل في الدقيقة السادسة والثمانين لعاد منتخبنا من ملعب المنامة بخفي حنين.
وقال المدرب حبيب جعفر: ان السيطرة العراقية على مجرى اللقاء كانت سلبية للغاية‘ لانها لم تشهد تسجيل هدف التعادل ومن ثم اضافة هدف الفوز رغم الهجمات العديدة التي تعاقب عليها اللاعبون ما يعني ان المنتخب الوطني يفتقد الى جانب مهم من جوانب الاعداد الفني وهو القدرة على دك المرمى وخلق الثغرات من اجل تحطيم الجدار الدفاعي للفريق الخصم الذي لم يكن بذلك البعبع كما وصفته الصحافة الخليجية‘ واكد ان لاعبي منتخبنا لم يغادروا الخسارة التي تعرضوا لها في ملعب كربلاء وظهر تخوفهم واضحا من خلال عدم السيطرة على الكرات في منطقة الجزاء حتى ان اللاعبين المحترفين لم يجهزوا انفسهم بشكل كامل ومن ضمنهم المحترف علي عدنان.
واشار جعفر الى ان خطا محمد حميد اضاف عاملا سلبيا للإطار الجماعي في اللعبة من خلال التسرع في ادراك التعادل مما زاد من غياب فرص التسجيل وكم كنّا نتمنى ان نشاهد حارس مرمى يتحمل مسؤولياته في الدفاع عن الخشبات الثلاث بالشكل الذي يؤمن الخطوط الدفاعية ويزرع الاطمئنان في صفوف منتخبنا.
من جانبه انتقد المدرب ميثم داعي الحق اخفاق المدرب كاتانيتش في ايجاد قراءة صحيحة في الشوط الثاني واجراء التبديلات الناجعة من اجل الخروج بنتيجة مرضية في ظل تراجع المنتخب البحريني بجميع صفوفه الى الخط الدفاعي واعتماده على الهجمات المرتدة‘ وقال ان خسارة نقطتين في بداية المشوار في مباراة كان يمكن عبورها بسهولة يعد امرا غير مرض وسبق ان حذرنا من ان الاستقرار النفسي للاعبين عنصر في غاية الأهمية من اجل كسب المباراة التي جرت من طرف واحد تسيد فيها لاعبونا لكن للاسف كانت خالية من روحية الفوز.
واعرب المدرب سامي بحت عن اسفه الى فقدان نقطتين ثمينتين في لقاء كان يمكن ان يكون فاتحة خير على اسود الرافدين في بداية مشوار التصفيات واكد ان طريقة وأسلوب مدرب فريقنا لم تعتمد على معالجة اخطاء اللقاء بشكل آني‘ اذ بقي معتمدا على ذات الاسلوب الذي انطلقت منه المباراة وحتى نهايتها مما تسبب في فقدان فرصة التسجيل نتيجة التسرع وعدم التركيز تارة وغياب التعاون في نهاية الهجمات تارة اخرى واضاف بحت ان اللاعبين سيندمون على فقدان هاتين النقطتين طالما ان المجموعة تضم المنتخب الايراني احد ابرز المرشحين لنيل بطاقة
التاهل.
وانتقد المدرب عباس عطية طريقة المدرب بالاعتماد على التكدس الهجومي داخل منطقة الجزاء التي شهدت تكدسا اخر من البحرين‘ واوضح ان الامر كان يحتاج الى معالجة فنية تتضمن اختراق الخط الدفاعي بشكل منظم من خلال الاعتماد على المناولات الجانبية الارضيّة دون الكرات العالية التي وجدت جدار صد من اللاعبين الطوال وسط صفوف المنتخب البحريني واثنى عطية على الجهود الفردية لبعض اللاعبين وسرعة انتقالهم‘ لكنه قال إن ذلك لم يشكل مصدر خطر حقيقي على المرمى البحريني ولولا هدف مهند علي لكان هناك كلام اخر اعتقد كان من نتيجته التخلي عن كاتانيتش بضغوط جماهيرية .
في حين أكد المدرب علي جواد أن أداء المنتخب لم يرتق الى مستوى الطموح وافتقد روح العزيمة والغيرة عند اللاعبين وأضاف يجب ان يكون هناك تغيير في عدد من مراكز اللعب وخاصة حراسة المرمى وخط الوسط الذي عبث به صفاء هادي كثيرا وكان بطيء الحركة والتمركز في دائرة الوسط فقط وكأنه في وحدة تدريبية، الحال نفسه ينطبق على اسامة رشيد الذي أجبرته حركة صفاء على البقاء أمام لاعبي وسط البحرين وليس حيازة الكرة خلفهم لعمل الزيادة العددية المطلوبة في حالة الهجوم مشيرا الى أن علي عدنان افتقد للحيوية المطلوبة بحكم خبرته في الدوري الاميركي‘ لكنه افضل حالا من علاء مهاوي ولاندري ماسبب عدم مشاركة حسين علي منذ البداية وهو ماأفقد المنتخب عملية الانتقال السريع من الوسط للهجوم بفضل سرعته ومهارته بالوصول لدفاعات الخصم بسرعة كبيرة وكان جستن ميرام اللاعب الوحيد في صفوف المنتخب الذي قدم أداء جيدا حتى أن طريقة لعب المنتخب أصبحت مكشوفة للجميع‘ حيث أن إسلوب الكرات الطويلة من المدافعين والحارس أجهد المهاجم مهند علي كثيرا وهو بالاساس مجهد نفسيا بسبب تدني مستواه مع فريقه الدحيل والهجمة الشرسة من الاعلام القطري ووصفه بالاسوأ اثر كثيرا في مستواه ولاحسنة تسجل له سوى هدف التعادل بخطأ للحارس البحريني الذي اراد رد الجميل والهدية لحارسنا محمد حميد‘ عموما المنتخب بحاجة الى ثورة على مستوى الانضباط التكتيكي والاخلاقي للاعبين واعادة روح الغيرة والتحدي للاعبين ومراجعة مركز حراسة المرمى بشكل كبير ولو استمر على هذا الحال‘ فمن المستحيل الوصول لآسيا وكاس العالم .
بينما أوضح المدرب نبيل زكي بأنه لم يشاهد المنتخب الوطني بهذه الصورة من قبل رغم اكتمال عقد جميع اللاعبين المحترفين الذين كان يعول عليهم المدرب كاتانيتش فلم نشاهد خطة لعب أو جملا تكتيكية‘ بل لاحظنا مدربا مرتبكا وخائفا افتقد للحلول بعد أول هدف دخل مرمانا بخطأ من الحارس محمد حميد وأضاف كان عليه إشراك اللاعب حسين علي في منطقة الوسط منذ البداية فهو لاعب سريع ومهاري وقادر على إحداث الفارق في أي لحظة‘ مبينا أن الفريق البحريني ليس بأفضل حال من منتخبنا‘ لكنه منظم دفاعيا فلم نشاهد أي جملة تكتيكية ولا ربط وكأننا نتابع مباراة لفريقين شعبيين بدون خطط وماحصل قبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الاخيرة جاء بدعاء العراقيين وعلى الاتحاد إيجاد بديل للمدرب قبل وقوع الفأس بالرأس والاستعانة بمدرب محلي فليس كل مرة تسلم الجرة والفرصة لن تتكرر وعلى الجميع أن يعلم أن المنتخب لعب بدون خطة وبدون تبديلات وبدون مدرب .