بغداد/ بلال زكي / حيدر كاظم
باصرار عال على كسر رتابة حاجز التوقف الإجباري الذي فرض نفسه بسبب المشاكل المتمثلة بوجود ادارتين لاتحاد الجودو، كل واحدة منهما تدعي بانها الشرعية والأخرى لا تمثل أهل اللعبة، قرر عدد من نجومنا الواعدين الإنزواء بعيدا عن تلك المشاكل والانخراط بوحدات تدريبية مكثفة تحت اشراف مدربين أكفاء وعلى مستوى عال جدا تمهيدا للمشاركة في البطولات الدولية والقارية والعربية من أجل أعادة اسم العراق إلى الواجهة مجددا.
إعداد فقير ومعنويات مرتفعة
من مديرية مركز الشباب في منطقة الشعلة بالعاصمة بغداد بدأت رحلة الانجاز غير مدفوعة التكاليف، باعداد فقير لا ينسجم مع حجم الأحداث والمشاركات المرتقبة، لكن العامل الأهم الذي كان طاغيا هو المعنويات المرتفعة والرغبة الكبيرة لدى اللاعبين بقهر الصعاب ومعانقة المجد.
ويؤكد المدرب مشتاق عيدان انه ركز خلال التدريبات اليومية على رفع معدلات الجاهزية البدينة واقامة النزالات الثنائية للبقاء في أجواء التنافس، بالاضافة الى تحفيز اللاعبين واطلاعهم على آخر القوانين التي يتم اعتمادها خلال البطولات الدولية.
وأشار إلى انه بعد الوصول الى درجة جيدة من الجاهزية بفضل تعاون مدير المركز حميد التميمي الذي وضع جميع امكاناته تحت تصرف نجومنا، تقرر الانطلاق برحلة اعادة رياضة الجودو العراقية إلى الواجهة وكانت البداية مع بطولة ايران الدولية «سراب».
إنقسام داخلي ومصاعب مالية
هيئتان إداريتان، واحدة منهما تسير الأمور داخليا، والأخرى تعنى بالمخاطبات الخارجية مع الاتحادين الدولي والآسيوي، عدم وجود نقاط إلتقاء مشتركة، كل هذه التداعيات كانت لها آثارا سلبية ألقت بظلالها على رياضة الجودو التي همشت خارجيا وتوقفت عجلة دورانها داخليا.
المصاعب المالية دائما ما تفرض حضورها القوي عند كل استحقاق في السنوات القليلة الماضية، وامتدت إلى وقتنا الحالي بسبب حالة التقنين التي انتهجتها اللجنة الخماسية المسؤولة عن تمشية وتسيير أمور اتحاداتنا الرياضية.
هذه المنغصات لم تحد من عزيمة نجومنا الواعدين الذين اضطروا الى استلاف نفقات المشاركة من قبل أقاربهم.
العناية الالهية تتدخل
اعتماد اللاعبين على مواردهم المالية خلال المشاركة في منافسات ايران الدولية الدولية اضطرهم إلى الاستغناء عن الطائرة والاستعانة بالباص لايصالهم الى مقصدهم وتحمل عناء ومخاطر الطريق الطويلة التي تفصل بين العاصمة بغداد والمدينة المضيفة للحدث، ولولا العناية الالهية لراح لاعبونا ضحية هفوة ارتكبها سائق الحافلة التي كانت تقلهم عبر أحد المناطق الجبلية الوعرة.
ويقول اللاعب الدولي السابق والمدرب ورئيس الوفد جاسم غالي الحيدري ان هناك أمرا آخر أرهق الوفد العراقي تمثل بكون البطولة غير مضيفة، وبالتالي يجب إيجاد مصادر تمويل لتأمين سكن وإطعام مناسبين للاعبين، لكن محاولاتنا لم يكتب لها النجاح بسبب شح الأموال، مضيفا برغم جميع تلك المعوقات الا ان نجومنا كانوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
ثلاثة أوسمة ملونة
وقال مدرب منتخب الشباب للجودو عباس عامر القريشي : ان لاعبيه استطاعوا مجاراة ابطال الدول المشاركة وتمكنوا من احراز 3 اوسمة ملونة ذهبية عن طريق علي كاطع بوزن (55 كغم) وفضيتين لجاسم محمد (100 كغم) ومصطفى كاظم (66 كغم)، لينالوا المركز الثالث فرقيا، بالرغم من ضعف الاعداد وعدم توفر الدعم المادي ، مضيفا ان الوفد لم يحظ باستقبال يليق به وكان يأمل على الاقل ان تقام احتفالية خاصة تثمن ما تم تحقيقه في البطولة الدولية.
واشار الى ان بطولة ايران تعد في غاية الاهمية بسبب تواجد دول اسيوية واوروبية وهي افضل تحضير للمنافسات الخارجية المقبلة. مبينا انه راض عن النتائج التي تحققت لفريقنا واسهم في رفع العلم العراقي وعزف السلام الجمهوري.
وذكر القريشي انه سبق ان شارك في 45 مسابقة خارجية لاعبا في صفوف المنتخبات الوطنية والاندية المحلية واحرز 15 وساما ملونا وبعد اعتزاله قاد ليوث الرافدين الى احراز المركز الثاني في بطولة ايران بنسختها السابقة والمرتبة الثالثة قبل اسابيع وعمل مساعدا لنادي الشرطة بجانب المدرب احمد جاسم ونال معه وصافة منافسات الشرطة العربية.
أصحاب الإنجاز يدلون بدلوهم
واعرب صاحب الميدالية الذهبية علي كاطع جمعة عن سعادته بعد المستويات المميزة التي قدمها في بطولة ايران مبديا عتبه في نفس الوقت على المسؤولين في رياضتنا لعدم اهتمامهم ومتابعتهم للانجاز الذي حققه منتخب الجودو، مؤكدا انه يتطلع لاحراز الوسام الاولمبي في حال مشاركته في الدورات المقبلة، منوها بان افضل نتائجه كانت ذهبية في منافسات العرب وفضية ضمن مسابقة تونس المفتوحة ونال النحاسية في النسخة السابقة لبطولة ايران الدولية.
وشدد اللاعب جاسم محمد راضي على ان الظروف الصعبة التي مر بها المنتخب انطلاقا من بغداد ووصولا الى ايران لم تثني فريقنا عن تقديم مستويات مميزة والمنافسة على المراكز المتقدمة في البطولة، مبينا ان الوفد تحمل تكاليف السفر اذ لم يكن هناك اي دعم مالي او معنوي من قبل المسؤولين في الرياضة العراقية، واهدى الوسام الفضي الى الملاك التدريبي الذي كان له الفضل في وصوله لمنصات التتويج.
واوضح راضي ان ابرز انجازاته كانت الفوز بذهبية بطولة العرب للناشئين عام 2018 وفضية منافسات ايران ، فضلا عن عدة اوسمة ملونة حصدها من خلال مشاركاته المحلية.
وتحدث لاعب منتخبنا الشبابي ونادي الشرطة مصطفى كاظم جبر قائلا : انه تغلب في بداية مشواره على منافسه الايراني ثم ازاح بطل اذربيجان واجتاز 3 لاعبين من ايران في الادوار المتقدمة قبل ان يخسر في نزاله النهائي محرزا الوسام الفضي، متابعا انه استفاد من بطولة ايران فنيا من خلال الاحتكاك مع ابطال الدول المتقدمة في لعبة الجودو، معلنا عن طموحاته بتقديم مستويات مشرفة وتحقيق انجازات جديدة تسهم في تعزيز سمعة رياضتنا خارجيا.
ولفت جبر الى انه سبق ان اشترك في مسابقات دولية واهمها بطولة العرب للناشئين عام 2018 في العاصمة اللبنانية بيروت وتوج بالوسام الفضي حينها.