لي الاذرع في المواجهة الأميركية الايرانية

الرياضة 2019/09/07
...

صالح الشيخ خلف
 

ابلغت ايران الاتحاد الاوربي الاسبوع الماضي بانها سوف تقدم على تنفيذ الخطوة الثالثة التي اعلن عنها الرئيس الايراني حسن روحاني في اطار « خارطة الطريق » التي وضعتها لمواجهة تعلل الجانب الاوروبي في تفعيل الالية المالية للتبادل التجاري « اينستكس » بعد انقضاء مهلة الشهرين التي وضعتها .
الخطوة وان كانت لاترتبط بشكل مباشر بالبرنامج النووي ، الا انها مٌنعت عنها بعد التوصل للاتفاق النووي عام 2015 . هذه الخطوة تؤهل طهران للبدء بالبحوث والدراسات لانتاج جيل جديد من اجهزة التخصيب « اي ار 8 » قادر على تخصيب اليورانيوم بالمستوى الذي تحتاجه ايران وانتاج الوقود النووي المستخدم في مفاعل طهران النووي الذي يحتاج الى تخصيب بنسبة 20 بالمئة ، والى الوقود الذي تريد استخدامه في القطع البحرية التي تحتاج الى تخصيب بنسبة 60 بالمئة .
ربما ان هذه الخطوة لم تؤثر في الجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون لخفض التصعيد بين طهران وواشنطن لانها تحتاج الى 7 الى 10 سنوات للانتهاء منها بسبب عمليات الاختبار المتعددة والمعقدة ، لكنها دعت مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالنيابة لشد الرحال للعاصمة الايرانية ومعرفة النوايا الايرانية بشان خطتها في التصعيد النووي الحلزوني الذي بدأته منذ شهر مايو / مايس الماضي حيث من المقرر ان يجري يوم الاحد مباحثات مع كبار المسؤولين بشان مدى التزام ايران بالاتفاق النووي .
الادارة الاميركية استمرت في اصدار قرارات الحظر كان اخرها الاسبوع الماضي عندما حظرت التعامل مع كيانات اقتصادية قالت عنها بانها مملوكة للحرس الثوري مع عدد من الناقلات النفطية الايرانية . كما فرضت حظرا على منظمة الفضاء الايرانية . وتوسعت اكثر من ذلك عندما خصصت جائزة مقدارها 15 مليون دولار لمن ينقل لها معلومات عن نشاطات الحرس الثوري . في الجانب الاخر طهران ماضية في برامجها ومصرة على عدم لقاء الرئيس الامريكي وعدم قبولها باي بديل عن الاتفاق النووي الذي تعتبره اتفاقا دوليا اودع في مجلس الامن الدولي وصدر بحقه القرار 2231 ، وكأن الجانبين يسيران بخطين متوازيين في لعبة « لي الاذرع » على قاعدة « صراع الارادات » .
واذا كان صحيحا ان الجانب الفرنسي يعلم ان مبادرته لاتصل سالمة الى خط النهاية بسبب تعنت الجانب الامريكي لكنه يريد خوض هذه المنازلة لاسباب متعددة تتعلق بالاتحاد الاوروبي ، وزعامة الاتحاد بعد خروج بريطانيا المنتظر منه ، وقضايا داخلية يحتاجها الرئيس ماكرون للعب الورقة الايرانية مع الجانب الامريكي . لكن الصحيح ان الايرانيين يعلمون ايضا ان الاوروبيين ومن ضمنهم الفرنسيون لايملكون قدرة مجابهة الولايات المتحدة بل انهم لايمتلكون الارادة السياسية لمثل هذه المواجهة ، لكنهم لايريدون خسارة الورقة الاوروبية لذلك قرروا البقاء في الملعب الاوروبي لاثبات صدقيتهم بعزمهم على صمود الاتفاق النووي وعدم رغبتهم في التصعيد ، وتفاعلوا بشكل ايجابي مع مبادرة الرئيس ماكرون ، بل اكثر من ذلك ابدوا الاستعداد للمساهمة في حل مشاكل المنطقة السياسية والعسكرية والامنية .وفي المقابل ، تثقل العقوبات الاقتصادية اثارها على الشارع الايراني ، لكن الخبرة التي تمتلكها طهران لمواجهة هذه العقوبات تجعلها اقل ضررا بعد عزمها على ادارة هذا الملف واعتمادها على برنامج « الاقتصاد المقاوم » خصوصا انها تعلم ان صمودها حتى نهاية العام يجعلها تتخطى مرحلة الخطر حيث ينشغل المشهد الامريكي بداية العام القادم بسباق الانتخابات الرئاسية .
الداخل الايراني حتى الان منسجم تجاه الضغوط التي تمارسها الادارة الامريكية من اجل عقد صفقة في اطار اللقاء الذي يدعو اليه الرئيس الامريكي دونالد ترامب مع الرئيس الايراني حسن روحاني . فالاصوليون المتشددون كانوا وما زالوا يعتقدون بعدم جدوى الحوار مع الولايات المتحدة وهم يلوحون بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن لاسباب غير قانونية ولذلك فهم يعارضون اي حوار مع الرئيس ترامب ، اما الاصلاحيون والمعتدلون فانهم هذه المرة يفكرون بصوت مرتفع بعدم قناعتهم باجراء حوار في ظروف يسلط فيها الامريكي سيف العقوبات على رؤوسهم ولايرحبون بحوار يتم تحت طائلة العقوبات وعدم وجود حسن النية لدى الجانب الامريكي .
يبقى الحرس الثوري الذي يمسك باوراق اقليمية متعددة فانه ينسق كما قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف مع الدبلوماسية الايرانية واصفا العلاقة التي تربطه مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني بانها وطيدة وتسير جنبا الى جنب من اجل تجاوز التطورات الراهنة .