كربلاء تشيع شهداء «حادثة التدافع» وتعلن الحداد الرسمي

العراق 2019/09/11
...

بغداد / الصباح
 
 
قدمت الرئاسات الثلاث تعازيها بعد حادثة التدافع التي وقعت في كربلاء، داعية السلطات الأمنية والصحية والجهات المسؤولة إلى مضاعفة اليقظة واستنفار الجهود للحؤول دون تكرارها، وفي حين شيعت العتبة الحسينية المقدسة، أمس الأربعاء، جثامين شهداء عزاء ركضة طويريج، أعلنت محافظة كربلاء الحداد الرسمي ثلاثة ايام على ارواح الذين استشهدوا خلال الحادث في المحافظة.
 
مضاعفة اليقظة
وعبر رئيس الجمهورية برهم صالح، في بيان رئاسي، تلقته «الصباح» عن «عزائه العميق ومواساته لذوي شهداء وجرحى زيارة الإمام الحسين (ع) في كربلاء، جراء حالات التدافع والاختناق التي حدثت في المدينة، ودعا إلى الاهتمام برعاية ومساعدة أسرهم».
وأكد صالح خلال اتصال هاتفي مع محافظ كربلاء نصيف الخطابي، بحسب البيان، “تقديره وتثمينه لجهود أجهزة الحكومة المحلية والأجهزة الأمنية والمواطنين في إغاثة المصابين”.
ودعا السلطات الأمنية والصحية والجهات المسؤولة إلى “مضاعفة اليقظة واستنفار الجهود للحؤول دون تكرار وقوع أحداث كهذه”، معرباً عن “حزنه لاستشهاد وجرح العشرات من المواطنين”.
بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء، عادل عبد المهدي، في بيان لمكتبه الإعلامي، تلقته “الصباح”: إنه “بمزيد من الحزن والأسى فجعنا وأبناء شعبنا بحادث التدافع خلال مراسم إحياء ذكرى عاشوراء الذي ادى لوفاة واصابة عدد من الزائرين في محافظة كربلاء المقدسة التي استقبلت ملايين الزائرين”.
وأضاف “تابعنا منذ اللحظات الاولى للحادث مع العتبتين الحسينية والعباسية والقوى الامنية ووزارة الصحة والحكومة المحلية الاجراءات المتبعة والتحقق من سلامة كافة القرارات التنظيمية والخطوات المتخذة، وقد توجه كبار المسؤولين الحكوميين والأمنيين ومن المحافظة الى موقع الحادث والى المستشفيات وقاموا جميعا بالتعاون مع الزوار والأهالي والقائمين على العتبتين الحسينية والعباسية بكل الاجراءات المطلوبة للسيطرة على الاوضاع ومعالجة المصابين بمهنية وانسيابية عالية”.
وأعرب عبد المهدي عن “خالص التعازي والمواساة لذوي الضحايا، سائلين الباري جلت قدرته ان يلهمهم الصبر والسلوان بهذا المصاب الجلل وان يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويمنّ على المصابين بالشفاء العاجل”.
 
إجراءات سريعة
وقال عبد المهدي من كربلاء، في تصريح لعدد من وسائل الاعلام: ان “الاجراءات التي اتخذت خلال تدافع الزائرين في ركضة طويريج ب‍كربلاء، كانت سريعة وبانسيابية عالية وتعاون كبير”، مبينا “كان من الممكن ان تكون الفاجعة اكبر مما حصل لكن الإجراءات التي اتخذت مدروسة وكانت هناك خطة طوارئ طبقت فورا”.
واضاف ان “الاجراءات الطبية بشأن المصابين خلال التدافع كانت ممتازة أنقذت الكثير من الأرواح”، مشيرا الى ان “حالة بعض المصابين كانت ميؤوسا منها لكن الاجراءات السريعة التي حصلت ساعدت في انقاذ حياة الكثيرين”.
وتابع ان “الغالبية من المصابين تركوا المستشفى ولم يبق سوى عدد قليل من الجرحى”، موضحا ان “مستوى التنظيم في العراق جيد جدا ولكن نحتاج اكثر”.
واكد “اننا نحتاج إلى افكار جديدة وتوسعات”، موضحا ان “هناك بلداناً متقدمة يحصل فيها ذلك إذ لاحظنا ما حصل أثناء الحج وغيره في بلدان أخرى خلال تجمعات الجماهير الكبيرة التي تؤدي الى وقوع خسائر”.
ووجه رئيس مجلس الوزراء، بـ”اتخاذ الإجراءات الاحتياطية اللازمة لمنع تكرارها وتأمين انسيابية دخول وخروج الزائرين، الى جانب وقوفه على الإجراءات الفورية التي اتخذتها الفرق الصحية والجهات المعنية في اغاثة المصابين ونقلهم الى المستشفيات وحضور المسؤولين المعنيين في موقع الحدث للقيام بواجباتهم”.
وخلال زيارته لمحافظة كربلاء، واصل رئيس مجلس الوزراء متابعة مجريات حادث التدافع اثناء زيارة العاشر من محرم الحرام، والوقوف عن قرب على الإجراءات اللوجستية والتنظيمية والطبية سواء اثناء الحادث او لمعالجة آثاره والاطمئنان على سلامة الخطط والإجراءات المتبعة لتنظيم حركة الزائرين مع المسؤولين الامنيين والحكومة المحلية.
كما تقدم رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، وفقاً لبيان مكتبه الإعلامي، بـ”بالغ حزننا بوقوع عدد من الشهداء والجرحى جراء حالات التدافع والاختناق أثناء مراسم زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء”.
ودعا رئيس البرلمان، الحكومة المحلية والأجهزة الأمنية ووزارة الصحة والجهات المعنية إلى “استنفار كل الجهود لإغاثة المصابين”.
وقدم نائب رئيس مجلس النواب بشير الحداد «التعازي وصادق المواساة الى أسر وذوي شهداء حادثة التدافع الذي حصل للأسف في كربلاء المقدسة أثناء إحياء مراسم زيارة عاشوراء، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين في تلك الحادثة المؤلمة».
ودعا الحداد الجهات المعنية وإدارة العتبات المقدسة الى «اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة من أجل تنظيم انسيابية الزيارة والحفاظ على سلامة المواطنين والوافدين من دول الجوار، وضرورة تمكين الزائرين من أداء مراسم الزيارة بشكل طبيعي وخاصة في هذه الأيام من دون وقوع المزيد من الحوادث».
 
تشييع وحداد رسمي
إلى ذلك، قامت العتبة الحسينية المقدسة، بتشييع جثامين شهداء عزاء ركضة طويريج.
وذكرت العتبة، في بيان، انه «في غمرة التوافد المكثف لمحبي وزائري الامام الحسين عليه السلام الى حرمه الشريف للمشاركة في عزاء ركضة طويريج المليونية حصل تدافع في باب الرجاء مما ادى الى سقوط عدد من المشاركين في هذا العزاء».
واضافت أن “التشكيلات الطبية والخدمية من العتبة المقدسة وجموع المتطوعين الكرام بادروا فوراً بتدارك الأمر الذي تسبب بسقوط عدد من الضحايا”.
وأعلنت الامانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين اقامة مجلس الفاتحة على أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم أحياءً وادامة لمسير العزاء الحسيني الخالد (عزاء ركضة طويريج) وذلك في منطقة بين الحرمين الشريفين يوم السبت المقبل من الساعة الثالثة الى الساعة السادسة عصراً.
كما ذكرت محافظة كربلاء، الاربعاء، في بيان، انه “بناء على الطلب المقدم من محافظ كربلاء نصيف الخطابي ورئيس مجلس المحافظة علي المالكي وموافقة رئيس مجلس الوزراء عادل عبدالمهدي، تعلن الحكومة المحلية في كربلاء الحداد الرسمي لمدة ثلاثة ايام على ارواح شهداء عاشوراء زوار الإمام الحسين عليه السلام الذين استشهدوا اليوم أثناء ركضة طويريج والذين استشهدوا ذوبانا وولاء في حب الامام عليه السلام”.
واضافت انه “بهذه المناسبة الاليمة نتقدم إلى ذوي الشهداء والجرحى بخالص العزاء وعظيم المواساة”، مشيرة الى انه “سيتم تعطيل الدوام الرسمي بالمحافظة ليومين”.
 
نتائج التحقيقات
بدوره، قال رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة كربلاء، عقيل المسعودي، أمس الأربعاء، إن «نتائج تحقيقات لجنة التحقق عن اسباب حادثة باب الرجاء عند العتبة الحسينية المقدسة اثبتت بالدليل القاطع ان حالة من التدافع حدثت بين الزائرين في باب الرجاء ما ادى الى وقوع عدد من الضحايا بين وفاة ومصاب، ولا يوجد تخسف او هدم للسرداب كما اشاعت بعض وسائل الاعلام».
وأضاف المسعودي، أن “اللجنة ستعكف على تقديم تقرير بعد دراسة مستفيضة لوضع خطة امنية لمنع حدوث او تكرار مثل هكذا حادث ويتم التشاور مع القيادات الامنية في المحافظة”.
في غضون ذلك، وجه رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، برقية تعزية الى الشعب العراقي وذوي ضحايا حادثة كربلاء المقدسة من الزوار المشاركين في احياء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام نتيجة التدافع وحالات الاختناق التي حصلت خلال اداء مراسم الزيارة.
ودعا المالكي الى “ضرورة الاهتمام بذوي الضحايا والمصابين وتقديم الرعاية الكاملة لهم”، مطالبا الحكومة المحلية والجهات المختصة بـ”اتخاذ الاجراءات الكفيلة بعدم تكرار 
ما حصل”.
واشاد المالكي، بـ”جهود القوات الأمنية والأجهزة الخدمية التي ساهمت في اغاثة المصابين” .
من جهته، قال رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، إنه “بحزن عميق وأسف شديد تلقينا نبأ حادثة التدافع والاختناق التي حصلت في الحرم الطاهر للامام الحسين (عليه السلام) اثناء أداء شعيرة ركضة طويريج، مما ادى الى وفاة عدد من الزوار واصابة اخرين، نحتسبهم قرابين وشهداء في طريق الحق الحسيني”.
 
تعاز عربية ودولية
وبعث أمیر الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقیتي تعزیة إلى رئیس الجمهورية برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بحادثة التدافع في كربلاء.
ونقلت وكالة الانباء الكويتية تعزية امير الكويت التي «أعرب فیها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بضحایا تدافع زوار مرقد الإمام الحسین بمدینة كربلاء والذي أسفر عن سقوط العدید من الضحایا والمصابین سائلا سموه المولى تعالى أن یتغمد الضحایا بواسع رحمته ومغفرته ویسكنهم فسیح جناته وأن یلهم أسرهم جمیل الصبر وحسن العزاء ویمن على المصابین بسرعة الشفاء والعافیة».
بينما ذكرت السفارة الكويتية في العراق، في بيان، أنه «بناء على المعلومات المتوفرة لديها عبر تواصلها مع الجهات المعنية في العراق، لا يوجد ضحايا او مصابون من الرعايا الكويتيين في تدافع الزوار في كربلاء».
وأضاف البيان أن “السفارة الكويتية على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة للرعايا الكويتيين المتواجدين في العراق على الرقم المخصص لذلك (009647802604124)”.
وعزى المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي العراق حكومة وشعبا بحادث التدافع في مدينة كربلاء والذي أدى الى استشهاد وإصابة العشرات من زوار الامام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء.
وأعرب موسوي عن أسفه العميق لحادث كربلاء المؤلم في يوم العاشر من شهر محرم الحرام، والذي أدى الى استشهاد وإصابة العشرات من زوار مرقد الامام الحسين عليه السلام.
وقدم موسوي التعازي الى حكومة العراق وشعبه، وأعرب عن مواساة الجمهورية الاسلامية مع ذوي ضحايا الحادث، سائلا الباري تعالى ان يبوئ الشهداء الدرجات العلى في جنان النعيم ويمن على ذويهم جميل الصبر والسلوان، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
وفي السياق، قال السفير اللبناني في بغداد علي الحباب، في بيان: “تلقينا ببالغ الحزن والاسى نبأ استشهاد مجموعة من المؤمنين المشاركين بإحياء ذكرى يوم العاشر لاستشهاد ابي عبد الله الحسين عليه السلام في كربلاء”.
واضاف ان “السفارة تتقدم وباسم الشعب اللبناني واللبنانيين المقيمين في العراق الى الحكومة العراقية والشعب العراقي واهالي الضحايا بخالص العزاء والمواساة لهذا المصاب الاليم”.
في حين ذكر بيان للسفارة الأميركية في بغداد أن “السفير الأميركي لدى بغداد ماثيو تولر قدم تعازيه القلبية لعوائل الذين فقدوا أرواحهم في كربلاء”. واضاف البيان “نيابة عن سفارة الولايات المتحدة في بغداد، نتقدم بتعازينا القلبية لعوائل القتلى، وتضامننا مع الجرحى في كربلاء. نأسف لهذه الخسارة المأساوية في الأرواح ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل”.
من جهتها، ذكرت السفارة اليابانية ب‍بغداد، في بيان، “يتقدم سفير اليابان لدى العراق ناوفومي هاشيموتو وكادر السفارة بخالص التعازي للشعب العراقي ولذوي الشهداء الذين توفوا أثر حادث مأساوي خلال تأديتهم مراسيم عاشوراء في كربلاء 
المقدسة”.
واضافت السفارة “نتمنى الشفاء التام والعاجل لجميع المصابين.