تشابيه تشكيليَّة لواقعة الطف في «الشهادة ربيع الحياة»

الصفحة الاخيرة 2019/09/17
...

بغداد / رشاعباس
 
افتتح وزير الثقافة والسياحة والاثار د.عبد الامير الحمداني، امس الاول الاثنين على قاعة عشتار معرض الطف السنوي، الذي اقامته دائرة الفنون التشكيلية تحت شعار  “الشهادة ربيع الحياة” بمشاركة 50 فنانة وفناناً اختلفوا بالأساليب واتفقوا في طرح قضية كربلاء، وما دار فيها بخطوط مزجت بين الألم والبطولة. 
المعرض الذي مثل صرخة ضد الظلم والعدوان ونصرة الحق على الباطل جسّدت خلاله الفنانة الاكاديمية نضال العفراوي لوحة تحكي جزءا من تفاصيل الملحمة التي أثبتت أنّ الحسين ليس شخصا إنّما أمة خرجت للإصلاح وترسيخ المعاني الدينية الاصيلة بالتصدي للباطل ونبذ العنف والدمار، وهو اليوم نبراس في قلوب وعقول الذين يعملون من أجل إكمال مسيرته.
عدّ الفنان علي مخيط، المعرض فرصة لظهور براعته في رسم مغزى هذه الواقعة وتجلياتها بقراءة مغايرة، اذ اخذ على عاتقه تثبيت قيم الثورة الحسينية، من خلال التلويح بمبدأ انتصار الدم على السيف ورفع الرؤوس عاليا، معلنين النصر واعلاء كلمة الحق. «لولا دماء الحسين لم يبقَ من الدين إلا اسمه، ومن القرآن إلّا رسمه»  كلمات خطها الفنان صباح عطوان قائلا: “دمجت المتخيل بضرورات التركيب كمحاولة للإمساك بلحظة الصراع بين جبهتي الخير والشر وبألوان صحراوية تعمّق المشهديّة الدرامية التي تترسّخ من خلال منطق التقابل بين القوي والضعيف، مشيرا الى ان لوحاته رسمها بتسلسل الأحداث وصولا الى رسمته الرابعة التي مثلت ما تبقى من نسل وذريّة الحسين، وهم يعملون على ايصال رسالته الى الاجيال المقبلة. اما الفنان سامي الربيعي، فاستنكر الظلم والقسوة بالألوان الخشبيّة، ملخّصاً القول بلغة تشكيليّة  “هيهات منا الذل”.
من جانبه، يرى الناقد فهد الصكر، ان الفنون تناولت هذه الواقعة، ومن خلالها يمكننا الوصول الى تعريف قريب من مبادئ الثورة الحسينية بشكل حضاري وحداثوي لا يقتصر على ما طرح من افكار تأخذ الجانب البكائي إنما نحتاج الى قراءات فلسفية تعرفنا بالقيم التي ثار لأجلها 
الحسين (ع).