عبد المهدي يدعو الشركات الصينية للاستثمار في العراق

العراق 2019/09/20
...

بغداد / الصباح
دعا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الشركات الصينية والعالمية الكبرى للاستثمار في العراق والمشاركة بقوة في تشييد وبناء بناه التحتية والنهوض بقطاعاته كافة، مؤكداً أن البيئة في البلاد آمنة ومشجعة، مشيراً إلى حاجة العراق أكثر من أي وقت مضى الى زخم علاقاته الآسيوية المؤثرة -والصينية بوجه خاص - بالاتجاه الذي يعيد للعراق دوره الحيوي، الفاعل والمؤثر، داعياً الصين إلى التلاقي مع العراق في حملة النهوض التي نتبناها بقوة.وحضر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أمس الجمعة مؤتمر التصنيع العالمي 2019، في مدينة خيفي الصينية كضيف شرف بدعوة من نظيره الصيني لي كيشيانغ، الى جانب أعضاء الوفد العراقي من الوزراء والمحافظين والمستشارين، وافتتح المؤتمر بكلمة للرئيس الصيني ألقاها بالنيابة عنه مستشار الدولة، تلتها كلمة لرئيس عام الحزب الحاكم لمقاطعة خيفي الذي رحب في كلمته بحضور رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
 
كلمة في المؤتمر العالمي
ثم ألقى عبد المهدي كلمته في المؤتمر، وقال فيها: "يسعدني أن أعبر عن غاية الامتنان للدعوة الكريمة الموجهة لنا وللحفاوة الطيبة التي لقيناها من القيادات الحزبية والحكومية والشعبية في مدينة خيفي، وانتهز هذه الفرصة الثمينة لأعرب عن انبهارنا بهذا المؤتمر ومنجزاته والنوعية الراقية لمعروضاته ولضيوفه المدعوين من داخل الصين وخارجها وامنياتنا لكم بمزيد من التألق والانجاز والتقدم".
وأضاف، "يسعدني والوفد العراقي الكبير القادم من بلاد ما بين النهرين، أن نشارك في هذا اللقاء الذي يجمعنا نحن أبناء حضارة وادي الرافدين مع ابناء الحضارة الصينية العريقة، حيث قدمنا معا للبشرية منجزات كثيرة في مختلف العلوم والمعارف، ونتواصل معكم اليوم لإدامة التعاون والشراكة لخدمة شعبينا العراقي والصيني وشعوب العالم أجمع".
وتابع عبد المهدي: "من المناسب القاء بعض الاضاءات على أهمية العلاقات بين جمهورية العراق وجمهورية الصين الشعبية، من جوانبها الحضارية والانسانية التي تمتد بامتداد التأريخ نفسه، وكذلك بما تعكسه المرحلة الراهنة من تطلعات اكيدة الى الشراكة الستراتيجية المثمرة، والى السعي لتجسيد اواصر التأريخ والتلاحم بتعاون يقوم على الثقة البنّاءة، والرغبة الأكيدة في تحقيق ما يليق بتلاقي مجد حضارة وادي الرافدين التي قدمت للإنسانية الكتابة مع الحضارة الصينية بكل علومها ومعارفها".
وشدد رئيس الوزراء على ان "الصمود المدهش لشعبنا وإرادته المذهلة، سرّعا في الخروج به من النفق المظلم، ورمما اسطورته الباقية ابدا كروح عملاقة تنهض دائما من كبوات الأمم، وكطائر الفينيق الذي ينهض من الرماد كل مرة"، وأضاف، "ليس بعيدا عن هذه الصورة ذلك التماثل الملفت للنظر مع ما مرت به الصين الصديقة من جهتها، عبر النصف الاول من القرن العشرين على الأقل، من احداث جسيمة وظروف خطيرة وحروب وآثار مدمرة، ولكنها استطاعت بإرادة شعبها واصراره، وبحكمة قيادتها السياسية والجماهيرية والحزبية، أن تتجاوز هذه النكبات، وأن تنهض بالصين حتى تضعها بمكانتها المتقدمة جدا كأمة عظيمة، وقوة اقتصادية جبارة، وتجسد بهذه الخطوة الملفتة مثالا يحتذى به".
وأكد عبد المهدي، ان "ما ذكرته الآن يتكفل بإيضاح أن حاجة العراق أكثر من أي وقت مضى الى زخم علاقاته الآسيوية المؤثرة والصينية بوجه خاص بالاتجاه الذي يعيد للعراق دوره الحيوي، الفاعل والمؤثر، والى شعبه ألقه وحياته الكريمة، آخذين بنظر الاعتبار ان الظروف القاسية وما أدت اليه من انهيار اغلب البنى التحتية، وتأخر ميادين التنمية، مدعاة الى تلاقي بلدينا في حملة النهوض التي نتبناها بقوة".
وخاطب عبد المهدي الحضور بقوله: إن "جمهورية الصين الصديقة الشعبية من جهتها، بما تمتاز به من ثقل في مجالات كبرى اقتصاديا وصناعيا وغير ذلك، وجمهورية العراق من جهة اخرى بكل حيويتها الواعدة والطموحة ومواردها الطبيعية والبشرية، وما بينهما رغبة البلدين في التعاون والتكامل، وتجذير الشراكة والتقدم، وما يعكسه من نموذج فريد، ورغم ان بلدينا قد حققا دائما لقاءات مثمرة في اكثر من مناسبة، فإننا نأمل ونطمح ان تنجز قيادتا البلدين في هذه المناسبة اكثر آمالهما تعلقا بمنجزات حقيقية تمكث في الارض بما ينفع بلدينا وشعبينا، وان المسيرة الكبرى، هذه المرة سننجزها معا عبر (مبادرة الحزام والطريق) والربط الوثيق بين الشرق الأدنى والشرق الأوسط".
وأعلن عبد المهدي أنه سيلتقي خلال الزيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، ورئيس مجلس الدولة لي كي شيانغ، وقيادات صينية "للعمل بقوة على إرساء قاعدة انطلاق قوية من اجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين، مستفيدين من رصانة ومتانة قطاعات صناعية وتكنولوجيا صينية، اثبتت في العقود الاخيرة حضورا راسخا في جميع ميادين التنمية والتطور، ومن رغبتنا الصميمة بفتح ابواب الاستثمار والشراكة في مجالات عديدة".
وأكد رئيس الوزراء، "لقد بدأ العراقيون عهدا جديدا من الاستقرار، والبلاد تتوجه اليوم نحو الإعمار والاستثمار الأمثل للطاقات والموارد البشرية والطبيعية، وتعمل على ارض العراق آلاف الشركات، وتتنافس على الفرص الاستثمارية الواسعة في جميع المحافظات، وننتهز هذه الفرصة لنوجه الدعوة الى الشركات الصينية والعالمية الكبرى للعمل والاستثمار في العراق في قطاعات الطاقة والاتصالات والطرق والسدود والمياه والزراعة والصناعة والبنى التحتية وغيرها من المجالات المدعومة ببيئة تشريعية مشجعة وظروف آمنة وتطلع لتوفير فرص عمل لآلاف المواطنين".
مبيناً انه "خلال اللقاءات التي سأجريها سأدعو الشركات الصينية الى الاسهام والعمل بقوة وفاعلية بنهضة العراق واعادة بناه التحتية، وسنضمن من جهتنا تسهيل وتذليل الصعاب التي تعترض هذا الدور وتفاصيله، من خلال لجنة مركزية تتولى تأمين ما يناسب هذه الشركات من الظروف والفرص، وغايتنا في ذلك إيصال رغبة بلدينا في العمل المشترك الى مستوى عالٍ من الجاهزية والانطلاق".
وختم رئيس الوزراء كلمته بالقول: "أجدد الشكر للصين الشعبية حكومة وشعبا، ولا يسعني في الختام سوى تقديم التبريكات بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية".
 
شركة صناعة السيارات
وقام رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والوفد الرفيع الذي يرافقه إلى الصين أمس الجمعة، بزيارة شركة JAC  لصناعة السيارات، بينما أبدى رئيس مجلس ادارة الشركة والمسؤولون فيها استعدادهم للتعاون وتقديم الخبرات اللازمة في مجال صناعة السيارات وفي إطار علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين.
وقال المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقت "الصباح": إن "عبد المهدي زار شركة JAC  لصناعة السيارات في مدينة خيفي الصينية، وكان في استقباله واعضاء الوفد المرافق له رئيس مجلس ادارة الشركة تساو رن شيان، حيث تم في بداية الزيارة تقديم عرض فديوي لعدة دقائق للتعريف بعمل الشركة وطاقتها الانتاجية والنوعيات التي تصنعها ومواصفاتها وفروع الشركة في مختلف دول العالم".
وأضاف البيان، ان "عبد المهدي اجرى جولة داخل معملي التصنيع الآلي للعجلات (الأول والثاني) واطلع وأعضاء الوفد على السيارات المنتجة من الشركة ومراحل الانتاج الآلي وصولا الى المرحلة النهائية للتصنيع".
وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن اعجابه بـ"تطور تكنولوجيا صناعة السيارات في الصين ومساهمتها في دعم الاقتصاد الصيني، وإمكانية الاستفادة من التجربة والخبرات الصناعية الصينية".
بينما أبدى رئيس مجلس ادارة الشركة والمسؤولون فيها استعدادهم للتعاون وتقديم الخبرات اللازمة في مجال صناعة السيارات وفي إطار علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين".
 
طاقة شمسية
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال زيارته شركة معدات الطاقة الشمسية بمدينة خيفي، أهمية التعاون بين العراق والصين في مجال الطاقة الكهربائية والتطورات التي يشهدها هذا القطاع وحاجة العراق لتحقيق التطور والاستقرار في مجال الكهرباء والاستفادة من الخبرة الصينية في مجال الطاقة الشمسية والحلول البديلة، وما يمكن أن توفره الشركات الصينية من اجهزة ومعدات متطورة تخدم جهود اصلاح وتطوير المنظومة الكهربائية في العراق.
وكان في استقبال رئيس الوزراء والوفد المرافق له رئيس مجلس ادارة الشركة سنجاو جن سبا، الذي قدّم لرئيس مجلس الوزراء واعضاء الوفد من الوزراء والمحافظين والمستشارين شرحا تفصيليا عن عمل شركة معدات الطاقة الشمسية وانتاجها من المحولات والمعدات المختلفة الاحجام والألواح الشمسية المستخدمة، كما جرى تقديم عرض فديوي عن امكانات الشركة وخريطة تواجدها في دول العالم والخدمات التي تقدمها في هذا المجال.
 
رسالة للشعب العراقي
وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي يزور الصين بدعوة رسمية، توقف والوفد الحكومي المرافق له في طريقه إلى بكين، في العاصمة الهندية نيودلهي حيث أجرى محادثات رسمية سريعة مع أركان الحكومة الهندية. 
وقال عبد المهدي في بيان وجهه للشعب العراقي تلقته "الصباح": "أكتب هذه الكلمات ونحن في طريقنا الى جمهورية الصين الشعبية في زيارة نريد لها أن تكون قفزة نوعية في العلاقات بين البلدين"، مبيناً "اننا اصطحبنا وفداً من كبار المسؤولين التنفيذيين يضم عدداً مهماً من الوزراء وكبار المسؤولين ومن بينهم المحافظون من عموم محافظات العراق، ليس لأهمية الصين للعراق ومكانتها العالمية فحسب، بل لأن العراق يعمل أيضاً منذ فترة على تطوير علاقات ستراتيجية اطارية مع جمهورية الصين الشعبية، المعروفة بقدراتها الاقتصادية والتقنية ومساهماتها الطويلة في اعمار وبناء بلدها المترامي الاطراف، والاول عالمياً من حيث عدد السكان، اضافة لمساهماتها الاقتصادية والتقنية العالمية التي جعلتها اليوم الاقتصاد الثاني في العالم والذي قد يتصدر القائمة خلال العقود القليلة القادمة". 
وأضاف، ان "الصين تمكنت من التغلب بصورة مذهلة على عوامل الفقر والتخلف والتفكك الذي كانت تعاني منه قبل عقود قليلة، وقدمت للعالم امثلة عن امكانية الانتقال بسرعة وثبات ورصانة من اقتصاد وبلد عالم ثالثي متخلف الى اقتصاد وبلد يقف اليوم في مقدمة البلدان، ليس من حيث الثروة فقط، بل بشرياً وثقافياً وصحياً ورياضياً وفنياً واجتماعياً وعلمياً وأمنياً ايضاً"، مشيرا الى "إننا نسعى في زيارتنا لتكوين علاقات اطارية للشراكة الستراتيجية من أجل أن ينهض العراق ويعيد بناء بنيته التحتية واقتصاده ومجتمعه ويحقق تقدماً ملموساً في التخلص من عوامل البطالة والفقر والامية والتخلف".
وأكد، ان "العراق الذي تطورت علاقاته بالغرب ومازال يرغب في الحفاظ عليها وتطويرها، يسعى اليوم لتعميق علاقاته بالشرق وبالبلدان الآسيوية بحكم العلاقات التاريخية الممتدة لآلاف السنين والتجارب المتشابهة التي تسمح له بالاستفادة من خبراتها وتجاربها الغنية في هذا المجال"، موضحاً ان "العراق كان من أوائل الدول التي انضمت الى مبادرة (الحزام والطريق) حيث نسعى لربط الشرق الادنى بالشرق الاقصى، بما عُرف تاريخياً بطريق الحرير، والذي كان أيضاً طريق التوابل".
وتابع، "لأن طريقنا يمر عبر الهند لذلك توقفنا لوقت قصير في نيودلهي وبحثنا مع مسؤولين في الحكومة الهندية تفعيل اللجنة المشتركة بين العراق والهند والتي لم تجتمع منذ عام 2013، واتفقنا على أهمية تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين"، لافتا الى أن "النفط العراقي يحتل المكانة الاولى في استيرادات النفط بالنسبة للهند، وللعراق علاقات تجارية وسياسية وثقافية ب‍الهند تمتد للعصور القديمة".
وأشار، الى أن "الوقت لا يسمح بالانتظار طويلاً وتضييع الفرص، فنحن بحاجة الى قرارات مدروسة وسريعة ومباشرة تتخذ على أعلى المستويات مع مسؤولي الدول الاخرى التي نطمح في إقامة علاقات منفعة متبادلة وشراكة مستدامة معها تساعدنا في تحقيق برامجنا الطموحة، خصوصاً في مجالات الزراعة والصناعة والتسلح والتعليم والصحة والطاقة والاتصالات والمواصلات والمياه وكل ما له علاقة بإنشاء وإعادة إعمار البنى التحتية الأساسية للعراق، والتي تمثل عتلة النمو، وأساس التقدم الكبير الذي يليق ب‍العراق وشعبه"، موضحاً انه "من أجل تحقيق هذه الأهداف حضرنا بهذا الوفد التنفيذي الكبير للتباحث وتطوير العلاقات ورسم الخطط، ولنوقع عدداً كبيراً من الاتفاقات التي من شأنها احداث تغيرات كبيرة في اقتصادياتنا وبنانا التحتية ونشاطاتنا المختلفة".
يذكر أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي غادر مساء الأربعاء الماضي، الى الصين على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة رسمية تستمر عدة أيام.