جذب مسلسل صيني شهير عرض على شاشة قناة "العراقية" اهتمام المشاهدين العراقيين وأسر قلوبهم وشدهم لمتابعة جميع حلقاته لمعرفة آخر تطورات القصة الرومانسية الصينية الجميلة التي تعكس جزءاً من واقع الحياة في الصين.
وتدور أحداث المسلسل، الذي يعرف باسم "دودو" ويتألف من 36 حلقة تلفزيونية من الدراما الصينية الخفيفة والمشوقة والمحبوبة، حول زواج الشاب يو وي وماو دودو بطلة المسلسل والمشكلات التي تواجههما في الحياة اليومية.
وقال الدكتور حيدر الفتلاوي مدير قناة "العراقية" في مقابلة أجرتها وكالة أنباء "شينخوا" إن "المسلسل جذب جمهوراً كبيراً في عموم العراق" وفقاً لمعلومات شركة أبحاث متخصصة في معرفة حجم المشاهدين، مؤكداً أن الدراما هي أفضل طريقة لتحقيق التبادل الثقافي بين الشعوب.
وأوضح الفتلاوي بأن الأعمال الدرامية تتيح للمشاهدين التعرف على تفاصيل ونمط حياة الناس الآخرين، كما تتيح لهم فرصة رؤية الأماكن والتعرف على العادات والتقاليد الخاصة بالشعوب التي جرت فيها أحداث المسلسل.
ويلعب المسلسل الذي دبلج إلى اللغة العربية دوراً فاعلاً في إتاحة الفرصة للمشاهد العراقي لرؤية حياة المتزوجين حديثاً في الصين وفهم جزء من ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم، ويدفعه إلى المقارنة بينها والاستفادة من الأفكار الجديدة عليه.
ورغم ان المسلسل يعرض في منتصف الليل حسب التوقيت المحلي لبغداد، وذلك بدءاً من العاشر من تموز الماضي، إلا أن العائلات العراقية متجمعة ومحتشدة أمام شاشات التلفزيون لمشاهدة كيف يتغلب الزوجان السعيدان على العواقب التي توضع في طريقهما.
إلى ذلك، قال عمار نزهان "35 عاماً" لـ"شينخوا" إن "المسلسل اجتماعي وجميل جداً وما شدني إليه ودفعني لمتابعته وبشغف، هو كيفية معالجة المشكلات التي تحصل بين الزوجة وأم الزوج".
وأشار نزهان إلى أن المسلسل أعاد به الذاكرة إلى مسلسل "حافات المياه"، الذي عرض في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، قائلاً إنه مسلسل جميل ولا يزال يتذكر بطله لي تشنغ بو.
ومن جانبه قال محمد جاسم البزاز إن "المسلسلات الصينية الآن أصبحت تنافس المسلسلات التركية والمصرية، ونحن نتشوق لرؤية المسلسلات الصينية لأنها ذات خلفيات ثقافية مختلفة ومتميزة مقارنة بالمسلسلات التركية والعربية والمصرية".
وأفاد بأنه عندما عرض المسلسل الصيني "دودو" فقد ذكره هذا بمسلسل "حافات المياه" المأخوذ عن رواية صينية شهيرة والذي ذاع صيت بطله لي تشنغ بو بين العراقيين.
ويتطرق مسلسل "دودو" إلى العديد من القضايا الاجتماعية في الصين الحديثة منها الزواج بين أهل الريف وأهل المدينة، حيث صورت بطلة المسلسل دودو على أنها من الريف بعكس زوجها الذي يعيش في المدينة.
وقال وانغ لـ" شينخوا" إنه تعرف على زوجته العراقية والتقى بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عندما كان طالباً يدرس اللغة العربية في العاصمة المصرية القاهرة قبل عدة سنوات.
وأوضح أن عائلته تفهمت قراره بالزواج من امرأة عراقية وقدمت له الدعم والمساندة لاتمام عملية الزواج، مؤكدا أن الشعبين الصيني والعراقي لديهما الكثير من القواسم المشتركة.
وأشار إلى أنه ما عدا اللغة لا توجد هناك اختلافات كبيرة بين البلدين، مضيفاً "أن الصين والعراق كلاهما بلدان عريقان لهما تاريخ طويل وحضارة عريقة وثقافة متجذرة ولديهما الكثير من العادات والتقاليد الأصيلة المشتركة".
يذكر أن المسلسلات الدرامية العائلية أصبحت تجذب انتباه المشاهدين العراقيين في السنوات الأخيرة وخصوصاً الأعمال التلفزيونية التركية والإيرانية وتلك التي تأتي من بلاد الشام وغيرها من البلدان.
لكن شبكة الإعلام العراقي فتحت نافذة للمشاهد العراقي ليطل من خلالها على تفاصيل الحياة الاعتيادية اليومية للناس في الصين الحديثة من خلال مسلسل "دودو"، والذي سبقه إعلان عنه في صحيفة "الصباح".
وفضلاً عن مسلسل "دودو"، عرضت قناة "العراقية" خلال أيام عيد الأضحى في شهر آب الماضي فيلمين صينيين الأول (Go Lala Go!) والثاني (Out of Inferno) كما تنوي في المستقبل القريب عرض المزيد من الأفلام الوثائقية والمسلسلات الصينية التي زودتها بها السفارة الصينية في بغداد
وشهدت العلاقات العراقية الصينية تحسناً كبيراً في السنوات الأخيرة تجسد في زيادة الاستثمارات الصينية وتسيد البضائع الصينية كالهواتف المحمولة والسيارات، السوق العراقية، حيث أصبحت جزءاً من حياة المواطنين العراقيين اليومية.