عبدالجبار العتابي
على الرغم من ان المطربة الكبيرة الراحلة عفيفة اسكندر (1921 - 2012)، نجمة الغناء في زمانها الا انها في التمثيل لم تكن الا ممثلة
فاشلة !! ، ومثلما اشرأبت لها اعناق المعجبين كانت عيون منتجي الافلام السينمائية ترنو اليها الا انها كانت على غير وئام معها لانها تجد نفسها في الغناء فقط ، وتعطي كل مشاعرها واحاسيسها للاغنية ، مع انها اشتركت في فيلمين سينمائيين في نهاية الأربعينيات، كان الأول "القاهرة بغداد"، الذي أخرجه المصري أحمد بدرخان، وفيلمها الثاني "ليلى في العراق " اخراج المصري أحمد كامل مرسي، وهو آخر عهد لها مع السينما، فقد فشلت في السينما ونجحت في الغناء ،والظريف انها سعيدة بفشلها في السينما واؤكد انها لا تحب السينما
كمهنة.
لكن الاسرار وراء ذلك اكثر طرافة حيث ان وجهة نظرها تعبر عن فلسفة خاصة بها ، ظريفة ،تنسف فكرة التمثيل تماما !! ، فهي وان ترى (ان السينما مهنة متعبة جدا) الا انها لا تعترف بأن تقوم بتجسيد دور الحبيبة امام شخص لا تعرفه ليقوم بدور الحبيب ،وترى فيها امرا غريبا لا يمكنها ان ترتضيه، بل انها تجد صعوبة في التأقلم على واقع قصة الفلم ، فهي تقول : (جابولي) احد الاشخاص على اساس انه البطل، ثم قالوا: (تعالي يا عفيفة .. حبيه!!، وتعال يا فلان .. حبها!!، لم اكن اعرف عنه شيئا ولم يكن يعرف عني شيئا، فكيف يمكن لشخص ما ان يحب شخصا اخر من دون ان تكون هناك بينهما علاقة او معرفة سابقة؟) ، لكنها عاشقة للغناء فقط فان فلسفتها عنه تختلف، بمعنى ان فلسفتها عن السينما لا تنطبق على الاغنيات التي غنتها، فهي تعترف انها لا تغني الا الاغاني التي تستحوذ عليها وتؤمن بها، فتضع قلبها وفكرها وجميع قواها فيها عندما
تغنيها.