استقلال جمهورية أرمينيا 21 - أيلول - 1991

العراق 2019/09/22
...

هراتشيا بولاديان
 

لقد عايش الشعب الأرميني نعم الرقي والازدهار والانتصار وتذوق مرارة الانحطاط والهزائم، وشاهدت البلاد قيام وانهيار إمبراطوريات عظيمة ولكنها كانت في الوقت نفسه محل نزاع بين دول الشرق والغرب، حتى أن الشعب الأرميني كان يجد نفسه مرغما دائما على خوض النضال من اجل الدفاع عن كيانه واستقلاله وثقافته العريقة.

بعد الإبادة الجماعية للأرمن التي ارتكبتها سلطات الإمبراطورية العثمانية في عام 1915م،  أعلنت أرمينيا الشرقية دولة مستقلة في 28 أيار/مايو 1918 وما لبثت أن انضمت إلى الاتحاد السوفياتي فأصبحت في عام 1920 تعرف بجمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية. ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي حصلت أرمينيا على  استقلالها التام  وسيادتها  الكاملة في 21 ايلول 1991 واصبحت عضواً في هيئة الامم 
المتحدة. 
وهنا يجب الاشارة الى ان بغداد العباسية التي منحت أرمينيا الاستقلال رسمياً عام 885 م عندما ارسل الخليفة المعتمد التاج الى (اشوط البقرادوني). وفي عام 1992 م اعترف العراق رسمياً مرة اخرى باستقلال جمهورية أرمينيا الحديثة بعد مرور احد عشر قرناً. 
لم ينقطع التواصل الثقافي والاقتصادي بين أرمينيا وجمهورية العراق خلال الحكم السوفياتي حيث  كانت تلك العلاقات تتطور في إطار التعاون السوفياتي- العراقي. 
اما العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين جمهورية أرمينيا وجمهورية العراق فتعود الى عام 2000. وفي العام نفسه باشرت السفارة الأرمينية أعمالها في بغداد، وفي عام 2001 تم افتتاح سفارة جمهورية العراق في يريفان.
مع الاسف الشديد، وبسبب ظروف الحرب، أوقف البلدان عام 2003 أنشطة سفارتيهما. و في تشرين الأول 2010 قامت جمهورية أرمينيا بإعادة فتح سفارتها في العراق، وفي عام 2012 تمت إعادة فتح سفارة جمهورية العراق في يريفان.
ابتداء من عام 2004 قامت أرمينيا بإرسال بعثة للمساعدة الإنسانية متألفة من الأطباء، و متخصصي الإغاثة، والسائقين (32 شخصا) إلى العراق. في أكتوبر 2008 عاد إلى أرمينيا الفريق الثامن لحفظ السلام  في العراق.
خلال السنوات الأخيرة ارتفع حجم التبادل التجاري، حيث بلغ في عام 2017 117.239.7 مليون دولار، أما في عام 2018 قد وصل إلى 132 مليون دولار أميركي. أما في عام 2019 خلال الأشهر يناير-مايو فبلغ حجم التجارة تقريبا نحو 64 مليون دولار مقارنة مع الفترة نفسها في عام 2018  فقد كان 50.56 مليون دولار.
وتعد السياحة من أهم مجالات التعاون بين بلدينا، وقد بدأت في الأونة الأخيرة حركة سياحية خاصة من قبل المواطنين العراقيين إلى أرمينيا. وارتبطت المدن العراقية - بغداد، النجف، واربيل جوا بأرمينيا، ونأمل إزدياد الرحلات الجوية بين البلدين لاحقا أيضا.
وتذكر المعلومات التاريخية على وجود جالية أرمنية في بلاد ما بين النهرين منذ القرن الخامس الميلادي. ولكن ازداد عدد الأرمن في العراق بعد سنوات النكبة الكبرى (1915) حيث توجهت قوافل الأرمن إلى العراق بعد اعمال الابادة الجماعية المنفذة من قبل الامبراطورية العثمانية. واحتضن الشعب العراقي هؤلاء الناجين من الابادة واصبح العراق وطناً للارمن الذين خدموا هذا البلاد الصديق عربونا للمحبة والمعاملة الإنسانية الطيبة التي لقوها على كل المستويات حكومة وشعبا.
· سفير جمهورية ارمينيا في العراق