{الجونة} يسعى الى دعم مشاريع الشباب وتطوير صناعة الأفلام

الصفحة الاخيرة 2019/09/23
...

الجونة/ علي حمود الحسن
 
وصلنا انا والزملاء النقاد والصحفيون عبد العليم البناء وكاظم سلوم وعلاء المفرجي، الى مدينة الجونة منتصف اليوم الثاني لمهرجانها السينمائي، الذي انطلقت فعاليات دورته الثالثة للفترة من 19 ولغاية 27 أيلول الجاري، على قاعة مسرح المارينا الساحر، بحضور نجوم واقمار صناع السينما العالميين والعرب.
اذ شارك فيها 80 فيلماً من أربعين دولة، تتوزع بين مسابقاته الروائية والوثائقية القصيرة والطويلة، وشهد الحفل تواجد النجم الكندي مينا مسعود بطل فيلم "علاء الدين"، فضلاً عن منح جائزة الإنجاز الفني للمخرجة الفلسطينية مي مصري عن مجمل مسيرتها الفنية.
بعدها عرض فيلم الافتتاح " اد أسترا"  للمخرج جميس جراي وتمثيل براد بيت، وهو فيلم خيال علمي تدور احداثه حول قصة مهندس في الجيش الاميركي،
يروي ماكبرايد(براد بيت) الذي يبحث عن والده المختفي منذ عشرين عاماً في مهمة استكشافية على مشارف المجموعة الشمسية .
لم نضيع وقتنا طويلاً، فبعد الانتهاء من إجراءات الوصول والراحة، استطعنا الحصول على تذاكر الفيلم السوداني" ستموت في العشرين" للمخرج اسعد أبو العلا الحاصل على جائزة "أسد المستقبل" من مهرجان فينيسيا الأخير، كما تم عرضه مؤخراً في مهرجان تورونتو السينمائي، والذي يحكي قصة  صبي يدعى "مزمل" يعيش في قرية سودانية فقيرة يتنبأ مشعوذون بموته في العشرين، فيدخل في صراع وجودي ويفقد طعم الحياة ، اذ يتعامل معه الجميع بوصفه ميتاً، لا يخرجه من ذلك سوى عشقه لصبية سمراء وعودة سليمان المصور السينمائي، الذي جاب العالم وعاد الى قريته مدمناً، بعد غياب طويل، رافضاً الخرافات والتقاليد البالية، لكنه  من جهة أخرى مغترب وسلبي، الفيلم على قدر كبير من الجمال على صعيد 
الموضوع والتنفيذ.
وتركت ندوة حوارية عن ترميم الأفلام القديمة وحفظها،  قدمتها رئيس مؤسسة "أندي كولكت" اندرا شولبرج لترميم الأعمال الفنية، بحماس وحرص على ذاكرة كوكبنا الأرضي، اثراً عميقاً في نفسي ولامست شغاف القلب، اذ ذكرتني بمحنة الأرشيف البصري العراقي الذي تعرض للسرقة والإهمال والخزن الفضائحي، هذه الندوة الدسمة كانت عتبة أولى ليوم المهرجان الثالث الحافل بأفلام متميزة منها: " الاب" من اخراج البلغارية كريستينيا  جروزيفا وبيتر فالجانوف، وهو فيلم ينتمي للكوميديا السوداء، ويتحدث عن علاقة شائكة بين اب فقد زوجته ويعتقد انها ترسل رسائل هاتفية الى جارتها، فيكاد ان يفقد عقله، وشاهدنا فيلماً وثائقياً طويلاً بعنوان " كابل في مهب الريح" وهو من اخراج الافغاني أبو زار أميني، رصد فيه بشكل أيام كابل المخيفة من خلال اسرة ابتعد عنها الاب الذي يعمل سائق باص وتحمل الأطفال وامهم مسؤولية حياة لا تضمن ولو لدقيقة، فالموت اقوى من الحياة ، المخرج صور الأوقات التي لا يكون فيها تفجير إرهابي ، وهي قليلة واشد قسوة من الموت نفسه، لان الناس تترقب موتها العبثي، ومنحت إدارة المهرجان ضمن فعاليات اليوم الثالث،  جائزة مجلة فاريتي للمخرج السوداني صهيب قسم الباري عن فيلمه الوثائقي "حديث عن الأشجار" الفائز بجائزتي الجمهور وافضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي،  حيث سلمه رئيس المهرجان انتشال التميمي الجائزة.
وما اعطى المهرجان مكانة عالية واهتمام صناع السينما به، هو دعمه للمخرجين الشباب ومشاريعهم الفتية، فضلاً عن طموحه لان يكون شريكاً مساعداً في المبادرات التي تطلقها الدولة، واهل الصناعة لدعم الإنتاج والتوزيع وجلب الاستثمارات والشراكات العالمية للمنطقة" مثلما جاء في كلمة التميمي.