بغداد/سرور العلي
اعتاد الرجل السبعيني راكان العلاف على توثيق الأعمال الفنية منذ سنوات شبابه، حيث أمضى حياته بين التسجيلات الغنائية، مؤرشفاً معظم أعمال عمالقة الطرب العربي من خلال جمعه للاسطوانات القديمة، والمجلدات الضخمة التي تزين رفوف منزله في مدينة الموصل، حتى بات مستودعاً ضخماً للموسيقى، وأرشيفاً غنائياً.
وعن رحلته في جمع هذه المقتنيات تحدث العلاف قائلا:" بدأت مسيرتي في جمع التراث، وأجهزة التسجيل الصوتية بعمر العشر سنوات، منذ العام 1956، وذلك عندما جلب أخي الكبير جهاز ( كرامافون)، بدأت بجمع النقود من مصروفي الذي كان خمسين فلساً، وكان مبلغاً لا بأس به، فذهبت لشرائه وكان مبلغه باهظ الثمن لكني اشتريته بالتقسيط، وجلبته الى البيت وعندما شاهده والدي امرني بارجاعه فوراً، وقمت بارجاعه وانا متألم، وبعدها جمعت عشرين ديناراً، وقمت بشراء مسجل من سوق هرج، واخفيته عن والدي لسنين، ومن هنا بدأت رحلتي في تجميع أجهزة الصوت، والاكرامافونات"
تضم المكتبة مختلف التسجيلات النادرة لجميع المطربين العرب، ومنهم ام كلثوم، وفريد الاطرش، وصباح، وفيروز، وتعود الى عام 1890 وعام 1911، وهي اشرطة التيب، ويقدر عددها بـ 2000 ، وأكثر من 1500 شريط كاسيت، وأجهزة الصوت (الاكرامافون) بعد أن قام بجمعها من الأسواق، ومنها القديم الذي يعود صنعه الى الأربعينيات، والثمانينيات، وكذلك اجهزة عالية الجودة، والقدرة الصوتية، كالامبكس، الكرافوناك، والكروندس، والفونوغراف، والاكاي، وأجهزة إذاعية، ولم ينقطع شغف العلاف في جمع التراث الموسيقي من سيمفونيات تحمل أغاني شرقية وغربية، واسطوانات بلاستيكية من مختلف انحاء العالم، حيث سافر الى أكثر من ثلاثين دولة للحصول عليها.
وتابع:"هذا التراث هو ليس ملكاً لي، بل هو ملك كل الناس لأنه تراثهم الذي استطعت أن اجمعه على مر السنين".
أصبحت مكتبته حسب ما يقول مرجعاً لجميع الفنانين والموسيقيين والمسرحيين، يقتنون منها ما يحتاجونه لمسرحياتهم، وأعمالهم الموسيقية والتصويرية، والمؤثرات الصوتية، كذلك دخلت ضمن اختصاصه من خلال تدريس مادة المسرح الغنائي في معاهد الفنون الجميلة بعد أن تمت احالته على التقاعد فعمل محاضراً.