يعد “الذئب وعيون المدينة” من اضخم المسلسلات العراقية باجزائه الثلاثة الذئب والنسر وعيون المدينة والجذور، مقدماً حشداً من الممثلين.. رواداً واجيالاً اخرى.. سامي عبد الحميد وجعفر السعدي وخليل شوقي وبدري حسون فريد وسليم البصري وطعمة التميمي وكامل القيسي وفاطمة الربيعي وفوزية عارف وماجدة السعدي ووجدي العاني ومحسن العزاوي.. تأليف عادل كاظم وإخراج المصري ابراهيم عبد الجليل.
استقبله الجمهور باحتفاء، تشده القصة التي تستعرض حياة ثري بخيل “عبد القادر بيك السلطان - خليل شوقي”.
ابدع شوقي في أداء الشخصية، واستشعر المشاهدون قدرته المذهلة، ليتعرف الخليج والدول العربية عليه، ممثلاً عملاقاً.
اداء فنان الشعب سليم البصري، دور “غفوري” البغدادي، سحر الناس، وهو يعمل في خان عبد القادر بيك، متقمصاً الشخصية بتماهٍ مذهل.
اما جعفر السعدي، فأحبوه بدور عبد الله السلمان، الفضولي الذي يتورط في مطبات مزعجة، مشتهراً بلازمته: “عجيب امور غريب قضية” التي ما زالت تردد في يوميات العراقيين، عقب ربع قرن على آخر عرض
للمسلسل.
كعادته.. تألق د. سامي عبد الحميد، بشخصية “ابو عطية العربنجي” التي اعتذر عنها يوسف العاني؛ كي لا يكرر ظهوره ثالثة، بشخصية السكير، وقد اداها سابقاً في مسرحية، وتمثيلية “عبود يغني” المأخوذة من قصة لنجيب محفوظ بعنوان “السكران يغني” فرفض المخرج عبد الجليل، اعطاءه شخصية اخرى، كما اخبرني في لقاء اجريته معه خلال التسعينيات، وحرم من ان يكون له حضور في واحد من اهم المسلسلات العراقية.
فنانون أضيفت لهم شهرة بظهورهم في نماذج رسمها المؤلف والمخرج بعناية، مثل “رحومي - طعمة التميمي” و”رجب - قاسم الملاك” و”كمرة - سناء عبد الرحمن” و”حسنية خاتون – مي جمال” و”مرهون ابو قمبورة - مقداد عبد الرضا”.
في الجزء الثاني.. النسر وعيون المدينة، ظهر الفنان بدري حسون فريد - اسماعيل جلبي؛ ليبدأ الصراع بينه وعبد القادر بيك وتنكشف حقيقتهما كلصين كونا ثروتهما من السرقة.
حقق الجزآن الاول والثاني نجاحاً، شجع التلفزيون على انتاج مسلسلات اخرى للكتاب صباح عطوان وعبد الباري العبودي ومعاذ يوسف وعبد الوهاب الدايني، وفتح طريقاً لبروز كتاب سيناريو جدد في الدراما العراقية، منهم فاروق محمد، الذي أصبح علامة مشرقة في الدراما العراقية.
نجاح الجزأين الأولين، غفر فشل الثالث.. الجذور، الذي اتعظ بخسارته الآخرون؛ في دراسة عناصر النجاح؛ والتعرف على آليات تأكيدها، تحاشياً للإخفاق المحتمل، في ما بعد.