التلفزيون يُفقد الأفلام السينمائيَّة جمالَها

الصفحة الاخيرة 2019/09/27
...

بغداد / هيفاء القره غولي 
 
تتباين اشتراطات العرض السينمائي، على الشاشة الكبيرة، عنه في جهاز التلفزيون محدود الأبعاد، وهذا ما أشره الرائد السينمائي ضياء البياتي، عطفا على تأكيد المخرج فلاح العزاوي، بشأن فقدان الفيلم السينمائي لمميزاته عند عرضه تلفزيونيا، في شيء من تجريد اجواء السينما منسلخةً عن هيبتها، في ذاكرة المشاهد، بحسب إشارة علاء الذهبي.
يرى صاحب موسوعة السينما العراقية الرائد ضياء البياتي، ان: السينما خلقت للشاشة “السكرين” الكبير، وليس لشاشة التلفزيون الصغيرة، حتى اذا كبرت شاشة التلفزيون واصبحت بحجم
 55 او 4 امتار. 
مضيفا: الشريط السينمائي “النكتف والبوزتف” وجد للسكرين وليس للتلفزيون، لاسباب عدة؛ منها انها تفقد “الكوالتي” بنسبة كبيرة عندما تعرض في التلفزيون؛ فهي تعرض الكترونيا وعلميا بنقاط وخطوط تتجمع مع بعض لتصبح على شكل صورة، بينما في جهاز العرض السينمائي، عندما يعرض الفيلم بالنسخة النهائية، تخرج الصورة بشكل مضبوط ودقيق وتطبع على السكرين والكوالتي يكون على أعلى مستوياته ولايفقد ذرة واحدة، واذا فقدت فأعلى نسبة هي 1 % والعكس تماما اذا عرض في التلفزيون فإنّه يفقد دقته بنسبة 40 % تقريبا.
واوضح البياتي: عند عرض الافلام السينمائية تلفزيونا، فهي تؤثر ايضا على اللون ووجه الممثل او الزهور او الاجسام.. تفقد شكلها خلال التصوير، مبيّنا: أنّ العلم الحديث اوجد الصورة ذات الابعاد الثلاثة بالتلفزيون، ولكن مع هذا تبقى الصورة السينمائية والسكرين اساسية في
 العرض. 
من جانب آخر قال المخرج والكاتب السينمائي فلاح العزاوي: بالتأكيد تفقد اهميتها، وحتى في المهرجانات السينمائية لا تقبل الافلام المعروضة في التلفزيون او اليوتيوب، مضيفا: مثال ذلك فيلم “أبي فوق الشجرة” لعبد الحليم حافظ، بالرغم من انتاجه عام 1969 فإن التلفزيون المصري لايعرضه؛ لأن شركة صوت الفن خصصت الفيلم للعرض السينمائي فقط، واذا عرضه تلفزيون مصر يغرّم.
ولفت العزاوي الى: ان سبب فقدان الافلام السينمائية جماليتها اثناء العرض التلفزيوني، هو ان اللقطة العامة في السينما تضيع امام حجم التلفزيون الصغير. 
كما تحدث المخرج علاء الذهبي، قائلا: إن السينما لها اجواؤها الخاصة ووقعها المميز على الجمهور، سواء بالصوت او توزيعه او الشاشة السكرين في عرض الفيلم السينمائي فضلا عن ذلك فهو مخصص لصالات العرض السينمائية الكبرى او شاشة سكرين، كما تسمّى فعندما يعرض في التلفزيون اول شيء يختل هو الصوت لأنّه سيتحكّم فيه سبيكر التلفزيون والشاشة بدل ان تكون سكوب سوف تصبح شاشة مقننة حسب حجم التلفزيون وهذا ما يجعلها تفقد جزءا كبيرا من جماليتها وأجواء متعة المشاهدة والجمهور داخل صالات العرض.