أكد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح أن العراق مرّ بأربعين سنة من الصراع والإرهاب والمقابر الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان العنيفة، ومرّ بأوقات عصيبة لم يمر بها أي بلد آخر لفترة طويلة من الزمن، مبيناً ان "هناك أملاً في عراق أفضل بعد الهزيمة العسكرية لداعش"، والتقى رئيس الجمهورية على هامش مشاركته في اجتماعات الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الرئيسين الإيراني والتركي كل على انفراد كما التقى مجموعة من المسؤولين الدوليين الكبار.
وأوضح الرئيس صالح في كلمة له، لدى استضافته في منتدى قادة العالم، الذي تنظمه جامعة كولومبيا في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن هناك أملاً في عراق أفضل بعد الهزيمة العسكرية لداعش، فالأمن أصبح أكثر تحققاً، وأصبح الاقتصاد أكثر نشاطاً، وأن هناك شعوراً متزايداً بالثقة لدى الشعب العراقي".
وأشار صالح، إلى أن "المستقبل يمكن أن يكون أفضل على الرغم من التحديات الكثيرة التي نواجهها، فهناك شعور بأن هذا البلد يسير في الاتجاه الصحيح، وهناك مسار للأمل والتطورات الإيجابية"، مشدداً على أن "هزيمة داعش كانت إنجازاً كبيراً ، لم يكن يتحقق من دون مشاركة العرب والكرد والسنة والشيعة والمسيحيين، حيث قاتلوا الإرهاب في خندق واحد وبمساندة ودعم التحالف الدولي"، موضحاً "الحاجة إلى نظام إقليمي جديد يستند إلى مكافحة التطرف والإرهاب، وعدم السماح بعودته مجدداً أو استخدامه كأداة يمكن استخدامها ضد بلد من قبل بلد آخر".
وقال: "نحن بحاجة إلى الاعتزاز بالنصر وحمايته والمحافظة عليه، ويجب أن يكون هناك استكمال للنصر المتحقق، وعدم الاكتفاء بهزائم مناطقية وعسكرية لداعش"، لافتاً إلى "اننا بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية أساسية لتمكين القطاع الخاص والتأكد من أن العراق لديه فرص عمل"، مبيناً ان "التطرف يأتي من انهيار الخدمات وأنظمة التعليم، والصحة، وعدم توفر فرص العمل للشباب، فالتغلب على إرث الحرب وعائق الفساد يعد قضية رئيسة وأمراً مهماً لنهوض هذه المجتمعات".
وتابع رئيس الجمهورية بالقول: "إذا كنا قادرين على تحويل وتغيير الخطاب من هذا الجدل والمنافسة السياسية، نحو المنافسة الاقتصادية، أعتقد أن الشرق الأوسط سيكون حينها في مكان أفضل بكثير"، مبيناً "اننا في العراق قدمنا اقتراحات لتشريعات رئيسة هدفها تحقيق هذه الغاية من خلال التركيز على البنية التحتية، السكك الحديدية، الطرق السريعة والمطارات، والمناطق الصناعية، والمراكز التعليمية".
وشدد صالح، على أن "العراق وبسبب جغرافيته وتكويناته من العرب والكرد والمسيحيين والتركمان والأيزيديين، هو المكان الذي تلتقي فيه المجتمعات الأساسية بما يعزز الأمن والاستقرار والسلام".
من جانب آخر، أفادت بيانات لرئاسة الجمهورية تلقتها "الصباح"، بأن رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح جدد خلال لقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني، دعوته إلى ضرورة اعتماد سياسة الحوار والتفاهم من أجل ضمان استقرار وسلام المنطقة واحترام حقوق الشعوب في الأمن والازدهار.
كما بحث رئيس الجمهورية ونظيره التركي رجب طيب اردوغان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، العمل على توسيع آفاق التعاون لاسيما في المياه والتجارة، وجرى خلال اللقاء بحث العديد من الملفات المشتركة، ومناقشة تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية إقليمياً ودولياً، والتأكيد على ضرورة ركون جميع الأطراف إلى التهدئة واعتماد لغة الحوار البناء لتخفيف حدة التوترات في المنطقة.
والتقى صالح، رئيس غرفة التجارة الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ستيف لوتس ورؤساء وممثلي كبرى الشركات الأميركية، وأكد رئيس الجمهورية تطلع العراق لمساهمة الشركات الأميركية في إعادة الإعمار، والمشاركة في المشروعات الاقتصادية وبما يسهم في تطوير مجالات الشراكة، ورفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين، والتقى صالح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مثمناً جهود المنظمة الدولية في دعم السلم المجتمعي.