المجلس الأعلى الإسلامي يطرح رؤيته الستراتيجية لدعم بناء الدولة

العراق 2019/09/28
...

بغداد / الصباح / مهند عبد الوهاب
استذكر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في كلمة القاها خلال الاحتفالية التي نظمها المجلس الأعلى الاسلامي بمناسبة الذكرى 38 لتأسيسه وحضرتها «الصباح» نضالَ جميع الحركاتِ السياسية العراقية، مطالباً بإدامة العملية الإصلاحية ومواجهةِ الفساد وتحقيق بناء الدولة والاستجابة لمطالب المواطن في عيش كريم حر، وبينما أعلن رئيس المجلس الاعلى الاسلامي همام حمودي إطاراً وطنياً ستراتيجياً للمجلس، دعا وزير الصحة علاء العلوان لسحب استقالته وبناء وزارة بعيدة عن الفساد.
 
بناء الدولة
وقال الحلبوسي: «إننا اذ نحتفل ونحتفي بهذه الذكرى مستذكرين نضالَ جميع الحركاتِ السياسية العراقية فإننا نجد أنفسَنا ملزمين بحماية المنجزِ الذي تحقق من خلال إدامة العملية الإصلاحية ومواجهةِ الفساد وتحقيق بناء الدولة والاستجابة لمطالب المواطن في عيش كريم حر، وفاءاً منا لعهد الشهداء الذين قضوا في مسيرة النضال واخوانهم الذين ارتقوا شهداء في مواجهة الارهاب»، مؤكداً «أننا اليوم نواجه اختبارا صعبا في مواجهة الظروفِ والتحديات وعلينا أن نكونَ بحجم هذه المسؤولية».
وأضاف الحلبوسي «نحن مطالبون بحماية العراقِ من ارتداداتِ الصراع الإقليمي من جهة، وتحقيقِ الامنِ والخدمات داخليا من جهةٍ اخرى»، مطالباً الحكومة بـ»مضاعفة جهودها فالمواطن لم يعد بمقدورِه الانتظار».وأكد رئيس البرلمان «إشراكَ ذوي الخبرة والمبدعين في إنجاح مسيرة الدولة وفي الوقتِ نفسه لابد من مكافأةِ وتكريمِ كلِ الذين قدموا إنجازاتٍ مميزةً في المرحلة الماضية فإن لم يكن لنا وفاء لهؤلاء فإننا نحكم على المسيرة بالفشل والتوقف»، حاثا المؤسسات التنفيذية على «تمكين ذوي الاختصاصاتِ المهنيةِ من مفاصلِ الإدارة المباشرة من خلال اشغال مناصب الدولة التي ما زالت تدار بالوكالة طيلة السنوات الماضية بالاعتماد على مبدأ الكفاءة والنزاهة وتحقيق التوازن بين مكونات الشعب العراقي».ولفت الحلبوسي إلى أن «البرلمان في هذا الفصلِ سيَمضي في ‏تشريعاتٍ مهمةٍ تمسُ حياةَ المواطن العراقي فضلا عن إجراءاتٍ رقابيةً حازمةً تطال مكامن الفساد»، مؤكداً «‏سنعملُ بالتشاورِ مع الكتلِ السياسيةِ داخل البرلمان على الشروعِ بفعلٍ اصلاحيٍ متميز».
 
12 نقطة جوهرية
بدوره، قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي همام حمودي، في كلمته بالاحتفالية: «اننا ماضونَ في مشروع دعم بناء دولةٍ مستقلةٍ قويةٍ قادرةٍ على حمايةِ شعبها واستقلال إرادتها، ورافضةٍ لكل أشكالِ الهيمنةِ والتدخل الخارجي في شؤونها»، معلنا «الإطار الوطني الستراتيجي للمجلس الأعلى الاسلامي، محددا اياه بـ 12 نقطة جوهرية هي «الالتزام بتوجيهاتِ ووصايا المرجعيةِ الدينية العليا، والتأكيد على أهمية التعاون المستمر بين السلطات الثلاث، وتكامل عملها وفقَ رؤيةٍ متفقٍ عليها وطنياً، والدعوة للاعداد لرؤيةٍ علميةٍ مدروسةٍ للنهوض بمستوى التعليم بعيداً عن المحاصصة وسياسة الترضيات والضغوطات، وتأسيس المجلس الأعلى للتربية والتعليم ليأخذ على عاتقه هذه المهمة، والتركيز على تطوير الاقتصاد وتنويع مصادره ورفع المستوى المعاشي للمواطنين، واشراك الشعب في عملية البناء الاقتصادي».
واكد حمودي ايضا على «حفظ الحياة الكريمة لجميع العراقيين من خلال توفير السكن اللائق، وإعادة بناء المناطق والاحياء التي تضررت بالعمليات الحربية، مع إيلاء اهتمامٍ خاص بأسر الشهداء والمضحين والجرحى ورعاية النازحين، ودعا الى مناهضة العنف ضد المرأة، وعدم التجاوز على حقوقها باستهلاك تجارب مستوردة اثبتت فشلها، والاهتمام بجيل الحرية ورعايته، وتوفير الفرص الجيدة لابراز ابداعاتهم ليسهموا في رسم مستقبل العراق الجديد. والتأكيد على اهمية دور الاعلام والجهات السياسية بعيدا عن حملات التسقيط الأخلاقي والسياسي».
ودعا حمودي لـ «الالتزام الكامل بحفظ سيادة العراق ورفض أي محاولة لخرقها»، مطالبا الحكومة بـ»إيلاء موضوع تسليح القوات الامنية بجميع صنوفها اهمية كبيرة، وإلى إعادة النظر في تواجد القوات الأجنبية على الأراضي العراقية، وتحديد مهامها وعددها وأماكن تواجدها وفترة بقائها والجهة المشرفة عليها، ورفض أي تدخل منها في الشأن الداخلي».
ووجه حمودي الدعوة لوزير الصحة بـ»سحب استقالته وبناء وزارة بعيدة عن الفساد»، فيما اعرب عن «اسفه لطريقة تعامل الأجهزة الأمنية مع حملة الشهادات العليا ويدعو لاستثمار طاقاتهم».
 
تضحيات كبيرة
من جانبه، قال القيادي في المجلس الاعلى جلال الدين الصغير، لـ»الصباح»: إن ذكرى تأسيس المجلس تاتي تذكيرا بطبيعة المبادئ والتضحيات التي قدمها المجلس الاعلى، مبينا ان التذكير بهذه الايام العظيمة له دوافع من التحفيز لاعادة الملفات الاساسية التي ترتبط بخدمة المواطن من دون محاصصة.
وأضاف الصغير أن المجلس الاعلى ينتهز هذه المناسبة لطرح رؤيته لما يجري داخل العراق على مستوى الاداء الحكومي واداء الاحزاب وطبيعة العلاقة مع المؤسسات الشعبية اضافة الى طبيعة المخاضات التي يواجهها العراق، لافتاً إلى أن المجلس هو الخيمة التي تجمع كل اطياف الشعب العراقي ومن كل المكونات.
في حين هنأ النائب عن كتلة الفتح النيابية احمد الكناني المجلس الاعلى بهذه المناسبة، مؤكداً، في حديث لـ»الصباح»، ان المجلس الاعلى له بصمة في تاريخ العراق الحديث.
واضاف الكناني ان المجلس الاعلى تصدى للنظام المباد وقدم الكثير من التضحيات اضافة إلى مساهمته الفاعلة في العملية السياسية.
من جهتها أكدت رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني فيان صبري ان اهمية هذه الذكرى تكمن في التضحيات الكبيرة التي قدمها المجلس الاعلى، لافتة إلى أن دماء أبناء المجلس اختلطت بدماء البيشمركة في الدفاع عن العراق.
وأوضحت لـ»الصباح» ان المجلس الاعلى والبيشمركة قارعا النظام المباد معا وفي الحرب ضد عصابات داعش لذلك سنستمر معا في معركة البناء والاعمار.
في غضون ذلك، عدت رئيس كتلة المواطن النيابية سناء الموسوي ذكرى التأسيس تجديداً لعهد قيادات المجلس في المضي على المبادئ نفسها التي زرعها واسسها شهيد المحراب محمد باقر الحكيم.
واضافت الموسوي لـ»الصباح» ان المجلس الاعلى ماض في الدفاع عن العراق والمطالبة بالعيش الكريم للمواطنين وتطبيق الدستور، داعية المكونات السياسية إلى التعاون في بناء العراق.