يهدي فريال حسين عصاه المكسورة

الصفحة الاخيرة 2019/10/01
...

بغداد / فاطمة رحمة
 
عند توقف الحرب العراقية الايرانية، زار الروائي ألبرتو مورافيا، ايران ثم العراق، بصفته كاتبا يساريا ورئيس مجلس السلم والتضامن العالمي وصاحب محطة تلفزيون وصحيفة ايطالية.
قالت المذيعة الرائدة فريال حسين: "كان مورافيا  يزور البلدان مابعد الحروب، فزار ايران وبعدها العراق بدعوة من وزارة الثقافة والاعلام آنذاك ومعه فريق من مصور ومخرج، مكث في العراق اسبوعين، كنت مرافقة له خلالهما" مؤكدة: "مرافقتي له ارعبتني واسعدتني في الوقت نفسه.. الخطورة من جانب مرافقة المخابرات لنا في كل اللقاءات، وهو لا يعرف شيئا عن جو العراق المخابراتي، خاصة بالنسبة للأجانب، وهو يسأل اسئلة لا استطيع الإجابة عليها، امام أحد؛ كونها عن وضع العراق؛ فأجيبه بكلمة: "لا تعليق" فهم منها مقدار حرجي! طالبا مني الخروج معا الى حديقة الفندق.. فندق المنصور ميليا".
وأضافت "كلما جلسنا احاول ان اوصل له معاناة الشعب العراقي من ظلم الطاغية صدام.. نتجاذب الحديث ساعة. 
بهدف نقل مأساتنا تحت نظام جائر دكتاتوري، وما اصاب عائلتي والشباب الذين يعذبون ويقتلون بسبب افكار مشروعة من حق اي انسان ان يعتنقها، كما انه نقل لي معلومات عن زيارته الى ايران ومعاناة الشعب من الحرب" متابعة: "المؤلم عندما طلب الذهاب الى البصرة.. وتحديدا الفاو، هذه المنطقة بمثابة مقبرة، دخلنا جامعا مهدما.. كان تجمعا للجنود الإيرانيين، وبقايا مقتنياتهم.. احذية ورز والرشده التي تشبه الشعرية، وأحذية اطفال، احد المرافقين من جهاز الامن طلب مني إخبار مورافيا: ان الايرانيين اشرار قصفوا هذا المكان المقدس للصلاة! فاجاب: لا قدسية في الحروب".
وأضافت فريال حسين: "آخر محطة له البصرة، احتفلنا بتوديعه في فندق شيراتون البصرة؛ فاهداني اعز ما يملك.. عصاه التي رافقته ستين عاما.. انكسرت أثناء تجوالنا في البصرة".