الدوحة /علي النعيمي
نظمت بعثة منتخبنا الأولمبي لكرة القدم يوم أمس في فندق روتانا سيتي سنتر مقر اقامتها على هامش المعسكر التدريبي المقام حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، ورشة عمل رياضية بعنوان «علاقة الدماغ برفع الأداء الرياضي» والموجهة للاعبي فريقنا الكروي وطاقمه التدريبي، ألقاها عليهم المحاضر في أكاديمية أسباير للتفوق الرياضي الدكتور جميل بابلي لمناقشة كيفية تنمية العقل عبر تعديل السلوك في الملعب لحظة التصرف واتخاذ القرار بغية الوصول إلى قمة الأداء.
وقال الدكتور بابلي في تصريح خص به «الصباح الرياضي» عقب تكريمه من إدارة وفدنا بعد الانتهاء من محاضرته القيمة أنه: « سعيد بالتواجد مع المنتخبات العراقية التي طالما صالت وجالت في الملاعب العربية والآسيوية وكان اللاعب العراقي منذ عقود نموذجاً فريداً في العطاء والتفوق على ذاته في أصعب المحن والظروف وأنه يأمل بل على يقين ان الجيل الحالي من لاعبي الأولمبي سيكونون امتداداً طبيعيا للأجيال السابقة».
وأضاف ان « التكنولوجيا تقدمت كثيراً في مجال الأبحاث والتطبيقات الأكاديمية لاسيما في مجال علوم أبحاث الدماغ وعلاقتها بتعديل سلوك الرياضي ورفع الأداء والتأثير إيجاباً في مردودهم الفني وعطائهم في الملعب “، مبينا أن « تكنولوجيا حديثة مطبقة في اميركا واوروبا أسهمت بشكل مباشر في تحليل إشارات الدماغ وارتقت كثيرا ً بتوازن اللاعب النفسي وطورت من تركيزه خلال التطبيقات العملية».
واكد ان “الأبحاث الأخيرة اشارت بوضوح الى ان الاهتمام بالنوم العميق والغذاء الصحي يؤدي الى تطوير الانتباه لدى اللاعب ويسهم بتعزيز الذاكرة والثبات الانفعالي وبالتالي يقوده الى قمة الأداء والذكاء الذهني والبدني ويضعه على طريق الإبداع».
ولفت الى ان « أشهر رياضيي العالم حاليا على غرار فيدرر و رونالدو وميسي ينامون أكثر من 12 ساعة يوميا ويتبعون أنظمة غذاء مثالية كذلك يمارسون بشكل منتظم تمارين التنفس العميق والاسترخاء الذهني والتأمل في الصور الايجابية والتخيل العقلي على غرار الفوز وتحقيق الانتصارات عن طريق التحكم بأمواج الدماغ الخمس وهي « دلتا، وثيتا والفا، وبيتا وجاما وهنا يكمن الذكاء والإبداع وسوف يميزهم عن اقرانهم اللاعبين والرياضيين “.
واشار الى ان « خبراء الطب النفسي والسيكولوجي في إيطاليا لم يفوتوا لحظة الانهيار الذهني والتشتت العصبي الذي أصاب لاعبي أي سي ميلان خلال مباراتهم أمام ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا في العام 2005 بعد تقدمهم بثلاثة أهداف ومن ثم التعادل وخسارة اللقاء بركلات الجزاء واستعانوا بخبرات أميركية من اجل تحليل السلوك النفسي للاعبي الروسونيري الذين كانوا يشكلون الركائز الأساسية في المنتخب الايطالي وبعد سنة واحدة فقط فاز الازوري ببطولة كأس العالم في العام 2006 وقد اجتهد العلماء عن طريق مجموعة من الاختبارات بواسطة الالعاب الكترونية كانت تهدف الى التلاعب بـ أمواج الدماغ التي تحفز على الأشياء الايجابية وتمنع عنه الأمور السلبية».
بدوره، رأى مدرب المنتخب الأولمبي عبد الغني شهد أن « هذه المحاضرة مهمة وقدم فيها الدكتور بابلي معلومات كثيرة وقد اسهمت كثيرا في زيادة الجوانب التربوية والنفسية لتعديل السلوك الرياضي وضبطه اتجاه الانفعالات والتحكم بردة الفعل العفوية بشكل إيجابي بغية والوصول الى الإنجاز، وقد لمس تفاعلاً كبيراً بين اللاعبين مع المحاضر بشكل فعال اذ دارت العديد من المناقشات التفاعلية والتطبيقية».
وشدد على ان «اللاعب العراقي بحاجة الى جرعات تثقيفية وأن تلك الأمور غير متوفرة في أنديتنا المحلية وان ما نشاهده في كثرة اعتراضاته على قرارات الحكم وانفعالات المدربين العصبية المبالغ فيها من قبل اللاعبين سببه غياب الورش العملية الدورية من اجل تثقيف المدربين واللاعبين والإداريين معا “.