سامر المشعل
اسدل الستار على مهرجان “ عراقيات “ الذي اقيم في بيروت على مدى اسبوع كامل، والذي نظمته مؤسسة “ روز لوكسمبورغ “ الالمانية بالتعاون مع دار النمر للثقافة والفنون.. جاء هذا المهرجان كتحية للفن العراقي، بتقديم عروض فنية ثقافية متنوعة.
حقيقة فوجئت بمستوى التنظيم العالي لمفردات المهرجان ودقة انتقاء العروض الفنية التي تنم عن ذوق عال، فكان “ عراقيات “ لقاء عراقي نادر مثل اجيالاً مختلفة من الفنانين والمثقفين الذين تنافسوا على تقديم الصورة الامثل للفن العراقي.
يعود الفضل في اختيارات العروض الى المنسقة والقيمة على المهرجان رشا صلاح وادارتها الناجحة للفعاليات بذوق عال وتنظيم متقن ودقيق فقد جمعت الفنانين العراقيين من بلدان متفرقة من بغداد ولندن وبلجيكا والدنمارك.. في خيط الابداع العراقي، الذي اشرق بعروض فنية في سماء بيروت، ستظل عالقة في مخيلة من شاهدها.. فكان اسبوعاً ثقافياً عراقياً بامتياز حقق الغرض من اقامته.
أكدت المشرفة على المهرجان رشا صلاح في جميع لقاءاتها، بأن هذا المهرجان الذي اقيم في بيروت هو نيابة عن كل العواصم العربية، الغاية منه ان يتعرف الجمهور العربي على الفن العراقي الراهن ومد الجسور الثقافية بين العراق والبلدان العربية، فمنذ زمن طويل لانرى في الاعلام غير صورة المعارك والخراب والصراع السياسي، واهملنا الجانب الفني والثقافي المتوهج بالابداع دوماً عند العراقيين.
تضمن مهرجان “ عراقيات “ معرضاً للفنان عادل عابدين بعنوان “ العودة الى المستقبل “ وقراءات لمحمود درويش بصوت الشاعرة والممثلة رائدة طه، جاءت بمثابة تحية من فلسطين الى العراق، ومحاضرة للشاعر والروائي سنان أنطوان بعنوان “ سيرة الماء : ذاكرة النص “. ليتأمل الحضور العمل النحتي “ الروح الجريحة “ للفنان التشكيلي ضياء العزاوي مع محاضرة اوجز فيها تجربته الفنية.
وكانت حصة الاسد من منهاج المهرجان للسينما العراقية ولعل ابرز العروض كانت للمخرج سمير جمال الدين بفيلم “ بغداد في خيالي “ في عرضه الاول، الى جانب افلام للمخرجين: محمد الدراجي وضياء جودة وبارين جدو وعادل خالد وغيرهم.
كانت لي في ختام المهرجان محاضرة عن تاريخ الاغنية العراقية مع نماذج سماع لكل حقبة زمنية من سفر رحلة الاغنية العراقية وبيان مدى عمقها وتأثيرها في المستمع العراقي والعربي.. ليكون الملحن الكبير كوكب حمزة مسك ختام تلك الليلة المضيئة بالدهشة، الذي اطرب الحضور بصوته ببعض مختاراته الغنائية.