يستذكر المؤرخون والباحثون في الشأن الموسيقي المطرب الريفي خضير حسن ناصرية الذي ترك بصمة واضحة ومؤثرة في مسيرة الغناء الريفي العراقي مطلع عشرينيات القرن الماضي، وقد اطلق عليه لقب
{ مفطورة } ليتأثر بغنائه العديد من مطربي الغناء الريفي العراقي ومنهم داخل حسن، حضيري ابو عزيز وناصر حكيم، بعد ان قلدوا لونه المميز والشجي وهو طور « الشطيت « الذي ابتكره وتميز به.
اثر المطرب الريفي خضير حسن ناصرية في العديد من الاجيال الغنائية ومنهم المطرب ضياء الشطري 1962 خريج معهد المعلمين في ميسان، والذي تحدث عن رحلته مع المطرب خضير ناصرية قائلاً:» كنت صغير عندما تأثرت بصوته وطريقة غنائه والطور الغنائي الذي ابتكره، ليستمع لغنائي الملحن كاظم فندي والفنان الراحل عبدالمطلب السنيد ليختارني من اجل ان اجسد شخصية
خضير ناصرية من خلال مسرحية « ربيع الدبس « اخراج زيدون داخل لأشارك بعدها الفنان السنيد بأداء شخصية مفطورة من خلال المسلسل الاذاعي الطويل
« درب الحطابات « الذي تحدث عبر حلقاته الثلاثين عن رحلة خضير ناصرية والمحطات الاجتماعية والعاطفية التي مر بها وصولاً الى وفاته العام 1931 وقد بثته شبكة الاعلام العراقي من خلال قسم الدراما الاذاعية العام 2014 ليطلب منه الذين استمعوا لأحداث المسلسل ان يعيد كتابته تلفزيونياً، ولكن مع الأسف ظل
هذا العمل الدرامي حبيس الرفوف منذ اكثر من خمس سنوات ومن هنا اناشد القائمين على الدراما التلفزيونية باعادة الحياة اليه لتظهر هذه الشخصية الغنائية على شاشة
التلفزيون».
ويتابع الشطري « رغم اشتراكي بالكثير من اعمال الدراما ومنها مسلسل « فدعة « اخراج هاشم ابو عراق وفيلم « بغداد خارج بغداد» اخراج قاسم حول، الا اني مازلت اسعى لاعادة تقديم هذه الشخصية الفنية المؤثرة بابداعها وبسلوكها العام على شاشة التلفزيون، بعد غياب اكثر من
تسعين عاماً”.
وعن تسمية هذا اللون من الغناء بطور «الشطيت « اوضح الشطري تمت تسميته من كلمة « شط يشط « اي بمعنى يخرج عن المقام الذي يغني به، فهو نوع من الابوذية ويعد هذا الطور احد انواع الغناء العراقي الصعب الذي لا يستطيع الكثيرون ممن غنوا الغناء الريفي ان يقلدوه مهما كانت قوة
صوتهم .