تواصل التظاهرات في لبنان وانتشار أمني واسع

الرياضة 2019/10/26
...

بيروت / وكالات
 
دخلت الاحتجاجات الشعبية في لبنان يومها العاشر، ترافقها محاولات حثيثة من قوى الأمن والجيش لفتح الطرق، في مواجهة إصرار المتظاهرين على استمرار قطع الطرق ومواصلة الاحتجاج. وسجل اليوم العاشر امس السبت وقوع صدامات بين قوى الأمن والمتظاهرين عند جسر الرينغ إلى الشرق من العاصمة بيروت. بدوره غرّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر حسابه على تويتر: "تسعة أيام وأكثر من نصف الشعب اللبناني في الشوارع يصرخ ولا من يسمع ولا من يتجاوب. هل من فضيحة ولا مبالاة وانقطاع مع الناس أكثر من ذلك؟".
 
من جانبه جدد الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان Fenasol،  
"الدعوة إلى الاستمرار والمشاركة بالإضراب العام والتحركات الشعبية في جميع المناطق. كما طالب الأجهزة الأمنية بحماية أمن المتظاهرين وسلامتهم، وبوقف التحريض عليهم".
 
استقالة نواب 
ومن تداعيات التظاهرات أعلن النائبان نعمة أفرام وشامل روكز أنّهما باتا خارج تكتل "لبنان القوي" الذي شكله حزب "التيار الوطني الحر" الموالي لرئيس الجمهورية ميشال عون. 
وقال أفرام: "أؤيد مطالب اللبنانيين وأشكرهم لأنهم أظهروا لنا أجمل صورة للبنان"، وأردف: "منذ فترة اتخذت مواقف متميّزة عن مواقف التكتل الذي أنتمي إليه ولا أوافق على طريقة معالجة الأزمة من خلال الورقة الإصلاحية، لذلك أطالب باستقالة الحكومة".
واعتبر أفرام أنه يجب الاستجابة لمطالب الشارع بسرعة وتشكيل حكومة بأسرع وقت لإعادة الثقة ليس فقط من قبل اللبنانيين وإنما من الخارج أيضا، مضيفا: "علينا أن نعرف أين ذهبت الأموال وعلام صرفت ونحن متأخرون جدا بسبب المشاكل السياسية".
أما الجنرال شامل روكز صهر رئيس الجمهورية الذي قاد قوات "المغاوير" في الجيش اللبناني قبل تقاعده، فقال من جهته: "لا أجتمع مع هذا التكتل منذ الموازنة ومنذ المس بحقوق العسكريين".
 
حسن نصر الله
بدوره رفض الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إسقاط الرئيس أو استقالة الحكومة أو إجراء انتخابات نيابية مبكرة في الوقت الراهن في لبنان.
وحذر في كلمة متلفزة من مخاطر الفراغ الدستوري واثره في سير الحياة اليومية في لبنان.
 
حديث الصحافة
وفي سياق الحديث عن موقف حزب الله من الساحة اللبنانية أكدت وكالة "بلومبرغ" أن دول الخليج، نأت بنفسها عن الاضطرابات الحالية في لبنان ولم تستجب لمطالب رئيس وزرائه سعد الحريري لمنح بيروت تمويلا إضافيا قبيل اندلاع الأزمة.
ونقلت الوكالة عن مصادرها أن مساعي الحريري للحصول على تمويل إضافي من الخليج قبيل بدء الاحتجاجات في لبنان باءت بالفشل، بسبب مخاوف الدول الإقليمية من أن تقع هذه الأموال في أيدي "حزب الله" في نهاية المطاف.
وذكرت مصادر "بلومبرغ" أن الحريري قبل عدة أسابيع زار أبوظبي لكنه لم يحصل هناك على الدعم المنشود، ما يختلف عن طريقة تعامل دول الخليج مع الأزمة السياسية في السودان في وقت سابق من العام الجاري، إذ وعدت الإمارات والسعودية بدفع ثلاثة مليارات دولار لمنع انزلاق السودان إلى الفوضى.
ولفتت "بلومبرغ" إلى أن السعودية والإمارات والكويت التي لعبت حتى الآونة الأخيرة دورا محوريا في دعم الاقتصاد اللبناني الهش، تمتنع الآن بشكل ممنهج عن الانخراط في الأزمة الحالية مكتفية بإصدار بيانات عادية في مثل هذه الحالات تدعو إلى التهدئة.
وأضافت الوكالة أن هذا الموقف جاء لسببين أولهما أن حكومة الحريري لم تجر أيا من الإصلاحات التي حثها عليها المانحون في مؤتمر 2018، وثانيهما تعزيز "حزب الله" نفوذه في البلاد.  
وأشار أحد المطلعين إلى أن الحكومات الخليجية لم تتخل عن لبنان ولا تزال مستعدة لمساعدة أي حكومة في بيروت ستصبح شريكا موثوقا في تطبيق الإصلاحات الجدية   .