شهد يوم امس اشتباكاً بين وحدات من الجيش السوري وقوات تركية على الحدود بين البلدين، بالتوازي مع تواصل انتشار هذه وحدات بالقرب من المناطق الحدودية ودخولها بلدات جديدة. وسبق ذلك اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات موالية لأنقرة بدعم من الطيران التركي ومقاتلين أكراد هناك، بينما تزامنت هذه الاحداث مع ارسال روسيا عشرات العربات المدرعة إلى سوريا، واعلان وزير الدفاع الأميركي ان بلاده تعتزم اتخاذ تدابير لتعزيز موقعها في منطقة دير الزور الى جانب الانتشار في محافظة الحسكة للسيطرة على حقول النفط.
تقدم الجيش السوري
وأفادت كالة الانباء السورية «سانا» بأن وحدات من الجيش السوري خاضت امس الاحد اشتباكات ضد قوات تركية في ريف مدينة رأس العين على الحدود بين البلدين.
وبحسب الوكالة ، سيطرت وحدات من الجيش السوري على 4 قرى جديدة في ريف رأس العين الجنوبي الشرقي شمال غرب الحسكة وهي «أم حرملة، وباب الخير، وأم عشبة، والأسدية» وقلصت المسافة باتجاه الحدود التركية إلى 3 كم.
وبحسب وكالة رويترز.. قتل جندي تركي وأصيب آخر في بلدة تل أبيض الحدودية في سوريا بعد هجوم شنه مقاتلون أكراد على الرغم من وقف إطلاق النار المتفق عليه لمدة خمسة أيام. وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان لها، إن الهجوم على الجنود الأتراك الذين يقومون بمهمة استطلاع ومراقبة في المدينة كان موضوع انتقام من الجانب التركي، مؤكدة أن الهجوم تم الرد عليه. وكانت طلائع الجيش السوري دخلت أمس الاول السبت إلى بلدتين محاذيتين للشريط الحدودي بين سوريا وتركيا. وقال مراسل وكالة “سبوتنيك” في محافظة الحسكة: ان وحدات من الجيش السوري دخلت الى وسط بلدة (أبو راسين) بريف رأس العين الشرقي على التوازي مع توجه وحدات أخرى إلى بلدة الكسرة التي تبعد نحو 5 كم من الشريط الحدودي السوري التركي، وكلا البلدتين تتبعان إداريا لمدينة رأس العين.
اشتباكات عنيفة
كما اندلعت اشتباكات عنيفة مساء امس الاول السبت بين فصائل سورية موالية لأنقرة بدعم من الطيران التركي ومقاتلين أكراد سوريين في مناطق شمال شرق سوريا، ما أسفر عن سقوط 15 قتيلا من الجانبين. وتأتي هذه الاشتباكات في خرق لاتفاق توصلت إليه تركيا وروسيا الثلاثاء الماضي يقضي بوقف إطلاق النار في تلك المناطق وانسحاب القوات الكردية منها في مهلة تنتهي الثلاثاء المقبل.
أفاد المرصد السوري بإن “المعارك تحصل في مناطق واقعة بين مدينتي تل تمر ورأس العين وان اشتباكات عنيفة تدور على ثلاثة محاور في منطقتي “باب الخير” و”مريكيز” التابعتين لبلدة “أبو راسين”، إضافة إلى اشتباكات وقصف عنيف في قرية “الداودية” الواقعة على طريق رأس العين-تل تمر.
كما أشار المرصد إلى دخول قوات الحكومة السورية بلدة “أبو راسين” الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، تزامنا مع الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين قوات سوريا الديمقراطية من جانب والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب آخر.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الماضي في منتجع سوتشي، نصّ على أن موسكو “ستسهل سحب” عناصر الوحدات الكردية وأسلحتهم من منطقة تمتد حتى بعد 30 كلم من الحدود مع تركيا. وتنتهي المهلة المحددة لذلك بموجب الاتفاق الثلاثاء المقبل الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (15,00 ت غ).
ارسال مدرعات روسية
بدورها قامت وزارة الدفاع الروسية بارسال عشرات العربات المدرعة من طراز “تيغر” و”تايفون-أو” للشرطة العسكرية في قاعدة حميميم الجوية في سوريا. والتي كانت اكدت في وقت سابق، وصول نحو 300 من رجال الشرطة العسكرية الروسية الى سوريا للمساعدة في سحب القوات الكردية من الحدود مع تركيا. واوضحت الوزارة انه تم ارسال العشرات من العربات المدرعة على متن طائرات النقل العسكرية “إيل-76” إلى القاعدة الجوية حميميم في سوريا، حيث ستقوم الشرطة العسكرية الروسية بمهام خاصة على الحدود السورية التركية باستخدامها. كما تم إرسال مركبات مدرعة من طراز “تيغر” و”تايفون-أو” إلى سوريا من المطارات العسكرية في منطقة روستوف وإقليم كراسنودار. وتجدر الإشارة إلى أن المركبات المدرعة مصممة لنقل الأفراد وتثبيت مختلف المعدات أو أنظمة الأسلحة، ومجهزة بنظام إدارة المعلومات، وتكييف الهواء، واكدت الوزارة ان الشرطة العسكرية قد بدأت بالفعل في المساعدة لضمان سلامة السكان.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، توصلت تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق بشأن انسحاب الوحدات الكردية من منطقة بطول 120 كلم بين تل أبيض ورأس العين في أعقاب العملية العسكرية التركية التي انطلقت في 9 تشرين الأول الحالي في عمق الاراضي السورية.
اميركا والنفط السوري
الى ذلك كشف وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر عن ان بلاده تعتزم اتخاذ تدابير لتعزيز موقعها في منطقة دير الزور السورية، تزامنا مع دخول رتل من 13 الية اميركية الحدود السورية في محافظة الحسكة للانتشار في حقول النفط. بحسب مراسلة قناة
الميادين.
يأتي ذلك بعد تأكيد وزير الدفاع الأميركي، بالقول: نحن نغادر شمال شرق سوريا وفقاً لقرار الرئيس دونالد ترامب، لكننا نخطط دائماً للاحتفاظ ببعض السيطرات». وأضاف «نحن ندرس الآن كيف يمكننا نقل القوات في المنطقة لضمان سلامة حقول النفط، فنحن الآن نتخذ بعض الإجراءات لتعزيز مواقعنا في دير الزور لمنع وصول داعش الإرهابي إلى حقول النفط، وان جميع القوات الأميركية الأخرى ستعود إلى الوطن لكن تفاصيل هذه الإجراءات.. لن أفصح عنها الآن». وفي ختام محادثات وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي»ناتو» في بروكسل، أعلن إسبر أنه تباحث مع نظيرته الألمانية أنيغريت كرامب-كارنباور في فكرة إنشاء منطقة آمنة دولية في شمال سوريا، مشيراً إلى أن واشنطن لم تنظر بعد في إرسال قوات برية أميركية ضمن إطار هذه المبادرة.