كشفت محافظة ذي قار عن وصول نسب اغمار مناطق الاهوار الى مستويات غير مسبوقة نتيجة تحسن الاطلاقات المائية، في وقت اكدت فيه منظمة “طبيعة العراق” وصول أصناف من الطيور المهاجرة من مختلف البلدان الأوروبية الى هذه المناطق. 

وقال مدير مركز انعاش الاهوار في ذي قار عدنان عبد الله في تصريح لـ”الصباح”: ان تصاريف المياه غير المسبوقة لهذا العام اسهمت في تحسن الوضع المائي بشكل جيد خصوصا ان مساحات واسعة من الاهوار قد غمرت وتغيرت نوعية مياهها نحو الافضل مع ظهور نباتات كانت مختفية سابقا، مبينا أن نسبة الاغمار بلغت 85 بالمئة من المساحات المؤهلة للاغمار، اذ تبلغ مساحة هور الحمّار المؤهل للاغمار 1200 كيلو متر مربع والاهوار الوسطى المؤهلة للاغمار التي تمتد لمحافظات ذي قار والبصرة وميسان تصل 2235 كيلومترا مربعا.   

وفي السياق نفسه، لفت مسؤول منظمة” طبيعة العراق” المهتمة بشؤون الاهوار جاسم الاسدي في تصريح لـ”الصباح” الى وصول أصناف من الطيور المهاجرة من مختلف البلدان الأوروبية الى مناطق الاهوار، اذ بدأت هجرة الطيور من الدول الباردة (سيبيريا، الدول الاسكندنافية وبريطانيا الى العراق الذي يعد من الدول الغنية نسبيا بالتنوع الاحيائي وخصوصا الطيور، فضلا عن مجموعة من المقومات التي ادت الى ان تكون هذه البقعة ملاذا للعديد من انواع الطيور المختلفة واهمها موقع البلاد على اكثر من خط رئيس لهجرتها من سيبريا وغرب اوروبا.

ونوه بان الطيور الصغيرة منها تتجنب العبور الى المسطحات المائية الواسعة في البحار، ووقوع العراق في الشريط الدافئ العرضي ما بين المناطق الباردة الشمالية والحارة في الجنوب ما من شأنه ان يكون هناك تنوع في الطيور.

وزاد ان المسطحات المائية الاهوارية في العراق تضم عددا ليس بالقليل من الطيور المهددة عالميا بالانقراض او التي لا تتواجد سوى في هذه المنطقة من العالم لذلك جعلت منها منطقة فريدة في هذا الموسم مع قدوم الطيور وان المسطحات المائية حاليا في اوج ازدهارها.

واشار الاسدي الى ان منسوب المياه في اهوار الجبايش بلغ 160 سم وهو منسوب عال مقارنة ببقية الاعوام الماضية، ما يعني وجود مسطحات كبيرة ومناطق ضحلة تمكن الطيور من التواجد فيها.