استذكارات

الصفحة الاخيرة 2019/10/29
...

حسن العاني 
 

● يحتفظ تاريخ العراق الحديث بسجل حافل لما عرف بوثبة كانون 1948، ومن يرجع الى هذه الحادثة سيعجب اشد العجب للتغطية العظيمة التي حظيت بها هذه الوثبة حتى جعلت منها السارية الاعلى والراية الاسمى في مسار النضال العراقي، ويكفي ان نعود الى ما كتب حولها من مقالات ودراسات وتحليلات وقصائد لكي نعرف اهمية تلك الوثبة او الانتفاضة، وقبل ذلك اهمية الشعب العراقي وبطولاته الفذة، ومع ذلك فالوثائق تخبرنا ان عدد الشهداء بلغ ثلاثة مواطنين، وان دماء هؤلاء الثلاثة اجبرت رئيس الوزراء صالح جبر وحكومته على الاستقالة!!
● في عام 1966 على ما أظن زرتُ قضاء حصيبة (اقصى مدينة في محافظة الانبار على الحدود العراقية – السورية، وذلك في اطار جولة صحفية ابتدعتها مجلة "الف باء" للكتابة عن مدن العراق)، وقد اثار انتباهي وجود واسطة نقل صغيرة مؤلفة من ثلاث عجلات، ولان مركز القضاء ليس كبيراً فقد كانت هذه المركبة تفي بالغرض، خاصة وان مهماتها تقتصر بصورة عامة على نقل البضائع بشتى انواعها بين (الاسواق الكبيرة او المحال والعلاوي) وبين دكاكين المفرد، او بين تلك الدكاكين او المحال التجارية وبين المنازل.. ولعل اغرب ما استوقفني في تلك الوسائط هو اسمها (الطرطورة)، وفهمت ان هذه التسمية كما اخبروني تم ابتكارها من الصوت الذي يرافق تلك المركبات في اثناء سيرها.
بعد اكثر من عشر سنوات على ما أذكر، بدأ الشارع البغدادي يشهد حضوراً بسيطاً لوسائط النقل هذه، ومع تعاظم اعداد الخريجين وتراجع التعيينات الى حد التوقف، تحولت هذه المركبات الى ظاهرة، وانتقل الحديث عنها من لغة (العشرات) الى لغة (المئات)، ومع الايام تطورت صناعتها واشكالها، ويلاحظ انها تجاوزت التسمية المحلية المعروفة في (حصيبة)، بل تجاوزت التسمية المصرية لها (تك تك) الى اسم احلى واكثر رومانسية (ستوتة).. على ان التحول، او التطور الاكثر اهمية في مسيرة الستوتة، يتمثل في ان (سواقها) الفقراء المعدمين لم يكتفوا بتوظيفها لنقل الحاجيات والبضائع والمواطنين، وانما وظفوها كذلك ايام التظاهرات التي شهدتها ساحات بغداد في تشرين الاول 2019، الى نقل اي متظاهر قد يتعرض الى التعب والاجهاد او الاذى او الاختناق بسبب الغازات المسيلة للدموع الى اقرب مستشفى و.. بالمجان!
● عبد المحسن السعدون: اتهمه برلماني يزايد على وطنية الاخرين بالعمالة، فجُنّ جنونه وعاد الى بيته وكتب رسالة الى ابنه ثم انتحر .. نوري السعيد: كشفت السفارة البريطانية بعد مرور عشرين سنة على سقوط النظام الملكي، إن السعيد حين لا يكون في الوزارة يستدين من اصدقائه، وانها لا تستطيع اعانته بدينار واحد لأنه كان سيقيم الدنيا على رأسها برغم العلاقة الوطيدة بينه وبين بريطانيا .. عبد الكريم قاسم: حين تم اعدام هذا الرئيس الوطني من دون محاكمة عثروا في جيبه على (دينار ونصف فقط)!!.. عبد الرحمن محمد عارف : رئيس متدين من رجالات الكرخ ومحلاتها الشعبية، كان قبل موعد الراتب بخمسة ايام يضطر الى الاقتراض من افراد حمايته لكي يتدبر مصروف البيت و.. وسواء اتفقنا مع سياساتهم ام اختلفنا فانهم عناوين للنزاهة ولشرف العراقيين الاصلاء...