بغداد/ رشا عباس
" آشور ارث حضاري" عنوان المعرض الشخصي الحادي عشر للفنان سلطان عبد الحميد الذي افتتح امس الاول الاثنين، على قاعة الفنون العامة بوزارة الثقافة.
ضم المعرض 30 لوحة فنية، تمثل مدينة آشور الحضارية والخرائط والمباني التي كانت موجودة في القلعة استحضرها الفنان في اعماله وبمساعدة الآثاريين، بحسب صاحب المعرض عبد الحميد ، معبراً عن سعادته وهو يجمع آثار وازياء وعادات وتقاليد اولى العواصم التاريخية.
وقال عبد الحميد " منذ الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي عمل عدد من المنقبين في العراق على ايجاد بعض اسس هذه المدينة التي كانت كنوزها مندثرة تحت الارض وعملوا منها تخطيطات وبمساعدتهم استطعت ان احول تلك المخطوطات الى لوحات ضمن السياق المعين، محافظاً على تاريخها وألوانها بهدف جعلها وثيقة للاجيال يتعرفون من خلالها على بدايات هذه المدينة شبه المنسية في الوقت الحاضر، داعياً الجهات المعنية والفنانين الى توثيق التاريخ من خلال مختلف الفنون ووضعه امام المتلقي".
وزير الثقافة والسياحة والآثار د. عبد الامير الحمداني خلال افتتاح المعرض اشار الى أن "لمسات الفنان سلطان عبد الحميد واضحة في تبسيط وتقديم الآثار بالشكل الحديث للأجيال وهو احد المذاهب الجديدة في الفنون وذلك باستلهام التراث وتقديمه بشكل مناسب لاستعادة الماضي، فالفن التشكيلي العراقي مليء بمثل هذه المشاهد التي تقدم الآثار والتراث بشكل لائق"، موجهاً دائرة الفنون إلى الاستمرار في هذا النهج ونقل هكذا معارض إلى المتحف العراقي ودائرة الأزياء واقتناء قسم منها من قبل هيئة الآثار لأنها بالفعل قطع فنية فاخرة.
وأعرب الحمداني عن إعجابه بدقة المعلومات العلمية التي وردت في اللوحات المعروضة وطرح اعمال حملت معلومات مهمة ليكون باحثاً وفناناً يحمل ثقافة صلاح الدين والشرقاط وينفذها تحت استشارة الآثاريين المتخصصين بالكتابات القديمة لتقديم إبداعات فنية بصيغة علمية ممتازة.
"اعادة انتاج المتروكات الأثرية في بلاد آشور والمدن ذات العمق الحضاري هي تجربة جديدة وضرورية في انتقالها الى محافظات العراق لجذب انتباه الفنانين التشكيليين لتجسيدها وجعلها وثائق تاريخية،لا سيما بعد اندثارها وتدميرها من قبل الارهاب"، هذا ما يراه رئيس اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ناجح المعموري.
من جانبه، بين الناقد التشكيلي قاسم العزاوي ان "مشهدية الفنان بالتشكيلية والتصميمية التي جسد خلالها شخصيات الملوك والبنى التحتية بأسلوب واقعي كانت مقاربة من الفترة الساحقة لهذه الحضارات التي اندثرت وبقي تأثيرها الجمالي والانساني عالقاً في ذاكرة ابنائها ، تاركة كماً هائلاً من الموجودات، سواء كانت تماثيل او ارقاماً طينية او حرفيات او أختاماً اسطوانية التي هي بداية الطباعة في وادي الرافدين".