قطاع السينما ما زال صامداً

الصفحة الاخيرة 2019/11/04
...

 
 
نيويورك/ أ ف ب
 
يدير جيف لوغان، دور سينما في ولاية داكوتا الجنوبية، منذ عقود، وقد سمع توقعات متشائمة عن مستقبل الشاشة الكبيرة، حتى قبل حلول مرحلة البث التدفقي.
في السبعينيات، كان البعض يرى أنَّ إنشاء محطة "إتش بي أو" الشهيرة بالكابل، سيؤدي إلى نهاية صالات السينما؛ وفعلا تراجع بعدها بيع البطاقات؛ لأن المشتركين في هذه المحطة، يدفعون المال لمشاهدة نتاجات ضخمة وناجحة في بيوتهم.. بعيدا عن قاعات السينما.
لكن مع بروز منافسين لها لم تعد "إتش بي أو" قادرة على طرح الكمية نفسها من الأفلام، وعاد محبو السينما إلى الصالات على ما يستذكر جيف لوغان.
تجربة الكابل فضلا عن وسائل أخرى لمشاهدة الأفلام في المنزل وقد بات بعضها طي النسيان، تفسر محافظة لوغان ومالكي دور سينما آخرين على تفاؤلهم برغم الاستثمارات الضخمة لمجموعات الترفيه الكبيرة في البث التدفقي. ويرى جيف لوغان أنَّ دور السينما ستستمر طالما بقيت جذابة وطالما واظبت الاستديوهات على عرض أفلام جديدة على الشاشة الكبيرة لفترة طويلة كافية قبل توفيرها للعروض المنزلية. ويوضح لوغان: "الناس يريدون الخروج من منازلهم وينبغي أنْ تكون السينما جذابة؛ كي يذهبوا إليها".
وأنفقت دور "بي أند بي ثياترو" أموالاً لترميم صالاتها وبات بإمكانها عرض أعمال بالابعاد الأربعة.
ويوضح نائب رئيسها التنفيذي بروك باغبي، الذي كان جده أحد مؤسسي سلسلة دور السينما هذه، في ميزوري، أن: "الهدف هو في تحويل مشاهدة فيلم في السينما إلى حدث" مؤكداً: "ينبغي القيام باستثمارات وإلا مصيرنا الزوال؛ فطالما نؤمن بصناعة السينما؛ يجب ان نستثمر ملايين الدولارات فيها".
في حين أقفلت دور السينما المستقلة أبوابها؛ لتحل مكانها شبكات واسعة مع قاعات متعددة، لا تظهر الاحصاءات صورة قطاع ينهار؛ فمنذ العام 1987، زاد عدد شاشات السينما في الولايات المتحدة بنسبة 80 % في حين ان بيع البطاقات تضاعف إلى 12 مليار دولار في 2018 بالتزامن مع ازدهار نظام "في اتش اس" واسطوانات "دي في دي" التي باتت الآن بالية، على ما أظهرت بيانات للجمعية الوطنية لمالكي القاعات.
وتعرضت "نتفليكس" لانتقادات لأنها قررت عرض "ذي أيريشمان" لمارتن سكورسيزي بعد 20 يوما فقط على عرضه في الصالات الأميركية أي أقل من نصف الفاصل التقليدي وهو 70 يوماً. ومن التحديات الأخرى التي يواجهها مالكو قاعات السينما هو ارتفاع الكلف المرتبطة بالتكنولوجيا الرقميَّة، التي حلت تدريجاً مكان بكرات الأفلام السابقة؛ فالبث الرقمي حساس جداً على الحرارة وتقلبات قوة التيار الكهربائي.
وقد استمر هذا القطاع أيضا؛ لأن اصطحاب العائلة إلى السينما ما يزال في متناول كثيرين.. او لأنه لا يزال المكان المفضل لبداية علاقة غراميَّة.