تطلعات شبابية

الرياضة 2019/11/05
...

كاظم الطائي

تتعدى احتياجات الفئة الاكثر ديناميكية في المجتمع حدود المتطلبات اليومية وترنو الى معالجات نوعية في العديد من مفاصل حياتها قد لا تتم سريعا في ظل قوانين الامس وتراكمات طويلة من الاهمال والحرمان والصعوبات الجمة التي اوجدتها عقود عديدة من الحروب الخاسرة والحصار المقيت وضياع الفرص وهدر الطاقات والاموال والثروات.
تنمية مدارك الشباب واحتضان مواهبهم وفعالياتهم واستيعاب برامجهم لمسات لابد منها في وضع الخطط اللازمة لتطوير افاق العمل لما تحمله تلك الشريحة من ادوار رائدة لانهم يمثلون النسبة الاعلى بين فئات المجتمع العراقي حسب ما أشارت له نتائج الاحصاءات السكانية والبيانات المترشحة عنها ولا يمكن لوزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية واتحاداتها ضم كامل افرادها بين جنباتها وتحمل مسؤولية الاشراف عليها وبلورة انشطتها وتفعيل مسارها.
في بلدان كثيرة تخصص موارد ضخمة لاستقبال مواهب الصغار والكبار وتهيئة سبل اعداد الشباب في مقتبل العمر لممارسة العابهم وفعالياتهم في مراكز متخصصة او قاعات متعددة الاغراض ومسابح وملاعب تحتضن هؤلاء على مدار العام تحت اشراف معنيين وتجرى سباقات ومنافسات تديم التواصل وترفع من هممهم وتؤشر لميولهم وطموحاتهم المستقبلية وتضعهم في المدار الصحيح وليس بالضرورة ان تكون تلك الفعاليات المنضوية للاولمبية والشباب والبارالمبية والاولمبياد الخاص وغيرها من المسميات تعنى بالتنافس وتحقيق الارقام والمسافات والاوزان والتسابق الفردي والفرقي بل تتعدى ذلك من اجل استيعاب العدد الاكبر وضم اغلب الفئات في برامجها وتتخذ من اهتمامات متفرقة لفئات عمرية سبيلا لدعمها واستيعاب برامجها.
افكار ورؤى واهداف وستراتيجيات ترسم من قبل مختصين واهل معرفة لاحتضان المزيد من الراغبين بممارسة رياضاتهم ومواهبهم بدعم من الوزارة المعنية والاتحادات الرياضية واي اطار ينظم عملها ويرعى انشطتها ويبعدها عن مهاوي ومنزلقات خطيرة وليس ترفا او ضياعا للوقت او هدرا للمال ان يتسابق الناس في بلدان العالم لتمضية فعالياتهم تحت مسميات كثيرة وترصدها الكاميرات في اشهر القنوات الفضائية فهذا سباق للماراثون في لندن وباريس وبيروت وغيرها ومهرجان للالوان في بقاع العالم الاخرى ومطاردات للثيران في حلبات نظامية او في الشوارع وترتفع البالونات الصغيرة والكبيرة تزاحم بعضها البعض في الحدائق والساحات وينظم اخرون فعاليات للمناطيد والطائرات الورقية وعروضا للسيارات القديمة.
الفواكه والخضراوات تدخل هي الاخرى ضمن فعاليات الشعوب مثلما نجد للاصباغ والالوان والرمال والماء والطين حضورا في رسم الابتسامة والمرح بين صفوف مريديها في بلدان كثيرة نتابعها عبر شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي يمضيها الشباب في حلهم وترحالهم لا تنسيهم اهتماماتهم وانشغالاتهم الاخرى في الاعمال والمهن والاختصاصات المتنوعة.
دعوة لاحتضان مبادرات وتطلعات شبابنا الباحث عن فرص عمل ورعاية لمواهبه ومستقبله وتنويع مصادر انشطته حتى وان غاب عنها التنافس، اليس كذلك؟