النوم في «كبسولات» رداً على أزمة السكن في لوس انجليس

الصفحة الاخيرة 2019/11/12
...

 لوس انجليس / أ ف ب
  انتقلت كاي ويلسون للإقامة في لوس أنجليس مدينة أحلامها وهي تعتبر نفسها محظوظة إذ وجدت مسكناً بسعر شقتها الصغيرة الجميلة السابقة في بنسيلفانيا...لكن العلة الوحيدة تكمن في أنها باتت تنام في علبة لا تزيد مساحتها عن ثلاثة أمتار مربعة بسبب أزمة السكن.
تتسع "الكبسولة" المستوحاة من بعض الفنادق اليابانية لسريرها ومقتنياتها القليلة في مجمع يسكنه  فنانون شباب راغبون بغزو هوليوود ويوفر ما لا يقل عن 90 مكاناً للمبيت.
الإيجار ليس بزهيد إذ يكلف حوالي 800 دولار مع الرسوم المختلفة وهو اكثر بقليل مما كانت تدفعه كاي ويلسون (26 عاماً) في مقابل شقة استوديو في بيثليهيم على بعد حوالي مئة كيلومتر شمال فيلادلفيا في شمال شرق الولايات المتحدة.
وتوضح ويلسون "لم يكن بإمكاني أن استأجر شقة كهذه هنا إذ انها تكلف 1300 دولار أو أكثر في الشهر" ففي لوس انجليس تتقاضى الحد الأدنى للأجور أي 13 دولارا في الساعة، فضلاً عن البقشيش المحتمل.
يشدد جيريميا ادلر الذي أسس هذا المجمع السكني قبل ثلاث سنوات على أن هذه "الكبسولات" تكلف نصف متوسط إيجار استوديو تقريباً في لوس انجليس وهي من أغلى مدن الولايات المتحدة بعد نيويورك وسان فرانسيسكو.
وكل غرفة في هذا المجمع يمكنها إيواء ست "كبسولات" وهي كناية عن صندوق عرضه 1,22 متراً وطوله 2,44 متراً تصفها كاي ويلسون بأنها "وثيرة".
وتصميم هذه "الكبسولات" بسيط جداً ويقتصر على سرير وتهوية وقضيب معدني لتعليق الألبسة وبعض الخانات لترتيب الأحذية والمقتنيات الشخصية الأخرى. ويغطي ستار كل هذه الأمور.
وثمة إمكانية لإيجاد غرفة أكبر وأقل كلفة في لوس انجليس من خلال تشارك شقة. إلا ان هذا المجمع يوفر مجموعة من الخدمات المغرية للنزلاء الشباب أصحاب الميول الفنية.
فإلى جانب المبنى الحديث والموقع المناسب، يوفر هذا المجمع قاعة رياضة وحصص رقص واستوديو تسجيل ومحترفاً فنياً، فضلاً عن تولي خدمات التنظيف مجانا.
وترى دانا كاف المهندسة المعمارية والمدينية الاستاذة في جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس (يو سي ال إيه) ان هذا المفهوم يزداد شعبية في المدن الكبيرة التي تواجه نقصا في المساكن إلا أنه حل على المدى القصير فقط.
وتوضح لوكالة فرانس برس "ينبغي تطوير مرحلة واسعة من الحلول لتوفير المساكن. فبالنسبة لي تشارك المساكن والكبسولات هي أعراض لهذه الحاجة العميقة لحلول بديلة".