ناصر الموزاني
تشكل التفرقة الاصولية والمذهبية مبعث قلق على الدول العلمانية الجديدة وهذا يرجع لعوامل متعددة منها سلوكيات بعض الأصوليين القائمة على العنف في مواجهة الاخر، وان الذي يشوه مفهوم الاصولية الدينية هو من خلال مقارنته ووصفه بالإرهاب وأن اكثر التيارات تعرضاً للهجوم والتشويه هي التيارات الاسلامية علماً أن الاسلام دين مبني على التصحيح والاصلاح في الاقتصاد والاعتقاد الثقافي والفكري عبر اعتقاد يضع العلم والعقل في مقدمة بناء الانسان على مفهوم التسامح والعيش المشترك وقبول الاخر واحترام ما يؤمن به من مبادئ أو معتقد ديني وهذا دليل قوة وليس ضعفا وهذا دليل على بناء الوطن على أسس متينة ولابد للإنسان من تجاوز الكبرياء الطائفي والفوقية وان ينظر لأخيه الانسان على أنه ليس هامشيا بل أنسان مثله له حق العيش بسلام على أرض وطنه والاوطان دائماً ما تكون ملكا لكل الشعوب وليست مقتصرة على طائفة معينة ويجب أن تزول كل مربكات التقارب والاصوليات الدينية حتى تبنى الاوطان على أسس حديثة ومتينة بعيدة عن التطرف وهذا ما أشار اليه القرآن والسنة والكتب السماوية الاخرى وليس هناك اي خلل في الاديان بل في فهم الانسان حينئذ يجب ان تكون الشعوب متآخية وليس فيها خاسرون وفائزون رغم ان الخلافات كانت ولاتزال متجذرة في عمق التاريخ البشري وحين نفكر بالمستقبل فان المخاوف يجب أن تكون من أولياتنا وأيضا يجب أن تكون من محفزات الهمم لاستنهاض الشعوب وتقدمها حضارياً من اجل رؤية لآفاق الزمن القادم أما التصدعات والأنظمة الاجتماعية بالتأكيد أنها تقود الى التفرقة والفقر والانهيار حينئذ لابد من وجود آلية للانضواء تحتها حتى نستطيع من خلق مجُتمع متحضر متسامح يؤمن بمبادئ المصالحة الوطنية والقيم الانسانية النبيلة التي أشارت اليها الكتب المقدسة في العصور المظلمة أما التفرقة التي تقود البعض الى قتل الآخر على أسس طائفية أو عرقية بغيضة غالباً ما تكون مبنية على الحقد والتكفير وكأنما الله أوصى اليهم في قتل الناس ولم يقل لهم ((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ))،
أن الوعي وفهم الآخر يقود الى قوة الشعوب وتآخيها على أسس إنسانية متينة ولو سألنا أنفسنا ماذا سيحدث لمجتمعاتنا أذا استمرت في التفرقة وعدم المساواة وظل الفرد يعاني انخفاضا في الأجور الجواب سيكون أن الشعب قد اتخم بالأحقاد التي ستقوده بالنهاية الى الاقتتال وستكون الخسائر كبيرة من الطرفين حينئذ سوف تهزم المؤسسات غير الكفوءة والفئات الممتلئة بالحقد وستربح الجهات الكفوءة، وتعد مسألة التفرقة الدينية والعرقية من أشد عوامل أثارة الخوف على مستقبل الشعوب والأنظمة السياسية وأن مستقبل النجاح على الامد الطويل يجب أن يبنى على أدامة مصلحة الفرد الذاتية في المجتمعات المتقدمة وهذا يتطلب أن تقوم الانظمة باستثمارات طويلة الامد وتشجيع الفرد على العمل من اجل بناء وطنه وفي النهاية أن الاصولية الدينية تقود الشعوب الى الدمار والموت والفقر لذا يجب معالجتها فكرياً في معرفة ما الذي تطلبه النجاح في العصر الجديد ويقود الشعوب الى بر الامان ولو نظرنا الى التظاهرات الحالية هي نتيجة سياسات خاطئة ومتراكمة منذ سنوات تسببت بالأذى للمواطنين ورغم كل هذا فأن الشعب العراقي شعب متحضر يحب السلام والحياة ومتطلبات الشباب الكريمة وعلى الدولة دعم السلم المجتمعي والتعايش والمواطنة.