بغداد/ رشا عباس
"كل قطع الحديد قابلة ان تتحول الى تحفة فنية تحتل موقعها في فضاء عام او خاص تروي قصصاً وتعكس ايحاءات ورموزاً من تفاصيل حياتنا ومحيطنا هي مصدر جذب للفنان في الوقت الحاضر"
، هذا ما اشار اليه الفنان قيس ابراهيم في معرضه النوعي الثالث والمختص في النحت التجميعي الذي افتتح الاربعاء الماضي بجامعة الموصل تحت عنوان "صدى الحديد" متضمناً خمسة اعمال نحتية، نفذت من الحديد "السكراب" ومخلفات الحرب بارتفاع 3 الى 4 امتار.
ابراهيم يعمل استاذاً للنحت في جامعة الموصل كلية الفنون الجميلة، استحضر في اعماله رمزيات العراق القديمة والحديثة التي حاول الارهاب القضاء عليها ، لتكون بمثابة رسالة إنسانية تعبر عن آلام ومعاناة وتطلعات الناس من مختلف الجوانب، فضلاً عن كونها دعوة للفنانين باسترجاع ما دمر ونهب من آثار بمختلف الفنون والمواد باعتبارها تاريخاً حضارياً لا يموت، انما يتجدد في صور واشكال قائلاً لـ"الصباح" :" من صدأ الحديد الى صداه شقت تجربتي الشخصية الجديدة في النحت التجميعي مساراً لها في البحث عن الجمال من مواد خامية مهمشة جمعتها من مخلفات الحروب ومحال بيع السكراب وحديد الخردة في تصاميم مبتكرة واشكال تعبيرية تعكس روح الطبيعة والانسان وتتعدى حدود المادة لتغوص في تراكيب جمالية تمزج بين الواقع والخيال".
واوضح "الخراب والدمار ليس نهاية الشيء انما البداية التي يتعرف من خلالها الجمهور على فن صديق للبيئة لايزال يسير بخجل، ليأخذ طريقه بين المهتمين والمهووسين وهم يتعاملون مع تلك المواد كقطع فنية، وليس مجرد أشياء قديمة، مستهلكة، عديمة القيمة، فهي بنظرهم ما زالت تمتلك جماليات متجددة تترجم افكارهم الفنية".
نظرات الدهشة والاستغراب اللامحدود التي شاهدها قيس ابراهيم في عيون طلبته، زادت من سعادته وتشجيعه ليقدم اعمالاً جديدة في المستقبل، تسر الناظرين وتترك في مخيلتهم اسئلة، بهذا الصدد ابدى الطالب عبد الرحمن سعد اعجابه بما قدم من قبل استاذه والذي كان بمثابة درس اكاديمي يبين لنا كيف استحالت تلك المتلاشيات التي لايأبه بها احد الى عمل يتعدى حدود الرؤية المجردة ويحاكي هموماً وتاريخاً حضارياً.