كلام في الأرق

الصفحة الاخيرة 2019/11/17
...

حسن العاني 
 لا يمكن للأرق الا ان يكون واحداً من أسوأ انواع الامراض المعروفة على الرغم من انه طبياً لا يصنّف واحداً منها، مع انه وراء الكثير من الاضطرابات الذهنية والتشوش الفكري والنحول والانهاك الجسدي، ومعروف بأن الأرق نوعان، احدهما ينتج عن وجود مشكلة ما ينشغل بها الانسان ليلاً ونهاراً، ولكن هذا النوع غير مؤذ لانه مؤقت ويزول بزوال المشكلة بعد شهر او شهرين، والآخر وهو خَطِرٌ حقاً وشديد الاذى، لكونه يعاشر بعض  الناس ليلاً (فقط)،  من دون ان تكون هناك مشكلة من أي نوع، ومكمن الخطورة فيه تتمثل في انه دائمي وقد تطول اقامته 16 سنة او 30 او 40 او مدى العمر، وهذا النوع في العادة لا يصيب غير (اولاد الخايبة) وانا منهم مع الاسف.
ما مرت عليّ ليلة منذ سنوات بعيدة الا وانا انتقل من فكرة الى فكرة، ومن موضوع جاد لا ناقة لي فيه ولا جمل، الى موضوع اكثر جدية،  وفي كل ليلة افاجأ بأن الساعة قاربت من السادسة صباحاً من دون ان اتوصل الى حل مقبول لتلك الافكار والموضوعات التي لا يربطها رابط!!
لعل آخر (أرقٍ) تعرضتُ له وتواصل معي على مدى (56) ليلة، وكان يعيد نفسه ليلة بعد ليلة هو : لماذا لم يحتل أي اسم من هذه الاسماء التي سآتي على ذكرها منذ مئة سنة من تاريخ العراق الحديث (وهي اسماء فنّية كبيرة ومرموقة وتمثل علامة مشرفة ومشرقة في مسارنا الفني) منصب رئيس جمهورية او رئيس وزراء أو وزير او وكيل وزير، بل لماذا لم تتم دعوتها والاستعانة بها بصفة خبير او مستشار في مكتب رئيس الوزراء او وزير الثقافة، ومن هذه الاسماء التي تُمثّلُ عُشْرَ ما يستحضره أرقي: حقي الشبلي، جواد سليم، فايق حسن، يوسف العاني، خليل شوقي، سامي عبد الحميد، سليم البصري، محمد غني حكمة، مؤيد نعمة، حسن حسني، مقداد عبد الرضا، عبد الرحيم ياسر، فاضل خليل، بهجة الجبوري، عزيز خيون، حامد المالكي، خضير الحميري، عبد الخالق المختار، ولماذا لم يحتل أي اسم من هذه الاسماء التي سآتي عن ذكرها منذ مئة سنة، وهي اسماء أدبية وثقافية وفكرية واعلامية كبيرة وتمثل علامة مشرفة ومشرقة في مسارنا الثقافي، منصب رئيس جمهورية او رئيس وزراء او وزير ثقافة واعلام او وكيل وزارة، بل لماذا لم تكن ضمن مكتب رئيس الوزراء او وزير الثقافة بعنوان خبير او مستشار، وما سأورده من اسماء لا يمثل الا اقل من العُشر، ومن بينها الرصافي والجواهري والسياب والملائكة وطه باقر ومدني صالح والحطاب والفرحان، وليلة أرق مماثلة مع عمو بابا  وجبار رشك ودوكلص عزيز واسماعيل خليل وعلاء الدين النواب واحمد راضي ومجبل فرطوس.. حيث لا رئاسة ولا وزارة ولا وكالة ولا مستشارية.. وقادني أرقي الى التساؤل عن عدم ايلاء اي من تلك المناصب الى امرأة، مثل فوزية الشندي او الرماح او هناء او السناطي او عالية طالب او عواطف نعيم او لطفية الدليمي او عدوية  الهلالي او زينب او الاورفلي او العطار او آية منصور (استبعدتُها من المناصب لان البرلمان سيعترض على عمرها الصغير وهو اعتراض مشروع)، وكنت في قرارة نفسي أشد حماسة لترشيح (.....)  لأنها زيادة على موهبتها وثقافتها العالية احلى من عصافير الجنة، ومع ذلك استبعدتُها لان كتلة البرلمان النسائية ستعترض عليها بحجة ان جمالها الاخاذ يشغل الناس عن النظر في مشكلات البلاد.. وهو اعتراض مشكوك بنواياه!!