على الرغم من التعادل السلبي أمام البحرين في المباراة الثانية إلا أن فرصة التأهل الى المرحلة المقبلة من التصفيات المزدوجة لا تزال كبيرة وأبوابها مشرعة أمام منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي حصد لغاية الآن 11 نقطة من خمس مواجهات وقد تصدر ترتيب مجموعته الآسيوية الثالثة، لكن المدرب كاتانيتش لم يستطع تجهيز لاعبيه وتدريبهم على طريقة لعب تؤمن له نتيجة الفوز أمام منتخب البحرين لثلاث مناسبات متقاربة إذ بقيت مشكلة فريقنا بعدم قدرته على تكثيف العمل الهجومي في الأمام عندما يواجه أي منتخب يجيد التكتل الدفاعي بفعالية عالية، عبر التحركات المستمرة في طرفي الملعب،
فضلا عن غياب تنويع اللعب في العمق الدفاعي للأحمر البحريني الذي استطاع بسهولة غلق المساحات بواسطة أسلوب لعبه الذي يؤدي إلى نتيجة واحدة هي تأمين 9 لاعبين في ثلثه الدفاعي بمعزل عن نظام اللعب المتبع، وعند العودة الى التقرير الاحصائي لهذه المقابلة فإننا نجد أن منتخبنا قد احتفظ بالكرة بنسبة 58 بالمئة ومرر 513 تمريرة و بدقة بلغت نحو 81 بالمئة وقام بـ 12 محاولة للانتقال السريع من الحالة الدفاعية الى الهجومية لكنه لم يسدد على المرمى البحريني الا في مناسبتين من مجموع 9 تسديدات مع ركلة زاوية وحيدة خلال شوطي اللقاء، مقابل ذلك يجب ان نشيد بجهود المدرب في معالجة الأخطاء الدفاعية في الخط الخلفي وقد تناقصت بشكل واضح ويبدو ان المدرب السلوفيني فطّن الى نقطة مهمة بإن اللعب بخمسة مدافعين مع وجود ظهيرين متحركين يقلل كثيراً من الهفوات الفردية ويمنح لاعبي الوسط القدرة على البناء والتحضير .
الإيقاع الهجومي والزيادة العددية
في لقاء البحرين غاب مرة اخرى الايقاع الهجومي السريع المؤثر الذي يستطيع كسر الرتم الرتيب الذي فرضه علينا الفريق البحريني بفلسفته الدفاعية القائمة على تعقيد اللعب عن طريق التراجع الى الخلف والضغط في وسط ملعبه مع وجود أربعة لاعبين يتحركون امام مدافعينا بشكل دائم يتمركزون ما بين خطي (الدفاع والوسط) متى ما تحولت لهم الحيازة، إذ ما زالت طريقة بناء الهجمات في منتخبنا الوطني بطيئة وتفتقد الى السرعة لحظة التدوير والنقل في مختلف أرجاء الملعب وهذا ما لم يتحقق مع الكرات القصيرة والتحضير المتسلسل من الخلف الى الامام بل كان فريقنا بحاجة الى ايقاع هجومي سريع مصحوب بأنماط التحرك المتعددة والمؤثرة في الامام على غرار التدوير مع الركض وخلق حالات تمركز خلف المدافعين لايجاد المساحات وتأمين الجري من قبل لاعب ثالث او رابع غير مراقب مع عمل التقاطعات في الفراغ وتسلم الكرة في الامام وبين خطوط اللعب واللعب خلف الظهيرين أو تحركات لاعبي الطرف من خلف اللاعب الثالث فضلا عن الرهان على الكرات الهوائية او الكروسات والكرات العرضية في طرفي الملعب مع ذلك لم نشاهد أي زيادة عددية متكافئة في منطقة جزاء المنافس والاستفادة من الكرة الثانية او متابعة الكرات المقطوعة بشكل خاطئ.
مشكلات البناء والتحضير
عانى منتخبنا أمام البحرين خلال مواجهاته الثلاث في نهائي غرب اسيا و مباراتي المنامة وعمان من المشكلات التالية :
أولاً: مشكلات تطوير المرحلة الاولى للهجمة أي الشروع بالتحضير لبناء اللعب في (ملعبنا) واتضحت هذه المعضلة في هذه المرحلة من خلال تدوير الكرة البطيء وعدم استغلال عرض وطول جهة التحضير وعدم خلق المسافات بين خطي الوسط والدفاع ومن ثم الركون إلى منهجية اللعب الطويل .
ثانيا: المشقة الكبيرة في تطوير الهجمة في مرحلتها الثانية من البناء تحديدا في (ملعب المنافس) وان المنتخب البحريني جعلنا نحتفظ بالكرة وبقيت المشكلة ذاتها بسبب عدم تسلم اللاعبين الكرة بين خطوط اللعب في منتصف الميدان أو عمق الفريق المنافس والتحرك بدون كرة وتغيير زاوية الهجوم والتبادل السريع والمستمر من الطرف الى العمق أو بالعكس لخلق حالات التهديف. ثالثا: التسرع وعدم الدقة بعد خلق حالات التهديف التي تعتمد إما على الأداء الجماعي او الحل الفردي وأيضا على طريقة تنظيم دفاع الفريق المقابل مع استخدام المهارات الهجومية والحالات الخططية والربط والتقاطعات والتسديدات والكرات الهوائية او الارضية والتمرير البيني للكرات المفتاحية لغرض تسجيل الأهداف رغم ان مواهب لاعبينا في الحل الفردي عالية و باستطاعتها عمل الفارق. رابعاً : قلة عدد التمريرات المفتاحية التي تعرف بـ» Key Passes» وهي التمريرات التي يحصل عليها اللاعب في الوضع الهجومي ولديه فرصة مثالية للتهديف بالتسديد المباشر على المرمى من دون أن يحرز أي هدف وتعتمد هنا على مهارته في التعامل مع حالات الواحد ضد واحد او واحد ضد اثنين في مواجهة المرمى بحيث تقطع هذه التمريرة المفتاحية خط الدفاع او الدفاع والوسط من الفريق المنافس في الحالة الهجومية من دون أن يسجّل الهدف، على الرغم من الستراتيجية الدفاعية التي اعتمدها سوزا مدرب البحرين والتكتل الدفاعي في منطقته لم تكن هناك تمريرات مفتاحية مؤثرة أي لم يتجاوز معدل هذه التمريرات خلال المواجهات الثلاث 8 كرات وان جميع المناولات كانت مقروءة بالنسبة للفريق المضيف وهذا ما عقد الموقف على لاعبينا من تهديد المرمى عن طريق لعب الكرات الى اللاعب المنطلق من الخلف أو في المنطقة العمياء . خامسا: المشكلات التي تتعلق بالأداء الفردي وتتضح في قرار اللاعب الخاطئ لحظة التمرير الخاطئ في التمرير و القرار الخاطئ لحظة التصرف بالكرة بأن يذهب اللاعب الى الحل المعقد في الملعب ويعتمد فقط على الحل الفردي والقرار الخاطئ في التوقع وصعوبة قراءة الهجمة ذهنياً بغية اتخاذ الحل المناسب وهي حالات شائعة في ملاعبنا وكذلك في دورينا ومنتخباتنا الوطنية .