دارت حكاية المسرحية التي حضرها عدد كبير من فناني المسرح عن مونودراما متصلة لثلاث نساء تجمعهن فكرة انتظار الخطيب والزوج والحفيد الذين غيّبتهم الحروب التي مرت على العراق في سنوات الثمانينات والتسعينات وصولا الى الاحداث التي يشهدها الشارع العراقي الان، وغياب الطرف الاخر الذي ترك ضحاياه النسوة يعانين من الغياب المفاجئ.

أجادت مجسدات العرض ايصال شفرات النص ورسالته وفق رؤية  اخراجية أسهمت شاشة المسرح التلفزيونية في رسم عمق التجسيد الذي اوصل فكرة معاناة الحروب.

 كاتبة ومخرجة العمل د.عواطف نعيم قالت: "كانت فلسفة الانتظار والغياب القسري الذي عاشته المرأة العراقية لسنوات طوال هي رسالة العرض وهدفنا أن نوصل من خلال المجسدات وجع وصبر وتحدي نساء العراق وصولاً الى عالم اليوم وما نشهده من احداث لتبقى المرأة طودا صامدا تقدم المزيد من التضحيات". 

جسّدت الفنانة سوسن شكري دور الزوجة التي تعاني غياب زوجها في حرب الخليج بتسعينات القرن الماضي، مبيّنة الابعاد النفسية للشخصية التي اوصلت تأثير الغياب على الأسرة والمجتمع وكان تفاعل الجمهور مع مجريات العرض دافعا لايصال روح الشخصية. 

اما الفنان عزيز خيون فقد قال: "كانت أبواب المعهد الفرنسي المفتوحة إشراقة ثقافية بعد أن أغلقت العديد من الأماكن". واضاف خيون: "اجتمعت في التجربة عناصر التأليف والإخراج والتجسيد وهي اضافة لمشهد المسرح العراقي الذي انحسرت عروضه في الفترة الأخيرة".

المخرج المسرحي عماد محمد كان حاضرا العرض وقال عنه "نجح العرض عبر مشاهده في بث روح التحدي لدى المرأة التي تعاني مشكلة الانتظار المر لنشاهد معالجة تناصية واسقاط الضوء على احداث الساعة ودور المرأة التي عاشت ظروفا قاهرة خلال السنوات الماضية ووقوفها اليوم لتثأر من الغياب الذي مرَّ عليها".