ترجمة : عادل العامل
يغيّر أندرو ويلمان، كغيره، من وضعه في النوم مراتٍ عديدة خلال الليل. وكغيره أيضاً، فإنه نادراً ما يدرك ذلك. “والمرة الوحيدة التي أعرف بها اني انقلبت على ظهري هي حين تدفعني زوجتي بمرفقها لأني بدأتُ أشخر”، كما يقول ويلمان، الذي يعمل مديراً لمختبر اضطرابات النوم التنفسية بمستشفى بوستن، وفقاً لما أورده روبرت روي بريت في مقاله هذا.
أوضاع النوم وتأثيراتها
يتفق خبراء النوم على انه ليس هناك من وضعية نوم مثالية لكل إنسان. وهناك في هذا الإطار مزاعم غير مدعومة: منها أن النوم على جنبك الأيمن يحمي قلبك لكنه يسبب تجعدّات في الوجه، وأن النوم على ظهرك يساعد على تصفية الدماغ من المخلّفات المهملة. غير أن هناك القليل من البحث الذي يفيد بأن وضعاً ما أفضل من غيره. وهو مجرد مسألة تفضيل بالنسبة للأفراد الأصحاء.
لكن ذلك مختلف بالنسبة للشخص الذي يعاني من ألمٍ أو حالة طبية معيّنة، إذ أن الوضع الصحيح يمكن أن يُصبح أمراً مهماً ، كما يقول الدكتور ألسيبايديس رودريغيز.
ويمكن للاشخاص الذين لديهم آلام في الظهر أن يشعروا بالراحة عندما ينامون على ظهرهم، مع وسادة صغيرة أو منشفة مطوية تحت الركبتين لتخفيف
الضغط.
فإذا لم يكن ذلك مريحاً، فقد ينفع النوم على الجانب ــ مع التحويل من جانب إلى آخر خلال الليل. ولا ينصح معظم الخبراء بالنوم على البطن نظراً لكونه يُجبر الرقبة على التحول نحو الجانب ويحوّلها عن الاستقامة وهو ما يمكن أن يتسبب في آلام الظهر. وإذا توجّب عليك النوم على بطنك، فحاول تجنّب الوسادة، أو قم بوضع وسادة اخرى تحت حوضك للتقليل من توتر الظهر والرقبة .
النوم الجانبي أفضل لغير الأصحّاء
يُعد انقطاع التنفس خلال النوم حالة خطيرة، غالباً ما يؤدي إليها الوزن المفرط وعوامل أخرى تتعلق بنمط حياة المرء، حيث يتوقف تنفس بعض الأشخاص مراتٍ عديدة ليلاً، لأن عضلات الحنجرة لديهم ترتخي وتسد ممر
الهواء.
وقد يتسبب هذا في حصول مشاكل صحية منها الشخير، واللهاث، وارتفاع ضغط الدم، وارتداد الحامض المعوي في المرئ حين يكون الشخص في وضع أفقي. وكما يقول رودريغيز، فإن انقطاع التنفس في النوم يكون أكثر سوءاً في وضع الاستلقاء على الظهر، وبشكل خاص في حالة الشخص الذي لديه ارتداد معوي حامضي.
أما النساء الحوامل، فتجدهن يميلنّ للنوم على جانبهن الأيسر. ذلك أن النوم على الجانب الأيمن يمكن أن يتسبب في الضغط على الكبد/ يقول رودريغيز، ويمكن للنوم على الظهر أن يجعل الطفل يدفع على الحجاب الحاجز للأم، فيكون من الصعب عليها أن تتنفس. وينبغي وضع الأطفال على ظهورهم للنوم، لمساعدتهم على تجنب متلازمة وفاة الطفل
المفاجئة.
وماذا عن الشخير؟
لا يُعتقد بأن الشخير، الذي يكون أسوأ عند النوم على الظهر أيضاً، من المسبّبات التي تقطع نوم الشاخر.
كما يقول ويلمان. “ونحن لا نرى انه مشكلة صحية. إنها مشكلة اجتماعية.” ويقدم ويلمان وخبراء آخرون حيلة مدرسية من الطراز القديم لمساعدة مَن يشخر على التقليل من شخيره، وذلك بأن يدسّ كرة تنس عند ظهر بيجامته. فإذا ما انقلب على ظهره في أثناء النوم، أزعجه الاحساس بالكرة فتحوّل إلى النوم على
جنبه.
وهناك حيل أخرى للتخفيف من الشخير، وكذلك من انقطاع التنفس وارتداد الحامض المعوي، وذلك برفع الساقين على رأس السرير، أو باستخدام سرير قابل للتكييف ورفع القسم الخلفي. كما يمكن للوسائد الوتدية أو الخشبية أن تساعد في
ذلك.
عوامل مساعدة على النوم
إن معظم الناس، يقول رفائيل بيليو، أخصائي النوم، ينامون بشكل أفضل في بيوتهم، عدا في حالات الأرق،
بالطبع.
ففي حالة الأرق، والقلق والإحباط، تتكون لدى المرء ارتباطات سلبية بغرفة النوم. فتجدك ترهب الذهاب إلى الفراش. ثم، وحين تكون في رحلة، تذهب إلى فندق، فتجد نفسك فجأة بعيداً عن تلك البيئة، عندئذٍ تنام على نحو أفضل. ويعود ذلك إلى جملة عوامل منها نوعية الفرشات، وأوضاع النوم، وإرشادات النوم الصحي التقليدية. إضافةً لشعور المرء بالأمان والراحة النفسية في الفنادق ومختبرات النوم المزودة بالكاميرات ووسائل الحماية
المختلفة.
وهناك عامل آخر مهم جداً بالنسبة للناس: وهو جانب السرير الذي يشاطرك النوم عليه شخص آخر. فالبعض يميل للنوم على جانب بينما يفضل آخرون الجانب الآخر. بل أن هناك من لا يرغب في أن يستخدم غيره حتى الوسادة التي ينام عليها.
عن / Medium