رحلة مغامر

الرياضة 2019/11/27
...

كاظم الطائي

كان يمكن لها ان تأتي بنتائج عكسية وتضع اصحابها في غياهب المجهول وربما تبعدها عن ارتداء قميص الوطن ويبقى حلمها مجرد ذكرى لاتمت للواقع بصلة حالها حال الكثير من لاعبي الامس واليوم ممن اغلقوا بالشمع الاحمر على رحلتهم في اول العهد وباتوا محليين فقط لا يمكن دعوتهم مجددا لتشكيلات وطنية .
مهمة على كف عفريت تطلبت مغامرا عنيدا بقلب عامر بالشجاعة وادوات فنية لاتخيب الظن وسحبت البساط من تحت اقدام بطل القارة المدجج بسلاح الارض والجمهور والاسماء المثيرة في تشكيلته بقياس المعز وخوخي علام واكرم عفيف وبسام شاكر وطارق سلمان وعبد العزيز حاتم وقيادة فنية مجربة عمادها الاسباني سانشيز وبصمات لايشق لها غبار تستعد بعد اعوام لاستضافة مونديال قطر في العام 2022 .
المباريات الافتتاحية تتسم دائما باختبار النوايا وعدم كشف الاوراق الكاملة وغالبا ما تصل نتائجها الى التعادل او طريق لم يكن في الحسبان وفي البطولة الحالية كان ميزان القوى يميل لصالح المستضيف الذي استعان باسلحته الهجومية المعروفة وخط دفاعه الصلب ومؤازرة جمهوره الكبير، لكن هذه التفاصيل تغيرت في ظل معادلة جديدة تحمل الشباب وزرها ورفع راية التحدي ومواجهة الظروف الصعبة بشجاعة فائقة صال فيها محمد قاسم وجال بهدفيه الرائعين وتحركت اقدام محمد رضا وحسن حمود وشريف عبد الكاظم ومصطفى محمد وهم يخوضون مهمتهم الوطنية الاولى في بطولة يحسب لها الف حساب .
حارس امين لم يخذله قفازه في رد الكرات الكثيرة في شوطي المباراة وعاد للحضور مجددا في احاديث مجالسنا الرياضية تتلاقفه الالسن بينت مقدار حامي الشباك بوزن جلال حسن الذي انتظر هذا اللقاء ليقول للجميع انه نصف الفريق وان كبوة الامس كبوة حصان اصيل لم تهزه الاحداث وعاديات الزمن .
مغامر ركب الموجة وارتقى على ظهر الصعاب وخرج من مولدها بحمص معلوم ولم يأبه بما يثار بشأنه من اقاويل واراء وترك اسمه في قلب البطولة انه السلوفيني كاتانيتش وفريق عمله المثابر الذي قدم للجمهور العراقي توليفة وضعنا ايدينا على قلوبنا خشية مما سيحصل في لقاء الافتتاح واصر على الزج ببدلاء ناجحين لم ترهبهم الظروف المحدقة بهم ومواجهة بطل اسيا في ملعبه وبين جمهوره .
مباراة الامارات ستكشف حكايات اخرى من رحلة المشاركة العراقية ونأمل ان يدرس ملاكنا الفني عناوينها ويكتب قصة وصولنا المبكر الى مربعها الذهبي وتخطي عقبة اخرى تتفوق حاليا على منتخبنا بفارق الاهداف فهل سيزف لاعبونا بشارة فوزهم غدا ان شاء الله ؟